الاستهلاك «المُفرط» للملح يضرّ بخلايا المناعة
توصل فريق بحثي ألماني – بلجيكي مشترك، إلى أن الإفراط في تناول الملح، وهو أمر شائع في الكثير من المجتمعات، لا يضر فقط بضغط الدم والجهاز القلبي الوعائي، بل يمكن أن يؤثر سلباً على جهاز المناعة.
وخلال الدراسة المنشورة (الخميس) في دورية «سيل ميتابوليزم»، أبلغ الفريق البحثي من جامعة «هاسيلت» في بلجيكا، ومركز «ماكس ديلبروك» في ألمانيا، عن أن التمثيل الغذائي لمنظِّمات المناعة الرئيسية التي تسمى «الخلايا التائية التنظيمية»، يمكن أن يتأثر سلبياً بسبب الملح.
وقبل بضع سنوات، أظهر الفريق البحثي أن «الكثير من الملح في نظامنا الغذائي يمكن أن يؤثر سلباً على عملية التمثيل الغذائي وتوازن الطاقة في أنواع معينة من الخلايا المناعية الفطرية التي تسمى الخلايا الأحادية والبلاعم وتوقفها عن العمل بشكل صحيح».
كذلك أظهر الباحثون أن الملح يتسبب في حدوث خلل بـ«الميتوكوندريا»، وهي محطات توليد الطاقة في خلايانا. وتساءل الباحثون عما إذا كان التناول المفرط للملح قد يخلق أيضاً مشكلة مماثلة في الخلايا المناعية التكيفية مثل الخلايا التائية التنظيمية.
وتعد الخلايا التائية التنظيمية جزءاً أساسياً من جهاز المناعة التكيفي، وهي مسؤولة عن الحفاظ على التوازن بين الوظيفة الطبيعية والالتهابات المفرطة غير المرغوب فيها. ويشار إلى تلك الخلايا أحياناً باسم «الشُّرطة المناعية»، لأنها «تمنع الأشرار مثل الخلايا المناعية ذاتية التشغيل، وتضمن أن الاستجابات المناعية تحدث بطريقة خاضعة للرقابة دون الإضرار بالإنسان».
ووجد الباحثون أن الملح يتداخل مع وظيفة محطات توليد الطاقة «الميتوكوندريا» في الخلايا التائية التنظيمية، وهو ما يعمل على تغيير التمثيل الغذائي الخلوي، مما يؤدي إلى تغييرات في التعبير الجيني، كانت متشابهة مع تلك الخاصة بـ«الخلايا التائية التنظيمية» المختلة وظيفياً في أمراض المناعة الذاتية.
ويُبدي ماركوس كلاينويتفيلد، الباحث المشارك بالدراسة، سعادته بالتوصل لهذا الاكتشاف. وقال في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمركز «ماكس ديلبروك» في ألمانيا، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «الفهم الأفضل للعوامل والآليات الجزيئية الكامنة التي تسهم في اختلال وظائف الخلايا التائية التنظيمية هو نتيجة مهمة، نظراً لأن تلك الخلايا تلعب دوراً في أمراض مثل السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي فإن الاستكشاف الإضافي لمثل هذه التأثيرات الناتجة عن الصوديوم قد يوفّر استراتيجيات جديدة لتغيير وظيفة تلك الخلايا في أنواع مختلفة من الأمراض».