وداعاً … ياجدي … بقلم حسن الشواف
وداعاً … ياجدي
في الأمس كتبت عما استقيته من نهلِ جدّي الحاج / حسن علي الشواف في مقالتِي “في كنفِ جدّي” وكيف لا أروي ذلك وهو الذي لازمني منذ نشأتي، ففتحت بصري وأوّل من رأيت هو ذاك الوجهُه البش السمح، فعشت في ظلّ الحكيم وفي كنفه طوال تلك الفترة إلى أن شددت الرّحال لطلب العلم خارج البلاد، ولكن خلّفت وجداني وقلبي ووجودي في الكويت مع جدّي وعشت جسدًا في بلاد الغربة، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي هُوَ مكتوبٌ على كلّ امرئٍ في هذه الدّنيا، فشدد حيازيمهُ الحبيب للقاء الحبيب، فما أمرّ فراق الأحبّة فكيف من هم أكثر من أحبّة بل همُ الحياة بأسرها، فمضى إلى الله -عزّ وجل- وجاوَر ساداته محمد وآل محمد-صلوات الله عليهم- وخلّف جسدٌ ضامر لفراقه، فمضى وخلّف ذكريات لن تُنسى، وخيرات محدَّثة لا يعرفها قريب ولا يدركها بعيد، فكيف تطيب المَحاسِن بعده وكيف من بعدِه الطّريق والحياة ولكن هذا أمر دنيانا وهذه عاقِبتنا وكلّنا سائرون في هذا الطريق، فلن انسى ياجدي كل ما افضته علي من أفضال وحكم ودروس مستفادة ، لن انسى ياجدي لهفتك المعبرة عند رؤيتي او سماع صوتي، لن انسى ياجدي عندما تعد الأيام والليالي منتظراً قدومي الى الكويت في العطل الدراسية ، لن انسى ياجدي ذلك الصوت الحنون الذي يبعث فيني الأمان والطمأنينة، لن انسى ياجدي ما كنت تضربه كل يوم من أروعة الأمثلة في عمل الخير ومساعدة المحتاجين وصلة الأرحام وكل الصفات الكريمة التي كونت شخصية يشهد لها الجميع .
أعاهدك ياجدي ان تبقى في قلبي أحفورة مدى الحياة .
رحمك الله واسكنك فسيح جناته
حفيدك / حسن علي حسن الشواف