الرضاعة الطبيعية تحمي الأم من الإصابة بسرطان الثدي واسع الانتشار
يقترح الخبراء على الأمهات إرضاع أطفالهن مدة كافية لتعزيز أجهزة مناعة أجسامهم ولوقايتهن من الأورام، إلا أن الظروف المختلفة تجبر الأمهات على فطم الأطفال بعد 8-12 شهر من ولادتهم.
وقالت الأستاذة إيرينا سولداتوفا، رئيسة قسم تنظيم الرعاية الطبية للأمهات والأطفال في جامعة بيروغوف الطبية، إن “معدل الرضاعة الطبيعية يعادل 8 أشهر، وهذا أقل مما هو عليه في البلدان الأخرى، حيث يصل هذا المعدل في معظمها إلى 1-1.5 سنة. ويعود السبب في هذا إلى أن غالبية الأمهات يذهبن إلى العمل، ما يمنعهن من الاستمرار في إرضاع أطفالهن. كما أن الجهات الطبية المعنية ووسائل الإعلام لا تغطي بصورة كافية فائدة الرضاعة الطبيعية للطفل والأم”.
وتقول سولداتوفا عن الرضاعة الطبيعية: “فيها بالتأكيد راحة نفسية وحماية مناعية، وتوفر مادة طبيعية مجانية مضادة للحساسية، تعطي كل ما هو ضروري للطفل من تطور نفسي وإدراكي وحركي”.
كما صرحت لاريسا يغوروفا، أخصائية طب الأطفال، قائلة: “إذا كانت الأم قد أصيبت بالحصبة والجدري وغيرها، فإن الأجسام المضادة تصل إلى الطفل عبر حليبها وتحميه من الإصابة بهذه الأمراض لفترة معينة، لأن هذه الأجسام ليست أبدية، لذلك بعدها ليس مستبعدا إصابة الطفل بها”.
وأضافت يغوروفا أن حليب الأم يمتص في الأمعاء مباشرة لأنه يحتوي على الإنزيمات الضرورية للهضم، أي أن جسم الطفل ليس بحاجة لصرف طاقته في هضمه. علاوة على أن الرضاعة الطبيعية تؤثر إيجابيا في ذكاء الطفل، لأن حليب الأم يحتوي على مواد تعمل على تنمية قدراته الفكرية. لذلك يجب إرضاع الطفل فترة 2-3 سنوات.
كما أن إرضاع الأم لطفلها يساعد في تحسين حالتها الصحية ويزيد من الارتباط النفسي معه، ما يسهل عليها فهمه بحسب سولداتوفا.
وتحمي الرضاعة الطبيعية الأم وتحافظ على استمرار وظيفة الإنجاب، وتقيها من الأمراض النسائية وأمراض الغدد الصماء. إضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأم من الإصابة بسرطان الثدي واسع الانتشار.
وبحسب معطيات منظمة الصحة العالمية، ترضع الأمهات في روسيا 42% من أطفالهن لمدة 3 أشهر، وفي كندا حوالي 51% لمدة 4 أشهر، وفي تركيا 41.6% لمدة 6 أشهر، وفي الولايات المتحدة 33.1% لمدة 4 أشهر.