عندما يئِن الأنين …بقلم سلوى معروف
ومررت يومًا بأنيني…وإذ به يئِن…
فقلت: أتئن؟
قال: بل أحن…
قلت: ولمن الحنين؟
قال: للأنين…
يتكئ على حزنه…يرسم ابتسامةً ورديّة…
كمن يؤكد لك…أنه بأتم الصحّة والعافية…
يمر على وحدته…يتفقدها…كأمٍ تتفقّد أطفالها بعد المغيب…
يتأمّل أنّاته…كعازفٍ يسمع صدى أوتاره…في سكون فجر ربيع…
يروي قصةً جميلة…فقدت أنوثتها…
يحدّث عن ليالٍ سعيدة…ذبُلت أحلامها…
يبكي على أطلالٍ…كان يظنها خالدة…
فما بقي منها …شيئا…
قلت: أسمعك…
تنهّد…صمت…وبسرعةٍ راح يسرد ذاكرته…
كحبيبٍ يسرق سعادة قبلة…على عجل…
قال:
كنت أعشقه حين يغزل دمي…رحيقاً لورده…
أبتهج…حين يعصر بؤسي…زادًا لسعادته…
أرقص…حين يرشقني غضبًا…كنسمةٍ ناعمة…
أخجل حين يخبؤني تحت وسادته…في أيامه الباردة…
وأُذبح حين يركنني جانبًا…في لياليه الدافئة…
فأحزن…أبكي…أئِن…وفي ذاك الركن…أتململ جريح…
ومرت الأيام…وأنا هناك…استكين…
ويوما…مر بي …عابرُسبيل…
فقال: ألا تسير؟
قلت أريد…ولكني أسير…
قال…ربما أنت تستكين!
قلت: أعيبٌ في هذا؟
قال: لا…ولكنّه ألم…لن يكون يسير…
قلت: أما بعد الألم من يسير؟
قال: لا… بل أسير وأسير…
قلت : وأنا أعشق ذاتي…حين أكون أسير… وأسير..