أعود مُثقلة بالهزائم …بقلم نرمين عباس
بخطوات ثقيلة مُرهقة وصلت إلي ذلك السرير الصغير، جلست علي طرف السرير متألمه، لا أعرف من أين يأتي ذلك الألم تحديداً، هل يأتي ذلك الألم من تلك الحقن المؤلمه في يدي، أم يأتي الألم من ذلك القلب الذي لم يعد يحتمل المزيد من الخيبات، يخبرني الطبيب أن تلك الحقن مؤلمه لكنها تساعد علي الشفاء أسرع، فلا أصدقه، لكني أبتسم كي لا أشعره بالحرج، الآن لا أستطيع التقدم أو التراجع، لقد أصبحت في منتصف الطريق، الطريق الذي كنت أخشي التقدم فيه خطوه واحده، خطوه كنت أعلم مسبقاً كم ستقتلني، لكني فعلت.. عندما رأيت وجهك في الطريق ركضت نحوك مئات الخطوات، ثم تركت يدي، أتساءل ماذا أفعل لو عاد الزمن للوراء؟ هل كنت سأضحك أكثر وأبكي أقل، أم كنت سأبكي قبل موعد البكاء، فالبكاء صديقً وفيّ العهد لا يخون موعده أبدا، قلبي ملئ حتي آخره بالأنكسارات، لكني أعرف أنني لو مت، سأموت وقلبي لا يسكنه الحسره، لأنني قد بذلت كل جهدي في التمسك بك، لقد أضعنا الكثير من الأحلام والأمنيات، تعهدتُ إلى نفسي ذات يوم ألا أخسر الكثير مني، لكني الآن خنت العهد وفقدت قلبي.. لماذا تأتي النهايات لتخيّم علينا، لماذا لم تمنحني الحياه فرصه واحده، ربما كانت تلك الفرصه كل عمرى..
حينما يخبرك أحدهم بحبه فهو يخبرك ايضا بجروحه وهزائمه، يكون كل رجائه ألا تكسر هذا القلب، يصدقك، فيأمن، أنت لا تعرف كيف يعود الأنسان وهو مثقل بالهزائم والخذلان، لا تعرف كيف يقف شخص في منتصف الطريق وحيد تماماً، أنظر للسماء فلا أجد كلمات تقال، كل الكلمات أنتهت، الآن أنظر للسماء فلا أجد نفسي، الآن أصبحت خاليه من كل شيء سوي الذكري.. الآن بكل ما أوتيت من كلمات.. لا أجد كلمات تكتب.. كل ما حلمت به معك هو بيت صغير يجمعني بك، أن أرى ملامحك كل صباح، أن تصبح أبتسامتك هي بدايه يومي، أن أنتظر عودتك لأحتضنك، أن أراك حين تغضب، حين تبتسم، أن أرى كل حالاتك وأحبك في كل الحالات، أن أخبرك كم أنتظرت أن نلتقي، أن يصبح لي طفلاً يشبهك في كل شيء، وأحبه أكثر من كل الدنيا لأنه قطعه من الجنه تشبهك، فأنت كنت لي تلك الجنه، لكنها أحلام لن تتحقق.. لا أعرف كيف سرقتك مني الدنيا، لكني سأظل أحبك للأبد