أهلاً.. بالسلطان العماني المجدد… بقلم: طارق بورسلي
غادر جلالة السلطان هيثم بن طارق آل تيمور الكويت عائداً إلى بلاده بعد زيارة قام بها إلى البلاد وقد أهلت زيارته علينا بشعور المحبة الأخوية وخالص الترحيب بجلالته وسط بهجة وفرحة شعبية كويتية .
وإذا ما أردنا أن نستذكر مدى عمق العلاقات الأخوية بين القيادتين السياسيتين و الشعبين المباركين ، استرجعنا التاريخ إلى ما قبل القرن الثامن عشر حيث عرف الكويتيون الأوائل الأرض العمانية خلال الرحلات الكبرى إلى دول شرق آسيا وغرب شبه الجزيرة العربية ، فكان الكويتيون القدامى يبحرون إلى شط العرب التي تقع عليه ” مملكة زنجبار” أي سلطنة عمان الشقيقة ، ولعلي أريد أن أدخل إلى حضرة التاريخ العماني وأعرّف القارئ الكريم على موقع سلطنة عمان الجغرافي المهم وما تمتلكه هذه الأرض الطيبة من مقدرات عظيمة ، ومصدراً مهماً لتصدير أخشاب “المانغروف” لمنطقة الخليج العربي والذي يسمونه “كندل”حيث كان يدخل في بناء المنازل ورغم تعرض تلك الأشجار للقطع للاستخدام في الطهي وصناعة الأثاث والبناء إلا أن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل الحكومة التنزانية في حمايتها وسجن أو تغريم المخالفين بمبالغ مالية، وفق قراءاتي المتواضعة ، وذكر أن التجار الكويتيون كانوا يخزنون هذه الأخشاب المستوردة من زنجبار وغيرها لبناء محامل السفن والسفن الشراعية ، كما كانت الكويت تورّد الأخشاب الى جميع دول التعاون الخليجي إلا سلطنة مان كونها كانت تمتلك أسطولاً بحريا كبير من السفن الكبيرة والصغيرة وبذلك فالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الكويت وسلطنة ليست وليدة القرن الماضي بل هي تاريخ اقتصادي مؤرخ منذ القرن السادس عشر.
وبالحقيقة بدأت العلاقات العمانية الكويتية السياسية بعد انتهاء حقبة “سلطنة زنجبار ” التي استمرت مابين 1856-1964 بعد وفاة السلطان سعيد بن سلطان ويعرف أن ” زنجبار ” كانت باسم السلطان ، بعد تلك الفترة تعرضت السلطنة لاضطرابات سياسية وأمنية حينها استلم الحكم السلطان “قابوس بن سعيد ” طيب الله ثراه منذ عام 1970 لتقوم السلطنة على الحكم العصري النهضوي المواكب لحركات النهضة الاقتصادية والحكم السياسي المستقل في الإقليم الخليجي ، فأقامت دولة الكويت العلاقات السياسية الدبلوماسية مع السلطنة الشقيقة عام 1970.
ومن هنا .. ازدهرت العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى مناحي التنمية من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الخليجية المشتركة ، وتعد الكويت وعمان متقاربة الرؤى في المواقف الدولية والقضايا العربية المصيرية ، ومع هذا الازدهار تعمقت الروابط الأخوية بين الشعبين من خلال المصاهرة وتبادل الخبرات والفرص ،ونتج عن العلاقات الثنائية مزيداً من الإزدهار في الجانب السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي والاجتماعي .
فكان أخرها .. إنشاء أكبر مشروع نفطي خليجي اقتصادي تجاري على مستوى المنطقة ” مصفاة الدقم” والتي دشنها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ، لتفتح صفحة أكثر إشراقا وازدهار بين القيادتين الساميتين الكويتية والعمانية على المستوى الاقتصادي والتجاري ورفاهية مستقبل الأجيال .
نعم.. إن السلطان هيثم بن طارق آل تيمور السلطان المجدد نهض بالاقتصاد العماني متحدياً تبعات جائحة كورونا على سوق النفط العماني وحافظ عليها ، وأنار من رؤيته بالنهوض التعليمي الشامل والكامل والانفتاح بالسياسة العمانية على توحيد المواقف الخليجية فيما يخص المصلحة العامة ، حفظ الله سلطان عمان والشعب الشقيق وأدام المولى علينا هذه العلاقات المتوجة بالتاريخ المشترك والدين والعادات والتقاليد والمصاهرة .. أهلاً بالسلطان العماني المجدد.