الإعلام السوشيوليستي كحّلها فأعماها ،،،بقلم رباب عبيد
يعدّ الإعلام الالكتروني الاجتماعي والسياسي الديني اليوم ، ضالة الطابور الخامس في كل زمان ومكان ، ولطالما أردنا ككتاب وصحفيين وإعلاميين صنع المحتوى الهادف ، و السعي بترجمة الواقع والحدث وفق الحقيقة الكاملة ، أعجبتني جملة قرأتها ” الحقيقة ثلاث محامل .. الحقيقة ذاتها وتفسير من يرويها لك ، وتفسيرك بعد روايتها ، إذن لا حقيقة مطلقة في هذا العالم سوى الله سبحانه وتعالى .
واليوم .. أصبح الإعلام الحديث ممثلاً بوسائل التواصل الاجتماعي ..جائحة العقول والقلوب ، ينشر الخبر كالنار في الهشيم ، والأصدق لدى الكثيرين من نشر الخبر أولاً ، كاذباً كان أم صادقاً ، ولا بد أن يكون الإعلام استقصائياُ لا يهدف لتجيير الخبر والصوت و الصورة بخلاف الحقيقة .
استمالت قلمي عدة أخبار أشغلنا بها الطابور الخامس على السوشيال ميديا قبل أيام ، وكان لابد لي أن أسلط الضوء عليها من خلال هذا المقال ، بسرد متواضع .
جاءت تداعيات فيروس كورنا -19 ، تحقيقاً لقوله تعالى ” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، فالقضاء على الوباء بحاجة إلى تطهير المتسبب (الفيروس)، لنجد أن الدعوات إلى التطهير من الوباء اجتاحت الضمير الوطني والإنساني ، لتنتقل من الجسد البشري إلى الجسد الاجتماعي .
فكانت الإسقاطات العظيمة على أصحاب الملايين ليُسألوا ( من أين لك هذا..؟ ) هي سقطة لأحد روافد الإعلام السوشيوليستي على وزن الإعلام الفاشينيستي .
ومخطئاً من يظن أننا نستطيع أن نفصل الإعلان عن الأعلام .. تلك نبوءة خاسرة لمن يرى أن الإعلان والإعلام شيئان منفصلان ..فكلً إعلامي إعلاني بقلمه وصوته وجسده .. لكن بحيثيات مختلفة ، بغرض الوصول للغاية ( المال والشهرة ) أو الحقيقة الكاملة .
وفي نفس الإطار وفي ظلّ الأعلام الالكتروني المرئي اللاهادف ..صاحب صبغة الطابور الخامس أصحاب المال والشهرة والمتكسبين من ورائهم ، وكما تساءلنا في بداية المقال ( من أين لك هذا ) ، نتساءل هنا (لماذا الكويت ومصر ؟ ).
كلنا يعلم أن التراشقات الإعلامية تساهم بشكل أو بأخر بتمزيق العلاقات الأخوية بين الأشقاء العرب على اختلافهم ، وحتى على مستوى العلاقات الدولية ، وهكذا يكون الحشد لأراء الجماهير ، لقد فوجئت بمقاطع فيديو على وسائل التواصل ” يطالب مصريون بحرق علم الكويت للوهلة الأولى استهجنت ، لما يستنكره العقل والقلب والثوابت الأخلاقية والإنسانية العروبية ، وذلك لأن دولة الكويت كانت ومازالت معقل الحكمة العربية والدولية، ويد الإنسانية الطولي في العالم من شرقه إلى غربه، فجاءت المطالبات النيابية الكويتية بالتدخل على مستوى خارجية البلدين .
ليأتي الإعلام ويكشف الحقيقة الكاملة وكأنها نكتة ( الكاميرا الخفية )، وهكذا من أراد الفتنة بين الكويت ومصر معقل الإعلام العربي الرائد ، عرض المقطع الأول وخبأ المقطع الثاني .. ولعلي أرى أن الهدف قياس النبض الشعبوي المصري والكويتي ، لكنه جاء استفزازاً للعقلاء والمنصفين على مستوى الشعبين ، فنحن لسنا بحاجة للتدليل على حب الشارع المصري للكويت ” من خلال اختبار ” حرق العلم “ولسنا بحاجة لاستفزاز مشاعر الكويتيين لتخرج علينا الحقيقة الكاملة للمقطع بعد مطالبات نيابية كويتية بالمحاسبة لذلك ( لا عزاء للمتورطين لمن جاء ليكحلها أعماها ) هكذا يجيّر الإعلام بعض التصرفات الفردية التي تدك إسفين العلاقات المتينة بين الدول وعليه ، فلنسأل سؤالين متصلين إن أردنا تطهير بواطن الفساد في إعلامنا العربي أولهما (من أين لك هذا .. وثانيهما :ماذا وراء الخبر )؟.