الدكتور عادل رضا : على الناس الحذر والابتعاد عن الأنظمة الغذائية التي تصل لهم من وسائل التواصل الاجتماعي او من أشخاص غير متخصصين
المحرر الكترونى
كشف الدكتور عادل رضا أخصائي الغدد الصماء والهرمونات بمستشفى الصباح العديد من المعلومات المتعلقة بفيتامين دال، وجاء ذلك أثناء مقابلته معنا، يقول الدكتور عادل رضا أنه لقصة فيتامين دال حكاية مثيرة في عالم الطب الحديث، فكما يعرف الجميع ان الشمس مصدر مهم للفيتامين دال عندما يتعرض الجلد للشمس وتبدأ عملية تصنيع فيتامين دال وأيضا أظهرت الدراسات الاجتماعية أنه الأجواء المشمسة تؤدي الي حياة أكثر سعادة للناس ,ولعل ذلك أحد الأسباب الذي جعل الحضارات القديمة تهتم بالشمس وكشف أسرارها ضمن ترابط تاريخي قديم وطبي حديث.
وضمن سياق المقابلة أكد الدكتور عادل رضا أنه علينا بنفس الوقت أن نعرف ان التعرض الزائد لأشعة الشمس هو أحد مسببات زيادة نسبة الإصابة بسرطان الجلد، لذلك يأتي مطلب الاعتدال لتحقيق “المعادلة الثلاثية الصعبة” وهو صناعة فيتامين دال وتحقيق السعادة النفسية والوقاية من سرطان الجلد، تلك هي الثلاثية الطلوب تحقيقها بالواقع.
على مستوي الدراسات الطبية الاكاديمية ذكر الدكتور عادل رضا أنها تشير الي زيادة نسبة الإصابة بنقص فيتامين دال بدولة الكويت بالخصوص والمنطقة الخليجية بالعموم على الرغم من الأجواء المشمسة التي تتمتع بها هذه البلدان.
يقول الدكتور عادل رضا انه نمط الحياة الخاطئ من حيث ادمان الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وادمان الأنشطة الداخلية داخل المنزل او ضمن نطاق المجمعات التجارية والابتعاد عن الأنشطة الخارجية ناهيك عن قلة الحركة يضاف اليها أنواع الريجيم الخاطئة لأنزال الوزن كلها أسباب مترابطة.
وقال الدكتور عادل رضا ان على الناس الحذر والابتعاد عن الأنظمة الغذائية التي تصل لهم من وسائل التواصل الاجتماعي او من أشخاص غير متخصصين ليس لديهم شهادات او يمارسون الاستعراض التلفزيوني كعارضات وموديلات ويتدخلون باختصاص طبي ليس هو وظيفتهم ولا يحملون شهادة تسمح لهم بتقديم نصائح غذائية، مما ينشر أنظمة غذائية مضرة على الجهلة من الناس الذين يتأثرون بالاستعراض الدعائي من خلال وسائل التواصل او الفضائيات الخاصة.
وشدد الدكتور عادل رضا ضمن سياق المقابلة على التعرض للشمس بشكل مناسب وبالتوازي مع تناول كمية كافية من الأطعمة الغنية بفيتامين دال تؤدي الي حالة إيجابية على مجمل صحة الانسان العامة وحمايته من الامراض.
هذا كله جاء ضمن مقابلة شاملة أجريتها مع الدكتور عادل رضا بعيادته بمستشفى الصباح أوضح فيها العديد والكثير من النقاط الهامة حول هذا الموضوع وفيما يلي نص المقابلة:
هل من الصحيح القول ان فيتامين دال تم اكتشافه مبدأيا كنوع من علاجات لين العظام عند الأطفال؟
نعم نستطيع ان نقول ذلك أو بالأحرى هذا الكلام صحيح ويأتي ضمن سياق عام حيث ان العديد من نقص الفيتامينات والهرمونات والمواد العضوية المغذية مرتبط نقصها بأمراض خطيرة وليس الامر منحصر بفيتامين دال وحده، على سبيل المثال لا الحصر داء الاسقربوط مرتبط بنقص فيتامين “سين” ومرض الباربري مرتبط بنقص فيتامين “باء”
أذن أنت تقول ان اكتشاف فيتامين دال تم بالصدفة البحتة؟
نوعا ما نستطيع ان نقول ذلك أنه تم بالصدفة والمفارقة المثيرة الأخرى أنه العلماء استغرقوا نصف قرن من الزمان لاستكشاف عجائب فيتامين دال؟!
ما هي مصادر فيتامين دال المختلفة؟ وماذا نأكل لنحصل على احتياجاتنا اليومية؟
من السهولة الحصول على حاجاتنا اليومية من فيتامين دال فنحن نأخذه من التعرض لأشعة الشمس ومن الطعام “البحري” خصوصا، وكذلك من مشتقات الالبان، وهناك نوعين من الفيتامين دال، فيتامين دال “النوع الثالث” الذي يأتي من مصادر حيوانية.
