الأمام الحسن “ع” أشبه الناس بالمصطفى ” محمد رسول الله
المحرر الثقافي
تمر علينا ذكرى مولد الامام الحسن بن علي بن ابي طالب “ع” في 15 رمضان سنة 2 ه من شهر رمضان .
إسمه الشريف في التوراة (شبّر) لأن شبّر في اللغة العبرية بمعنى الحسن، وكان إسم أكبر ولد هارون النبي عليه السلام ايضاً شبّر وكنيته الشريفة أبو محمد وألقابه الكريمة السيد والسبط والأمين والحجة والبر والنقي والزكي والمجتبى والزاهد.
روى إبن بابويه بأسانيد معتبرة عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: لما ولدت فاطمةُ الحسن عليهما السلام قالت لعليّ عليه السلام سمّه، فقال: ما كنت لأسبق بإسمه رسول الله، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فأُخرج إليه في خرقة صفراء، فقال: ألم أنهكم أن تلفوه في خرقة صفراء، ثم رماها وأخذ خرقة بيضاء ولفّه بها، ثم قال لعليّ عليه السلام: هل سمّيته؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه، فقال صلى الله عليه وآله: وما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ وجل فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنه قد ولد لمحمد ابن فأهبط فأقرأه السلام وهنئه وقل له: إنَّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرئيل عليه السلام فهنأه من الله عزّ وجل، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسميه بإسم هارون، قال: وما كان اسمه؟ قال: شبّر، قال: لساني عربي، قال: سمّه الحسن، فسمّاه الحسن.
فلما ولد الحسين عليه السلام أوحى الله عزّ وجل إلى جبرئيل عليه السلام أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه فهنئه وقل له إن عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون، قال: فهبط جبرئيل عليه السلام فهنأه من الله تبارك وتعالى، ثم قال: إنّ علياً منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون، قال: وما اسمه؟ قال:شبير، قال: لساني عربيّ، قال: سمّه الحسين، فسمّاه الحسين (أماني الصدوق ص116المجلس رقم28ح3ـ عنه في البحار ج43ص238)
سليل النبوة
وروى ثقة الإسلام الكليني رحمه الله بسند معتبر عن الحسن بن خالد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن التهنئة بالولد متى؟ فقال: إنه قال: لمّا ولد الحسن بن عليّ هبط جبرئيل بالتهنئة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم السابع وأمره أن يسميه ويكنيه ويحلق رأسه ويعق عنه ويثقب إذنه، وذلك حين ولد الإمام الحسين عليه السلام أتاه في اليوم السابع بمثل ذلك، قال: وكان لهما ذُؤابتان في القرن الأيسر، وكان الثقب في الأذن اليمنى في شحمة الأذن وفي اليسرى في أعلى الأذن، فالقرط في اليسرى والشنف في اليمنى وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله ترك لهما ذؤابتين في وسط الرأس وهو أصح من القرن (الكافي ج6ص33ـ عنه في البحار ج43ص257ح40).
.
شمائله وخلقه
وروى الشيخ الجليل عليّ بن عيسى الأربلي رحمه الله في كشف الغمة أنّه: كان الحسن بن عليّ عليه السلام أبيض مشرباً حمرة، أدعج (أسود) العينين، سهل الخدّين، دقيق المسربة (مجرى الدمع ونحوه)، كثّ اللحية، ذا وفر، وكان عنقه ابريق فضة، عظيم الكراديس (رؤوس العظام)، بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل ولا القصير، مليحاً، من أحسن الناس وجهاً، وكان خضب بالسواد، وكان جعد الشعر، حسن البدن (كشف الغمة ج2 ص171ـ عنه في البحار ج44ص137).
يروى أن الحسن عليه السلام كان يحضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن سبع سنين أو أقل فيسمع خطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآيات القرآن النازلة تواً ثم يأتي إلى والدته الطاهرة في البيت فيلقي إليها ما سمعه دون زيادة أو نقصان وعندما يرجع الوالد الكريم الإمام علي عليه السلام إلى بيته يجد زوجته لديها إطلاع تام بخطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعندما يسألها عن ذلك تقول له: من ولدك الحسن.
وروى الصدوق عن الصادق عليه السلام أنه قال: حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وافضلهم وكان إذا حج حجّ ماشياً وربما مشى حافياً وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر الممر على الصراط بكى وإذا ذكر العرض على الله (تعالى ذكره) شهق شهقة يغشى عليه منها.
ومن عبادة الحسن عليه السلام نستخلص دروساً منها:ـ
يعلمنا المعصوم عليه السلام أمراً في غاية الروعة وهو:
* أن العبادة لا تعني أن ينعزل الإنسان عن المجتمع.
* أن العبادة ليست مجرد طقوس دينية.
* أن العبادة لا تعني التخلص من التكليف الشرعي.
بل أن العبادة تعني أن يعيش الإنسان الخوف من الله دائماً وإذا تعزز هذا الشعور في ضمير الإنسان فإنه لا يظلم ولا يسرق ولا يكذب ولا يرتكب الموبقات.
الورع الحليم
ومن حلمه ما روي عن الكامل للمبرد وغيره أنَّ شامياً رأه راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردُّ فلما فرغ أقبل الحسن عليه السلام فسلّم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أضنّك غريباً ولعلّك شبّهت فلو استعتبتنا أعتبناك ولو سألتنا أعطيناك ولو إسترشدتنا أرشدناك ولو إستحلمتنا أحملناك وإن كنت جائعاً أشبعناك وإن كنت عرياناً كسوناك وإن كنت محتاجاً أغنيناك وأن كنت طريداً آويناك وإن كان لك حاجة قضيناها لك فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً.
فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي والآن أنت أحب خلق الله إلي وحوّل رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم (الكامل في اللغة والأدب ج1 ص325 بإختصار عنه في البحار 43ص344).
مواعظ ووصايا
* يا ابن آدم أنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فجد بما في يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع.
* غسل اليدين قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم.
* علم الناس علمك وتعلم علم غيرك فتكون قد أنقت علمك وعلمت ما لم تعلم.
* حسن السؤال نصف العلم.
والحمد لله رب العالمين