يوميات أسير كويتي في المعتقلات العراقية.. توثيق حقيقي لملحمة وطنية
(كونا) — بعد 25 عاما على تحرير الكويت من الغزو العراقي ليس من السهل تناول ملحمة وطنية كبيرة عاشها أهل الكويت على مدى سبعة أشهر عجاف من ذلك الغزو لكنها بكل قصصها وآلامها ومعاناتها تبقى محطة وطنية أثبت خلالها الكويتيون تمسكهم بوطنهم وتماسكهم خصوصا في المحن.
وفي احدى صور توثيق تلك المرحلة يأتي كتاب «يوميات أسير كويتي في المعتقلات العراقية – لن ننسى» للعقيد الركن المتقاعد ناصر سلطان سالمين الذي عاش تجربة الأسر بكل معاناتها وقسوتها وتنقله مع مئات الأسرى الكويتيين بين المعتقلات العراقية قبل أن يمن الله تعالى على الكويت بالحرية وعودة الشرعية إلى أهلها.
وجاء الكتاب في 304 صفحات من القطع الكبير أكد خلالها سالمين أن فترة الأسر كانت من أصعب الفترات التي عايشها كل أسير كويتي وانها كانت خليطا من العذاب والتنكيل والتعذيب كما أن حب الكويت كان بصيص الأمل للنجاة المرزوع في قلب كل أسير كويتي.
وقال سالمين إن كتاب «يوميات أسير كويتي» يروي قصة الحياة اليومية في المعتقلات العراقية وما تعرض له لحظة فلحظة عله يكون شاهدا على جرم لن ينساه كل اسير.
وأوضح أن الأسرى كانوا يعيشون في البداية حالة من الصدمة والحزن لفراق الوطن يسترجعون تاريخ حياتهم في وطنهم وسط الأمل بالتحرير ينتقلون من معتقل إلى آخر ومعاناة كبيرة بانتظار بارقة أمل والخوف على الأهل والاصدقاء متسلحين بالصبر والايمان بالله وبعودة الشرعية الى اهلها.
وذكر أنه داخل كل أسير كانت هناك حكاية صبر وتضحية كبيرة يتحملها بطريقته الخاصة كما كانت هناك اسئلة كبيرة أهمها هل تعود الكويت إلى اهلها وهل نعود لها نحن.
ولفت إلى أن يوميات الأسير ستبقى ذكرى مؤلمة يسطرها بكلمات لتصل الى العالم بأسره مضيفا ان الاسير كان يبدأ من جديد كل يوم في المعتقل حيث عاش فترة قاسية وأياما مريرة بكل معنى الكلمة وتمر الشهور عليه كأنها أيام والايام كأنها ساعات.
وقال ان الهموم والاحزان كانت تتراكم على الاسير بعضها فوق بعض والفرج كان بين انخفاض وارتفاع والامل بالتحرير يراوده في كل وقت، مضيفا «في يوم ما ترى نفسياتنا عالية وآخر تجدها محطمة مثل البحر بالمد والجزر ننتظر اليوم بفارغ الصبر لنعرف الاسماء الذين لديهم زيارة يوم الخميس حيث نطمئن على أخبار الديرة».
ويشير الكتاب إلى مرحلة الأسر منذ بدايتها حتى نهايتها ومحاولة المحتل في البداية استمالة الاسرى للتعاون دون جدوى، حيث ازداد الضغط والعذاب عليهم في معتقلهم وسط شروط صحية غير لائقة بالبشر فضلا عن غياب ظروف التغذية الطبيعية أو التداوي وغياب اي اخبار عن الاهل والوطن لتطمئنهم وتزيد من صمودهم في المعتقل إلى ان يقضي الله أمره.
ويتناول الكاتب كيف وزع الاسرى المهام على بعضهم بعضا لتنظيم الامور الحياتية وشد أزر بعضهم بعضا واتفاقهم على الصمود والبقاء صفا واحدا في هذه المحنة والصدمة الكبيرة ومحاولة اخفاء هوية بعض الاسرى ممن هم شخصيات عسكرية ومهمة.
ويعرض الكتاب بعد فشل كل المحاولات للانسحاب من الكويت المحتلة، كيف لجأت الأمم المتحدة إلى تطبيق قرار مجلس الامن ذي الصلة وبدء الهجوم البري بعد ذلك وصولا إلى تحرير الكويت ووصول القيادة الشرعية إليه ممثلة بالامير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمهما الله، حيث بزغ فجر جديد وميلاد آخر للوطن وانسحاب المحتل ووقف اطلاق النار واطلاق سراح جميع الاسرى والمعتلقين وتباشير الفرح.