أيمن عوض … وتجارة الموت …بقلم الباحثة الأدبية / ريم معروف
إنها تجارة الموت ، ثالث أكبر تجارة على مستوى العالم ، هي الحرب الأخطر التي تقضي على الأجيال ، هي وسيلة تدمير المجتمعات ، إنها تجارة المخدرات .
في سياقٍ أدبيّ روائيّ متألق، في جمالٍ لغويّ ومعجميّ من بساطةٍ في اللفظ ،
وفنيةٍ في العبارة ، ورقةٍ في الموسيقى .
تناول المبدع الكبير أيمن عوض هذه القضية الهامة في روايته ” غفرت لدنياي ” ، فبين مسببات الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية ، ومخاطر الوقوع في شرك المخدرات ، وصحح المفهوم التقليديّ المغلوط في المجتمع حول طبيعة الإدمان بكونه مرضاً يحتاج إلى علاج وليس انحرافاً سلوكياً، فالكثير من المجتمعات لا تزال تتعامل مع المدمن على أنه مجرم اجتماعيّ وأخلاقيّ لا يستحق سوى العقاب .
إضافةً إلى بثه الوعي بالمشكلات والخسائر التي يتعرض إليها المدمن وأسرته ، وبيان الحلول العلاجية الفاعلة لمن وقع فريسة لهذه الآفة ، وبث الأمل في نفوس الأسر التي لديها مدمن بإمكانية تعافيه ، موضحاً قبل كل ذلك أن الشاب الذي ينشأ في أسرة مفككة تعيش في أجواء سلبية يملؤها التشاحن والخلافات ، نجده فاقداً للثقة والقوة الإيجابية التي يستمدها من أسرته حتى تحصنه من مخاطر الآخرين فهو أكثر عرضة للمخاطر وفريسة سهلة للوقوع في شرك المخدرات .
وأخيراً أدعوك عزيزي الشاب وعزيزتي الشابة إلى قراءة هذه الرواية الواقعية بكل شخوصها وأحداثها لتعيا التحديات التي تحيط بكما ، آملة أن تكون وقاية لكما من الوقوع في شرك الإدمان .