يا سيدي أنا بخير… بقلم سلوى معروف
مالي أشتم رائحة انتصارٍ..وعزةٍ..وشماتة…؟
يا سيدي …أنا بخير…
يا سيدي …خطوط وجهي…ليست تجاعيداً…هي تفكرٌ وتأمل…
يا سيدي …نحالةُ جسدي ليست وهناً…بل خفةٌ ورشاقة…
يا سيدي أنا بخير…
يا سيدي …بياض الشعرِ…ليس شيباً…هو حنةُ العمر…
يا سيدي …رجفة يدي …ليست كهولة…بل تعبٌ من كثرةِ ما كتبته يداي…
يا سيدي …نسيانُ اسمي …ليس خرفاً…هو استرخاءٌ للذاكرة…
يا سيدي… أنا بخير…
صوتي… زقزقةُ عصافير…
وشموخي…شجرُ نخيل…
وحسني…يوسفيٌّ أصيل…
يا سيدي …أنا بخير…أنا بخير…
أجولُ الحدائقَ يا سيدي…كل صباحٍ…لا ضجراً…
بل …لأجمع الياسمين…
يا سيدي …أسهر الليالي…لا قلقاً…
بل لأسامرَ النجومَ …وأغازلَ القمر…
يا سيدي …دموعي ليست حزناً…بل ابتهالٌ بما هو آت…
يا سيدي …أنا بخير…أنا بخير…
يقول الأصدقاءُ يا سيدي…أني هرمتُ هاتين السنتين…وأقولُ خبرةً…وحذاقة…
ويقولُ الأطباءُ…مرضي مرضٌ عضال…
وأقولُ…اختبارٌ للصبرِ والإرادة…
يا سيدي…أنا بخير…
نُواحي…ليس نواحُ حمامةِ أبي تمّام…
ولا هو استسلام…
بل هو تجلّي …للسّلام…
يا سيدي… يا سيدي… أنا بخير…
يا سيدي…ما اشتقتك…
وما حَننتُ إليك…
ولا أذكر حتى …بريقَ عينيك…
وما ضجرتُ الوحدة…
وما لامسني الخذلان…
فابحث عن انتصارٍ…أعظم…
وعزةٍ…أكرم…
ولا داعي…ولا داعي…للشّماتة…
يا سيدي أنا بخير…لا داعي للشّماتة…