«أمازون» تدفع الثورة السحابية إلى مرحلتها الثانية
أكثر البيانات حساسية إلى السحابة، فإن “أمازون ويب سيرفيسس” AWS لديها رسالة مريحة: السحابة تأتي إليك.
ستصل على شكل خوادم، محملة بالبرنامج نفسه المستخدم في مراكز البيانات العملاقة للشركة. لا توجد حاجة إلى أن تغادر بيانات شركتك مقر الشركة، أو أن تتم معالجة المشكلات التي يمكن أن تتأتى من وجود مهام حسابية عن بعد. هذا يعد نقطة واحدة للتحكم في أعباء العمل الحاسوبية التي يتم التعامل معها محليا وكذلك تلك التي تم نقلها إلى AWS.
المواقع الخارجية – اسم محاولة AWS هذه للحصول على موطئ قدم في مركز البيانات الخاص لديك – تسلط الضوء على واجهة جديدة مهمة في حروب الحوسبة السحابية.
كانت أعمال “السحابة العامة”، حيث تكافح مايكروسوفت وجوجل من أجل اللحاق بالركب، موجودة حتى الآن في مراكز بيانات مركزية كبيرة. شركات تكنولوجيا المعلومات التقليدية سورت المراكز من خلال وعد بالدفاع عن التكاليف المدفوعة مسبقا في منشآت عملائها الحاليين وفي الوقت نفسه توفير جسر لهذه الموارد المركزية – وهو الشيء الذي يندرج تحت الاسم القبيح “السحابة الهجينة”.
الآن، الشركات السحابية العامة تغزو مراكز بيانات الشركات. بعد بداية خاطئة قبل عامين، أعادت شركة مايكروسوفت صياغة خدمتها الخاصة، المسماة “أزيور ستيك” Azure Stack التي تتضمن زراعة برامجها السحابية على خوادم العميل الخاصة. حتى شركة جوجل، وهي شركة أخرى ولدت في السحابة، توجد لديها مجموعة من الأدوات تسمى “أنثوس” Anthos لنقل أعباء العمل بحرية بين عالم الحوسبة الخاصة والعامة.
بالنسبة إلى مراقبي شركة أمازون، مشروع الذهاب الفعلي إلى داخل مقار الشركات يسلط الضوء على مسار مألوف. إذا لم يكن العملاء مستعدين للعيش في عالمها الافتراضي، فعندها يسعد “أمازون” أن تلعب لعبة الوجود المادي أيضا.
في خطوة أخرى من كتاب لعب “أمازون” الأوسع، كشفت AWS الأسبوع الماضي أيضا عن اعتزامها استخدام أرفف الخوادم نفسها لتشغيل مجموعة جديدة من مراكز البيانات المصغرة الخاضعة لسيطرتها، حيث تعمل الأولى بالأصل في لوس أنجلوس. مثل مراكز التوزيع المحلية التي تدعم التسليم في اليوم نفسه لأعمال التجارة الإلكترونية في أمازون، فإن هذا يضمن التسليم الفوري للبنات الرقمية.
لطالما كانت AWS من المؤيدين المتشددين لفكرة أن الحوسبة جميعها يجب أن تكون مركزية من أجل الحصول على الفوائد الكاملة للسحابة. حقيقة أنها غيرت طريقتها تدل على أنها تحول أنظارها إلى شريحة كبيرة من سوق تكنولوجيا المعلومات تبلغ قيمتها ثلاثة تريليونات دولار كان من المقرر أن تكون بعيدة عن متناولها.
بالنسبة لشركات تكنولوجيا المعلومات التقليدية مثل “آي بي إم” و”هيوليت باكارد” و”ديل”، يمثل هذا تهديدا جديدا كبيرا. في الواقع، كثير من “السحابة الهجينة” الخاصة بهذه الشركات لم تكن إلى حد كبير سحابية على الإطلاق. بدلا من ذلك، تضمنت بيع الأجهزة والبرامج القديمة نفسها للعملاء ليتم تشغيلها في مراكز البيانات الموجودة لديهم بطرق مختلفة غير مألوفة لوضع هذا على السحابة العامة.
“آي بي إم”، مثلا، سجلت مبلغ 20 مليار دولار وهو ما تسميه “الإيرادات السحابية” على مدار الـ12 شهرا الماضية. يبدو أن هذا يضعها على مسافة غير بعيدة وراء زعيمة السحابة AWS التي سجلت 32 مليار دولار. لكن كثيرا من هذا ينطوي على الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، الذي يبدو أنه لا يرتبط إلا بقدر ضئيل بالأعمال السحابية الخالصة. في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مثلا، مبيعات شركة آي بي إم “السحابية” البالغة 1.6 مليار دولار جاءت من الأجهزة الرئيسية التقليدية والأجهزة الأخرى. وعند ربطها بدورات المنتجات القديمة للشركة، انخفض هذا الرقم 17 في المائة عن العام السابق.
كانت استجابة “آي بي إم” تتمثل في ضخ 34 مليار دولار على “رد هات” Red Hat في محاولة لإنشاء طريقة أفضل لربط السحابة بتكنولوجيا المعلومات المحلية. إذا استبعدنا الأعمال القديمة لـ”رد هات”، ودعم نظام التشغيل “لاينوكس” المفتوح المصدر، فإن معظم رهان “آي بي إم” موجود على “أوبن شيفت” OpenShift، وهي أداة برمجية تستفيد من بنية جديدة مشهورة لتطوير البرامج الحديثة – تسمى حاويات – لنقل أعباء العمل بسهولة أكبر بين مختلف المرافق.
ومع ذلك، في هذا المجال، لديها منذ الآن منافسة حادة. في حدثها السنوي الرئيسي في لاس فيجاس الأسبوع الماضي أشارت AWS إلى أن لديها منذ الآن ليس خدمة واحدة، ولكن ثلاث خدمات مثل هذه – أضافت خدمة رابعة.
لكن في الوقت الحالي “مايكروسوفت” هي التي قدمت أوضح لمحة لما يمكن أن يتبع في الغزو السحابي التالي لمركز بيانات الشركات. تعتمد أحدث خدماتها على شاشة واحدة للتحكم في أعباء عمل الحوسبة أينما كانت: في مكان العميل، أو في سحابة مايكروسوفت Azure، أو عبر السحب العامة الأخرى – بما في ذلك AWS.
هذا يشير إلى المجال العالي الجديد للحوسبة المؤسسية. تكمن القدرة على تحويل جميع موارد التكنولوجيا الموجودة تحت تصرف العميل إلى شبكة سلسة وراء الحديث الذي يخطف الأنفاس عن “الصوت المتعدد الهجين” الذي يسود الآن صناعة تكنولوجيا المعلومات.
وكما هي الحال مع معظم الأفكار الجديدة في عالم تكنولوجيا المعلومات، هذه الفكرة لا تزال أقرب إلى المبالغة التسويقية منها إلى الحقيقة الواقعة. الشركات الأولى التي تستطيع فعلا إنشاءها، يتوقع لها أن تكسب الطور الثاني من الثورة السحابية.