بقلم / عبدالكريم دوخي
دائما في مثل هذه الأوقات التي تسبق الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة تكثر التكهنات وتملأ لستات أسماء الوزراء المختلفة التي تُصاغ وفق أمنيات وأهواء صائغيها فضاء الشبكات العنكبوتية…وبالنهاية تكون الغلبة في تشكيل الحكومة لمبدأ المحاصصة ومغازلة التيارات السياسية وليس لمبدأ التكنوقراط!
ولكن هذا لا يمنعنا من القول بأن الحكومة تُوفّق في أحيان كثيرة في وضع الوزير المناسب في المكان المناسب…وعلى سبيل المثال في التشكيل الحكومي السابق كان اختيار وزير الصحة من أكثر الاختيارات توفيقًا بشهادة الكثير والكثير من أبناء الشعب الكويتي وأعضاء مجلس الأمة والنشطاء السياسيين.
فهذا الوزير خاض حربًا ضروسًا وتحمّل الكثير من الافتراء والبهتان كضريبة منطقية لخوضه هذه الحرب الشجاعة وضربه عش الدبابيير بلا لين ولا هوادة…الذي أقض مضاجع من كانوا يقتاتون على الفساد الإداري والمالي!
ولكن مع الأسف استقالة الحكومة حدّت من قدرة الوزير على استكمال حربه الإصلاحية كوزير فعّال وليس كوزير يصرف العاجل من الأمور لحين البت في أمر تشكيل الحكومة الجديدة!
لذلك امتلأ فضاء تويتر والسوشيال ميديا في الأيام القليلة الماضية من المغردين على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم السياسية بالمطالبة بإعادة وزير الصحة إلى منصبه ليُجهز على ما تبقى من روس فاسدة أينعت وقد حان قطافها!
وأنا شخصيا أتمنى عودة الوزير وإن قدّر الله ولم يعد أتمنى أن يأتي وزير بنفس نهجه الإصلاحي فهناك ملفات فساد في المناطق الصحية تحتاج لمن يفتحها وهناك مسؤولون في المناطق الصحية يحتاجون لوقفة محاسبة جادة تُعيدهم إلى حجمهم الطبيعي وتعرّفهم كيف يحترمون كرامة الوظيفة ووقارها فلا يتصرفون بهمجية الرعاع وهم في رحاب المؤسسات الحكومية ويحافظون على الأموال العامة فلا يهدرونها لتنفيع بعض الموظفين الذي أهدروا كرامة الوظيفة وجعلوا من أنفسهم لا هم لهم سوى التجسس على بقية زملاءهم والوشاية بهم عند المسؤول !
فهؤلاء المسؤولون يجب أن يعرفوا ويعوا عن قريب بأننا في دولة قانون تأخذ على يد المسؤول الفاسد وتنتصر للموظفين الذي تضرروا من فساد هؤلاء المسؤولين…وإن غدا لناظره قريب!!
المجهول
@a_do5y