أسبوع الآلام آلمنا جميعاً …بقلم عبد العزيز خريبط
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجيرين وهدد في بيان بشن مزيد من الهجمات ضد مسيحيي مصر موضحا أن «هجمات الكنائس وقعت باستخدام سترات ناسفة»، تفجيرا كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا والكنيسة المرقسية في الاسكندرية هما عمليتان ارهابيتان شنيعتان أودتا بحياة 44 مواطناً واصابة 126 آخرين، وقد أعلنت مصر الحداد لمدة 3 أيام وأمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بنزول قوات من الجيش لمساندة رجال الشرطة في حراسة الكنائس والمباني الحكومية المهمة، واعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر بعد استيفاء الاجراءات القانونية والدستورية اللازمة، وأدى الحادث الأول الذي وقع في مدينة طنطا إلى وفاة 27 شخصاً و78 مصاباً وهز المنطقة التي تقع بها كنيسة مار جرجس وتسبب في انهيار مبنى مجاور للكنيسة، وقال بعض الناجين من الحادث ان الانفجار أدى إلى تطاير أشلاء المصابين وفي الانفجار الثاني الذي وقع بمدينة الاسكندرية استخدم الإرهابي حزاماً ناسفاً فجره في قوة الحراسة التي حاولت منعه من الدخول وقد دعت بعض المساجد المصلين إلى التبرع بالدم وخصصت أطباء بداخلها لهذا الغرض، مهما يعرب العالم عن التعاطف والمواساة والدعم والاستنكار والموافقة على الاجراءات المتخذة في هذا الوضع الحرج والدقيق، لن يحد ويخفف قلوب الذين عانوا وشعروا بالإرهاب الذي يستهدفهم في كل حين ومناسبة فهذه الحوادث لا تؤلم المسيحي أو المسلم فحسب وانما الإنسان والإنسانية التي تبقى منها شيء يصلح لايقاظ القلوب الغارقة في السبات العميق.
فكرة القضاء على الإرهاب من قائمة المستحيلات التي يشهدها العصر، فكما توجد ومازالت جماعات تمتد علاقاتها مع القاعدة وتتعاطف معها كذلك هناك جماعات تمتد علاقاتها مع الدول الإسلامية وتتعاطف معها ولا يمكن بسهولة قطع وفك هذا الارتباط، فالرسالة التي تقدمها وتسعى لها خاصة هذه الجماعات هي مس استقرار وأمن البلدان عن طريق الادعاء بالمحافظة على الثوابت والخلافة والإسلام، المغالطة في الخطاب الموجه بشكل مباشر مع العقيدة التي يؤمن بها كثير من الذين يجدون ان ما يضحي من أجله هؤلاء الإرهابيون هو الفكر الضال وليس الإسلام، فالرسالة الباقية والتي تتمدد هي عبارة عن الفكرة التي من أجلها يقومون بالقتل والنحر والنسف.
• يقول الخبير في مكافحة الجماعات الإرهابية ريتشارد باريت في برنامج بلا قيود عبر «بي بي سي عربي» ان المعتنقين الإسلام غالبا ما ينخرطون في أعمال إرهابية والسبب في ذلك ان حديثي العهد باعتناق الإسلام غالبا ما يبحثون عن أجوبة حول ماهية دينهم الجديد ومغزاه فهم لم ينشأوا في هذا الدين أو في هذا البلد المسلم أو ذاك ويشعرون بأن عليهم التشبث بقوة بالدين وكما هو الحال في أي حالة التأرجح غالبا ما يحصل إلى الميل في الحد الأقصى قبل أن تستقر الأمور.