أهم الأخباركتاب

الجار الله.. الى جوار الله.. بقلم : طارق بورسلي

 

فقدت الكويت .. أول أمس الأحد السفير الكويتي السابق المغفور له بأذن الله خالد سليمان الجار الله بعد مسيرة حافلة من العطاء الدبلوماسي الكويتي على مدى خمسة عقود .
كل التعازي لذوي الفقيد وللشعب الكويتي لهذا المصاب الجلل ..انا لله وانا اليه راجعون .

لعب الفقيد دوراً دبلوماسياً كويتياً في تعزيز مكانة الكويت في المحافل العربية والدولية وكان له دور بارز في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية للبلاد، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المؤتمرات و القمم العربية والخليجية والدولية.

أكثر من خمسين عاماً.. من العمل الدبلوماسي رسخ فيها الراحل مواقف الكويت الثابتة وسياستها الخارجية الفاعلة في مناصب له عدة على جميع المستويات الدبلوماسية أممياً ، فكان الدور الكويتي في الوساطات وملفات النزاعات الدولية به مترأساً هرم الحلول والمواقف الحيادية الثابتة ترجمها الراحل في البيانات السامية ذات الصدى الدولي أمام المحافل الأممية .

التحق الجار الله .. رحمة الله عليه بوزارة الخارجية عام 1971 بعد التخرج، وتدرج في المناصب الدبلوماسية، حيث عُيّن سفيراً للكويت في لبنان بين عامي 1972 و1974 بعد عودته إلى الكويت، شغل منصب رئيس قسم الشؤون العربية في الإدارة السياسية من 1974 حتى 1987، ثم تولى إدارة شؤون مجلس التعاون في عام 1987. في عام 1999، تم تعيينه وكيلاً لوزارة الخارجية، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2021 ، ليستقيل من منصبه في يناير 2021، التزاماً بتنفيذ المرسوم الأميري رقم 3 لسنة 2021، الذي أنهى العمل بالمراسيم الصادرة بالتعيين بدرجة وزير، وهنا ..تختم مسيرته الدبلوماسية التي امتدت لـ22 عاماً قيادية في منصب وكيل وزارة الخارجية ، وفق مطالعات الصحف الكويتية .

عرف الفقيد خالد سليمان الجار الله بشخصيته الدبلوماسية المتميزة ، من خلال أدواره البارزة في تثبيت دعائم السياسية الخارجية لدولة الكويت عبر مواقفها من الملفات الخليجية والعربية والدولية .

تمثلت أبرز مواقفه الدبلوماسية في ملفات سياسية مهمة و مصيرية ..أبرزها :
الأزمة الخليجية 2017 قام الراحل بجهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة حيث تثبيت موقف الكويت الحيادي للحفاظ على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي والعربي .

ملف الكويت والعراق : برز دوره في تحسين العلاقات الكويتية – العراقية التي تدهورت بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990، شارك الراحل في محادثات التسويات للملفات العالقة أبرزها ” التعويضات عن الحرب و ترسيم الحدود”.
أما .. في ملف القضية الفلسطينية: لقد أثبت الراحل في كل قمة و محفل عربي أو أممي على موقف الكويت الثابت في دعم القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في تقرير المصير و اقامة دولتهم ، ورفض الكويت التطبيع مع إسرائيل.

في الملف الإيراني .. تمسك بتعزيز الدور الكويتي الداعي الى التهدئة بين دول الخليج وايران ، مرتكزاً في البيانات الدبلوماسية على أهمية الحوار الخليجي الإيراني لتجنب التصعيد السياسي والعسكري في المنطقة .

الخلاصة : ان رجلاً بثقل شخصية السفير الراحل خالد سليمان الجار لله رحمه الله وجهوده الدبلوماسية المتميزة تخلّد في كتاب الدبلوماسية الخارجية والعلاقات السياسية الكويتية الخليجية والعربية والدولية ، وفي هذا المقال .. عزاؤنا الوحيد أن الجار الله رحمه الله رحل الى جوار الله
انا لله وانا اليه راجعون .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى