وحسنا فعلت قطر … بقلم : دلال صقر
ما أشبه اليوم بالبارحة …وفي ذكرى 2 من أغسطس عام 1990 ذكرى الغزو العراقي الغاشم على الكويت..نجد حال الأشقاء في الخليج يكررون بينهم ما يشبه الذي تعرضت له الكويت من غزو الجار العراقي وكان قبلها أخا وشقيقا … ومن ثم أصبحنا على فاجعة الغزو ..وصاحت الأقلام كيف يغزو العربي عربيا وكيف يخون الجار جاره ..وها هي الصور تتكرر وتسقط كل القيم في توترات الخليج الأخيرة لولا حكمة القليل لنسفت كل معاني الإخاء وانتهت للأبد .. إن الدروس التاريخية عظة وعبرة ..وحسنا فعلت قطر في اتخاذ كافة ما يلزم لتحصين نفسها .. فلم يعد اليوم قيمة لأعراف وقيم بقدر ما هي قيمة التحصينات والمعاهدات التي تكفل حمايتك من أقرب الناس لك لتردع كل من في نفسه نية سيئة ..ولتؤكد على آمانك . إن ما حدث للكويت في الثاني من اغسطس عبرة ومثال واذا ما تأملنا حال الكويت اليوم نجدها لازالت تعاني بعد مرور 27 عام ونتساءل لم لا تعود الكويت لؤلؤة الخليج ؟ ونتساءل عن أسباب تردي الأوضاع في جميع المستويات بعد عودتها .. هل لأننا لا نملك قدرة مالية ؟ بالطبع لا إذن ما هي العوائق التي تقف أمام عودتها تنبض بالحياة؟ لا أحد يسأل ..لم السكوت عن سرقات المال العام ؟ لماذا فتح صندوق احتياطي الأجيال وتم استنزافه ؟ لما أموالنا للخارج واليوم نهديها إعمارا لمن غزانا ونحن مكانك سر ؟ يسأل الشرفاء أليست هذه مقدرات شعب الكويت أليست أموالهم أليسوا أحق بها ؟ و لم يتم الاستهانة بكرامتنا والاعتداء عليها بمزيد من التقشف والترشيد وهم يقذفون بأموال ومقدرات الشعب على غيرهم . إنها تداعيات الغزو حين سقطت القيم التي نشأنا عليها أن الجار لجاره وأن الصديق لصديقه وأن الغدر ليست من شيم العربي الأصيل ..سقطت كلها فكثر بيننا اللصوص والخونة ..لبس بعض الغزاة الجدد شكل الكويتي غير أن انتمائه لغيرها …ذلك لأنه حين عادت الكويت كان بسبب قوة لحمة الكويتيين التي وقفت في صد العدوان فرجعت بفضل الله ومنته ..وعرف أعداؤنا أن الفرقة وحرق قيم الأخوة وغرس الطائفية وسوء الإدارة وتعطيل التنمية ستجعل منها فريسة سهلة , حين يكفر الناس بالوطن الذي كافأهم بالحرمان وبذر أمواله لغيرهم وجعل الإدارة بيد الفاسدين و لا تزال خطة الاعداء تسير كما يريدون لأنه حين تسقط اللحمة ويتفرق الناس يأتي الغزاة الفراعنة ليصنعوا أوتاد العبودية وعندها لن يعود هناك وطن ..وهذه الدروس والعبر لنا ولكم .