26عاماً.. فلا تحجبوا النور بظلام الأوهام! بقلم فيصل الحمود المالك الصباح
تطلّ ذكرى الغزو الصدامي البعثي الغاشم علينا وتدعونا وغيرنا للتساؤل.. أين نحن من هذه الذكريات.. هل ما زلنا كما كنا حينها قلباً واحداً ينبض بحب الكويت؟.. هل ما زلنا كما كنا حينها صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يُهدي النفوس قبل المال لاسترداد أرضه المغتصبة؟.. هل ما زلنا كما كنا حينها شعورا ًواحداً يعصر ألماً على الشهداء والأرض.. ويحييه التفاؤل والأمل بأن أرضه لن تكون لمغتصب غاشم مهما كانت الصورة حالكة والعقول شاردة من هول الفاجعة؟..
كثير من الأسئلة تتداعى في أذهاننا.. وأقولها بكل ثقة.. نعم نحن كما كنا.. وكما سنظلّ بإذن الله- تعالى- جسداً واحداً وقلباً واحداً وشعوراً واحداً..
ولنترك صوراً وأحاسيس وجملاً تخرج من أفواه وعقول دعاة الأوهام الذين لا يرون من الألوان إلا سوادها.. ولا تقع أعينهم من الأزهار إلا على أشواكها..
نعم نحن بخير يجمعنا حب هذه الأرض، فلننظر لما نحن عليه وما عليه غيرنا.. ألا يكفينا من ضروب الوطنية التفافنا خلف قائد حكيم أخذ بسفينتنا لبرّ الأمن والأمان حيث يرزخ غيرنا تحت وطأة النيران وفقدان الأوطان..
ألا يكفينا من دلائل الوحدة الوطنية اتحادنا صفاً واحداً وسدّاً منيعاً أمام إرهاب حاقد جبان..
ألا يكفينا من صور مشرفة أيادٍ بيضاء تشرق من كويتنا إلى مختلف البلدان.. ألا يكفينا من ضروب الكرم تعايشنا مع غيرنا في وطننا حيث الشهادة منهم بضياع ألم الاغتراب وبأن الكويت لهم بلد ثان..
لنترك التشاءم وأهله خلف ظهورنا ولندع ترهات الغوغاء.. ولنقدم على زرع التفاؤل جسراً نعبر منه إلى الازدهار والارتقاء..
الله – عزّ وجلّ – جعل الحمد والشكر طريقاً لزيادة فضله ومنّه على الأنعام.. فلنلهج بالحمد والثناء حتى تدوم النعم وترتاح الأنفس وترتقي فوق أوهام (المتحلطمين) ووساوس المتشائمين، فما صنع التشاؤم مجداً ولا بنى كسل النفس أوطاناً..
قد تقول: ما هذه الصورة الوردية للحياة؟ ألا تشعر بمشاكل يعانيها المجتمع؟ ألا ترى غير الورود بسواد عينك؟
أجيبك: بأن دنيا الناس لا تخلو من صعوبات وتحديات يجاهد صاحب الهمة في تخطّيها حيث لا ينفع اليأس سبيلاً ولا التشاؤم مسلكاً.. وكما تصب الحياة على الأنام ابتلاءاتها ومشقاتها فإنها تغدق عليهم من خيراتها.. ولنضع نحن الكويتيين ما ننعم به من خيرات أمام ما نعانيه من مشكلات.. وننظر أي الكفتين أرجح.. ولنخلق في أنفسنا الدافع وفي سواعدنا القوة وفي قلوبنا الهمة نحو تذليل العقبات وإزالة المشكلات ومواجهة التحديات وخدمة كويتنا والأخذ بها نحو الارتقاء والنماء دون أن ننتظر حتى تذوب المشكلات وتزول التحديات بعصا المعجزات..
ثم أيّها الشاكي المصرّ على القتامة ألا ترى في العين غير سوادها؟!.. يا أيها الشاكي يقتل الشعوب خوار العزيمة ويركن الكسل بالأوطان إلى أوضاعها بلا تقدم ولا نماء..
هذه دعوتنا في هذه الذكرى إلى النظر نحو الأمام بهمة وعزيمة صلبة وتوحّد نحو تحقيق أهدافنا وصنع مستقبل مشرق لأبنائنا.. ولنأخذ من تضحيات أسلافنا وقوداً نحو بناء الأمجاد وخلق ما به يفخر الأحفاد..
ولا يفوتنا أن نستذكر في هذه الذكرى من حفروا في القلوب ذكرى بطولاتها في أروع ما تكون الأمثال.. لنستذكر بطولات أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد- رحمه الله-وبطل التحرير الشيخ سعد العبدالله -رحمه الله – وبطولات قائد الإنسانية وعميد الدبلوماسية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – ولنستذكر بطولات شعب الكويت المقدام في ظل الأيام الحالكة أثناء الغزو الغاشم وما بذلوه من الدماء.. ولنستذكر من وقفوا مع الحق الكويتي من دول الأشقاء والأصدقاء.. ولنرفع أيادينا لرب الأرض والسماء أن يحفظ لنا كويتنا أمنا وأماناً وخيراً ونماء ورخاء وارتقاء,