اكتشاف ثقب أسود هائل يحتجز 6 مجرات
اكتشف علماء الفلك ثقبا أسود ذو كتلة فائقه يضم 6 مجرات محاصرة في شبكة الجاذبية بعد أقل من مليار سنة من الانفجار العظيم.
واكتشف علماء الفلك 6 من المجرات في شبكة الجاذبية لثقب أسود فائق الكتلة تكونت بعد أقل من مليار سنة من الانفجار العظيم.
وقال باحثون من المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية إن هذه هي المرة الأولى التي يُشاهد فيها مثل هذا التجمع الوثيق بعد وقت قصير من بداية الكون.
ويُعتقد أن الثقوب السوداء التي ظهرت في السنوات الأولى من عمر الكون قد تشكلت من انهيار النجوم الأولى، ولكن حتى الآن لم يعرف علماء الفلك كيف تمكنت من النمو بهذه السرعة والضخامة، حيث قدرت ضخامتها بحجم مليار شمس.
وكان العلماء تمكنوا من رصد المجرات المحيطة بالثقب الأسود هائل الحجم بواسطة المرصد الفلكي الأوروبي الجنوبي المعروف باسم “التلسكوب العملاق” الموجود في تشيلي بأميركا اللاتينية.
ولا شك أن اكتشاف هذه الشبكة المتشابكة من المجرات التي “تغذي” ثقبا أسودا فائقا يرجع إلى بداية الكون يشير إلى أنها تنمو على شكل هياكل شبكية تحتوي على كميات كبيرة من الغازات التي تغذي هذه المجرات.
ويشار إلى أن الثقوب السوداء الهائلة هي ظواهر كونية غريبة وشائعة نسبيا، فهي تظهر في مركز معظم المجرات بما في ذلك مجرتنا درب التبانة.
وقال عالم الفلك في المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية، ماركو مينيولي، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن البحث كان مدفوعا بالرغبة في فهم الثقوب السوداء الهائلة في بدايات الكون.
وأوضح الباحث الإيطالي: “هذه أنظمة متطرفة وحتى الآن ليس لدينا تفسير جيد لوجودها”.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية “علم الفلك والفيزياء الفلكية“، كانت جميع المجرات المحيطة بالثقب الأسود العملاق مستقرة في “شبكة عنكبوتية” كونية من الغاز يقدر حجمها بنحو 300 ضعف حجم مجرة درب التبانة.
وقال مينولي موضحا: “إن خيوط الشبكة الكونية تشبه خيوط شبكة العنكبوت.. وتنشأ المجرات وتنمو حيث تتقاطع الخيوط”.
وبحسب الدراسة، فإن تيارات الغاز، المتاح لتزويد كل من المجرات والثقب الأسود الهائل المركزي، يمكن أن تتدفق على طول تلك الخيوط.
وأشارت الدراسة إلى أن الضوء المنبعث من هذا الهيكل الشبيه بالشبكة، بثقبه الأسود الهائل الذي تبلغ كتلته مليار كتلة شمسية، وصل إلى الأرض منذ أن كان عمر الكون 900 مليون سنة.
وقال الفريق العلمي إن الاكتشاف ساعد في حل جزء من اللغز المتعلق بكيفية تشكل هذه الأجسام الوفيرة نسبيا ولكن المتطرفة بهذه السرعة بعد الانفجار العظيم.