11عاماً من القيادة الحكيمة والعطاء … بقلم عبد العزيز خريبط
في صباح يوم الأحد الموافق لـ29 يناير 2006 م تولى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح مسند الإمارة وسط تأييد شعبي ورسمي كبير حافل حيث بويع بالإجماع من قبل أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية أميرا للبلاد ليصبح بذلك أول أمير منذ عام 1965م يؤدي اليمين الدستوري أمام مجلس الأمة حاكما لدولة الكويت بعد أن أجتمع مجلس الوزراء واتخذ قرارا بالإجماع بتزكية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد وفقا للمادة 3 من قانون توارث الإمارة الصادر عام 1964م، وانطلاقا من هذا القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء ومن مبايعة أسرة آل الصباح عرض الأمر وفقا للدستور على مجلس الأمة الذي عقد جلستين ، خصصت الأولى لمبايعة أعضاء مجلس الأمة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد فيما خصصت الجلسة الثانية لتأدية سموه القسم الدستوري أمام المجلس بحضور جميع أعضاء مجلس الوزراء.، وقد شهدت البلاد خلال الاحدى عشر سنة من تولي صاحب السمو أمير البلاد الحكمة والقرار الراجح والرأي السديد والاستقرار والأمن والأعمال الانسانية في انحاء العالم، والنهضة التنموية الشاملة التي ترتكز على مدى حرص سموه على الإنسان ومقوماته وما يحمله من نتاج ومشاريع ضخمة سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ومن الصعب جدا ذكر تاريخ مليء بالإنجازات والمشاريع الحافلة بأسطر لا تغطي الكثير من المسيرات الحافلة ومواقع الإنجاز على مدار عقد من الزمن.
مواقف صاحب السمو قائد العمل الإنساني لا تقاس على المستوى المحلي وانما على نطاق اقليمي عالمي واسع، ومع ذلك هناك ذكريات ومواقف عظيمة لها أثر عميق في وجدان وقلوب الكثيرين، نستنتجها من دروس وعبر وقيم ومبادئ وأخلاقيات سامية اختصارا لذلك كلمة الانسانية وما تحملها من معاملة وسلوك وثقافة وحضارة ، ونستذكر الاهتمام الكبير لصاحب السمو أمير البلاد في أهمية الاهتمام بالانسان والعطاء والعمل والتعاون وبناء جسر التواصل المتين في المجتمع الكويتي، والحفاظ على الهوية والوحدة والتماسك في ظل عالم متغير تشوبه الأخطار والتهديدات التي تضرب بالمنطقة من حين لآخر، فلا زالت جملة الانسانية الشهيرة «هذولا عيالي» لها وقع في القلوب عندما أعرب عنها صاحب السمو بكل أبوية إبان التفجير الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق في 26 يونيو 2015، إذ شهد العالم أجمع بحب سموه للمواطنين وأرض الكويت عندما كان أول الحضور لتفقد موقع الحادث رغم خطورة الأوضاع الأمنية ليسجل التاريخ سابقة في مشهد لا يخلو من الولاء والحب والتماسك والتعاضد المتبادل بين الحاكم والشعب.
ولازال الموقف والخطاب عقب مراسم العزاء لا ينسى ، ومن كلمة صاحب السمو “أن هذه المظاهر أبرزت بجلاء حقيقة الشعب الكويتي وأصالة معدنه وتكاتفه في السراء والضراء أسرة كويتية واحدة تسودها المحبة والألفة ويجمعها حب الوطن والولاء له والالتفاف حول قيادته في مواجهة العنف والفكر التكفيري المتطرف”.
*- تحضرني كلمات قصيدة نشرت بعنوان «هذه الكويت» في ديوان «يا سيدي» لصديق الشاعر المصري أحمد الفشني تزامنا مع مرور أحد عشر عاما على تولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظة الله ورعاه الحكم ، والاحتفال بمرور ست وخمسين عاما على ذكرى الاستقلال ومرور ست وعشرين عاما على ذكرى التحرير ، وحيث ينشد الشاعر :
هذه الكويت ربوعها بين الأماني تطير
حتى الرمال كأنها تبر حواه عبير
والبر مرج ناعم ان البساط حرير
ارض اللآلئ والمنى عين الاله تدير
يا قبلة الشرق التي للظامئين غدير
مهد المكارم والعلا للطامعين نذير
قلب العروبة والفدا شعب صداه زئير
أميرها وحكيمها للتائهين منير
أبني الكويت تكاتفوا ان الخلاف هدير
كم حطم الأمم التي شدت اليها العير
بحر العلوم تلاطم من يدعيه فقير
ما أفسد الرأي الورى إلا نراه يجور
أدب حواه نقائض فرزدق وجرير