وقفة مع الإعلانات المخالفة …بقلم عبد العزيز خريبط
صرح النائب خالد الشطي من ديوانه بأنه قد تحدث الى عدة وزراء في الحكومة خلال اليومين الفائتين بشأن مركز «وذكر» واطلب من الشباب الصبر وكظم الغيض الى الأسبوع المقبل لعل وعسى الحكومة تطبق القانون على هذا المركز وتمنعه من اثارة الفتنة..!
وبعد فترة من هذا التصريح قامت البلدية فرع محافظة حولي بإزالة الإعلانات المخالفة في منطقة السالمية، وذلك لعدم ترخيص الإعلانات الكبيرة في الموقع وانتهى الموضوع.
وتبقى التساؤلات تثار بعد هذه الخطوة كما فسرها البعض على إنها ليست قضية إعلانات مخالفة وإنما أخذت منحى آخر مختلف كليا، لذلك كان السؤال لماذا تزال الإعلانات اليوم؟ وهل السبب إرضاء أطراف أو طرف بالأخص كنوع من الخدمة والانجاز؟
ما الخطأ الموجود في الإعلانات؟ وما الإشكالية والجزئيات التي يعتبر على أساسها إعلانات و«ذكر» مخالفة وكما يقول النائب إنها تثير الفتنة؟
في السابق كانت هناك مطالبات نيابية من قبل عدد من النواب في مجالس سابقة وكذلك عدد من الأفراد بالمطالبة بإزالة هذه الإعلانات لأنهم اعتبروها مزعجة واستفزازية كما أن البعض أقام الدنيا وأقعدها بسبب عبارة «فرح وسرور» مع العلم أنه نص من حديث شريف، والمهتم بهذا الموضوع يدرك أن هذه عقيدة وأن ما تحتويه هذه الإعلانات من أسماء صحابة وأمهات المؤمنين وأحاديث شريفة وضعت من أجل التذكير، الأمر الذي انشغل الناس عنه في هذه الدنيا الفانية، فلا نجد أن هناك موضوعاً وقضية خلاف واختلاف على ما تحمله الإعلانات الكبيرة، ولا موضوع استفزازياً كما يذكره البعض، الأمر الذي سجله لصالحه كنوع من الانجاز في الإزالة.
أحب كما يحب عدد كبير من الناس معرفة السبب الحقيقي لهذا العمل، بخلاف ما هو معلن كنوع من الانجاز الذي يسجل للبعض وما هذا الانجاز..؟!
نزع فتيل الطائفية لا يكون بعد إشعاله، ونزع الإعلانات بعد مطالبات لا يجب أن يأتي متأخرا لتبني ردود فعل يصعب وضع قيود عليها، لسنا مسؤولين عن تصرفات صاحب المركز وإنما نتناول الموضوع بما يحمله من ابعاد تدق ناقوس الخطر في تنامي الطائفية والتعصب، فالقضية لا تسجل انجازا أو انتصاراً لطرف على آخر، وإنما القضية تأتي في أبعاد أخرى على حساب نسبة من المواطنين والمقيمين بمختلف أطيافهم المذهبية وتنوع الإنتماء الطائفي لا يقبلون إشعال فتيل التوتر الطائفي الذي يحرق مشاعر التعايش والرحمة والتسامح والإيخاء والتعاون، ويزرع كبديل لذلك خطاب الكراهية الموجه ليس فقط بين طائفتين بل أيضا داخل المذهب الواحد والطائفة الواحدة، ويخلق حالة من النزاع والتوتر الطائفي والاختلاف، وقد يتدخل العقلاء من الطرفين ويوقفون هذا الانجراف والاجترار لكن إذا حدث الانقسام داخل المذهب الواحد أو الطائفة الواحدة كيف سيتم التفريق بين المعتدل والمتزن والعاقل والآخر من نفس المذهب لكنه متعصب وغير متزن في الطرح ولا يقرأ الواقع كما هو في المنطقة من انقسام؟
نحن في مجتمع كويتي لا نقبل اللعب في ملف يحمل أوراقاً خاسرة كما البعض يريد جرنا إليها، فالطائفية تحرق أوطاناً، ولا نريد أيضا التعامل مع بعضنا البعض في الشكل والصورة التي يريدها البعض على إنها انتصار وخسارة، فالكويت وشعب الكويت أكبر من هذه الفتنة.
الاختلافات والفتنة التي يزعم البعض في التعامل معها بهدوء لا تحل بهذه الطريقة خاصة في جو يفتقر إلى الحوار والحرية في الطرح والتناول، كما لا يوجد وقفة جادة من الأطراف المتحاورين،أو وجود جماعة أو جهة مسؤولة ويمكن الالتجاء إليها للتحكيم في الاختلافات والمتناقضات، بيوت المسلمين مذاهبهم ومذاهبهم مثل أغلب البيوت في المجتمع تعاني من خلافات وتحديات، وكذلك عقد ويمكن حلها والوصول إلى حالة من الهدوء والاستقرار في ظل قانون الوحدة الوطنية، فالتاريخ يشهد بأن الكويت دولة تعايش فيها الآباء والأجداد دون تفرقة وفرقة.