وفيتامين دال “النوع الثاني” القادم من مصادر نباتية، وعلى المستوي التركيب الكيمائي هناك اختلاف بينهم ولكن على مستوي النتيجة والتأثير فالنوعين لهم نفس التأثير والنوعين يتم استخدامهم طبيا.
ماذا تقصد باستخدامهم طبيا؟
أقصد أنه يتم استخدامهم منفردين أو مندمجين مع عنصر الكالسيوم.
لماذا يتم أعطاء تلك الأهمية لفيتامين دال؟ وماذا يحصل للجسم أذا لم يحصل على احتياجاته من هذا الفيتامين؟
نستطيع أن نطلق على هذا الفيتامين أسم الفيتامين “المعجزة” إذا صح التعبير، وبواقع الحال فيتامين دال يعمل على تقوية الجهاز المناعي للإنسان مما يساعد على مقاومة الالتهابات بشكل أفضل، وزيادة على ما سبق نستطيع القول كذلك يؤثر على عدد من أعضاء الجسم، لذلك التوصية الطبية الدائمة هي بجعل مستوياته ضمن المستويات الطبيعية أمر مطلوب ومفيد. وهناك ارتباط بنقصه مع العديد من الامراض حيث أكتشف على سبيل المثال ان نقص فيتامين دال موجود عند مرضي تصلب الاعصاب ومرضي السكر ومرضي القلب، لذلك يتم تصحيح المستويات كمبدأ طبي عام، وبانتظار نتائج الدراسات الطبية المستقبلية المعتمدة لكي تكشف المزيد والمزيد.
لماذا هذا الانتشار الواسع لنقص فيتامين دال؟ ما هي الأسباب وما هي نتائج هذا الانتشار على صحة الناس؟
طبعا نحن نواجه مشكلة بهذا الخصوص وسؤالك مهم للحق والحقيقة والانتشار الواسع لنقص فيتامين دال يأتي لزيادة الأنشطة التي يتم القيام بها داخل البيوت وانتشار ثقافة المولات والقيام بالأنشطة داخليا بدل من القيام بها خارجيا وهذا الامر الناس بالتأكيد لهم العذر نتيجة للأجواء الحارة الخانقة وطبيعة أجوائنا عموما والسبب الاخر هو انتشار الوجبات السريعة وانتشار المشروبات الغازية التي ثبت بالدليل العلمي القاطع انها أحد أسباب هشاشة العظام ونقص الكالسيوم.
أذن نحن بحاجة الي ثقافة مجتمعية شاملة من ناحية التغذية السليمة وكذلك محاولة نشر ثقافة الأنشطة الخارجية على الأقل ضمن المواسم الباردة والمعتدلة بمنطقتنا الخليجية.
ان العديد من المصابين يكونون ضمن المنطقة الضبابية أي لا اعراض واضحة لديهم ولكن عموما تتركز الشكوى المرضية على الالام بالعضلات وخاصة أسفل الظهر والشعور بالتعب العام.
سؤال: ضمن نطاق عملكم بوحدة الغدد الصماء كيف تصف طبيعة عملكم مع المصابين؟
نستطيع القول اننا كنا الأوائل على مستوي دولة الكويت والمنطقة العربية الذين بدأنا بالاهتمام بتصحيح مستويات فيتامين دال وكذلك بنشر ثقافة مجتمعية نحو هذا الامر وأنا أتكلم عن عشرة سنوات وأكثر قبل ، وكان للبروفيسور حسام بيومي أحد الزملاء العاملين التجربة الواسعة بهذا المجال ناهيك عن باقي الزملاء الاخرين أمثال” د. نظمي نوار” ود.ارجيت , حيث تمت علاج اعداد كبيرة جدا كانت تعاني و في ذلك الوقت لم يكن فيتامين دال و نقصه ضمن أولويات الاخرين و لكن نظام الوحدة عندنا كان يلاحق احدث المستجدات الطبية كفريق متناغم, مما ساهم بكوننا من أوائل من تحرك علي هذا الموضوع ، فوحدة الغدد الصماء بمستشفى الصباح بذلك سبقت الكثيرين بهذا المجال وهذه نقطة إيجابية لدولة الكويت بالعموم ولوزارة الصحة بالخصوص.
طبعا نحن بمستشفى الصباح نغطي تقريبا ثلثين عدد مرضي الغدد الصماء على مستوي دولة الكويت وكذلك علينا ان نعرف اننا نغطي عدد يصل الي ثلاثين ألف مراجع بالسنة وهذه الأرقام ضمن منطقة صحية واحدة، ونحن نتابع العديد من المرضي المصابين بهشاشة العظام الذين يرتبط تصحيح مستوي فيتامين دال مع مرضهم، ونحن بالوحدة نتيع بروتوكولات العلاج العالمية المعتمدة دوليا لمتابعة الحالات