أكتبُهم لأكونَهم … بقلم خولة سليقة
أكتبُهم لأكونَهم
…………………………………….
عجباً يقلّبُ ناظريه كلّما
حدّثته
متشككاً يتصنّعُ استهجانا
الحاجبان مقوّسان كأنما
فاقا الهلالَ برسمهِ إتقانا
لمَ تكتبينَ عن المظالمِ و الخيانة
و الفراق و غيرها؟
امرأةٌ تعيشُ الدفءَ الاستقرار
و الزوجُ الوفي بقربها
فلمن تراها تعزفُ الألحانا؟
……….. ….
معهُ … أمامَ حصارهِ
ألقي سلاح الحرفِ متعبةً
ليعلنَ فوزَه أقوانا
حقا يطوعني عجينا ليناً
أنسى و كنتُ أطوّع الأوزانا
فيسيلُ من طرفِ السكونِ ترددي:
ذي قصة الأرضِ و ذا وجعُ الدّنى
هذي حكايات النساء على المدى
من باحَ منا حبرهُ أغنانا
نحكي نعيشُ نحسّ ما يرسمنهُ
في ظلمةِ الفقرِ و في زنزانة الأفكار
في ليلِ التشردِ و المهاجر و الهرب
في صفحة الموتِ المزيّن للورى عنوانا
…………..
أنا لا أخالفُ ما تقولُ حقيقة
لا أنكرُ النعم التي أعطانا
الحبّ للأنثى ربيعٌ باذخٌ
يثري السّرور يبدّدُ الأحزانا
الحبّ يدفعني لأكتبَ قصتي
و بحبّ غيري أصبحُ الإنسانا
الصدقُ ذنبٌ لو تعرّى مخلبٌ
الحرفُ جرمٌ حين يفضحُ زيفَهم
الحرّ ينشرُ بدعة مرفوضة
إن رمتَ عدلاً فادفع الأثمانا
اترك يدي تفصحْ توثّق ما ترى
هي جنةُ الإحساسِ نزرعُها عناداً أو رضا
في أرضنا إن غيرُنا أقصانا
دعني أقشّر حزنَهم لأكونَهم
دعني ألوّن لوحتي بأكفّهم
هي أجملُ اللوحاتِ حين نولّد الألوانا.