الشاعر كريم العراقي لصوت الخليج :أنا مهرتي جرحي .. سفر عمري طويل

 

اجرت اللقاء : الكاتبة رنا شعراوى

• الأستاذ الشاعر كريم العراقي غني عن التعريف ولكن نحتاج أن نصف مسيرتك الفنية العظيمة وسر النجاح ولو طلبت الوصف بكلمة أو بعنوان قصيدة لك.

 

صعب وصف المسيرة ولكن الحمدلله هي مسيرة صبر وتحدي وطموح ولو أقدر أوصفها أقول:

 

 

 

 

أنا مهرتي جرحي .. سفر عمري طويل
أعثر وأرد أنهار .. أضعف مستحيل
زمني يعاندني .. ويخطف ما أريد
حزني كسر ظهري .. قيدني بحديد
أوقع وأصيح الله .. وأبدأ من جديد

يا شاكي لا تشتكي .. الشكوى لغير الله مذلة ..
بصبرك وبسهرك .. ما يبقى نفس الحال

الدنيا تبيع الوفي وتصادق الغشاش
لكن جرحك غطا وفراش ..
دور لعلتك دوى .. ما من دوى ببلاش

يا روحي أصعب سفر .. السفريلي بلا أمال
من جرحكاصنع أمل ..
قدرك تظل رحال ..

رحّال .. رحّال ..

 

جزء من هذه القصيدة فيه شبه كبير من مسيرتي ودائمًا هذه المعاني تلازمني حتى بعد كتابتها أكثر من ثلاثين سنة وعاودت كتابتها بقصيدة جديدة ” لاتشكو للناس ” مرة أخرى دليل هذا إصراري وهذا عزمي دائمًا استسهل الصعب مهما كان كي أدرك الأماني رغم المعاناة قد أفشل وأقع مرات عديدة لكن انهض.

 

 

 

 

• حدثنا عن  ذكريات  أول قصيدة .

 

طبعًا مختلطة الأمور أول قصيدة هي ما اعتقد أن اسميها قصيدة بقدر ما هي كنت في السابع والثامن من عمري كنت اكتب قصائد مدرسية في المدرسة وعن أدوات المدرسية عن الممحاة والمبراة والقلم والمساحة وكانت أول انطلاقة بين أصحابي وشجعوني عليها حتى رددوها مثل الأنشودة وهي كانت أول محاولاتي في الكتابة ولكن أول أغنية أو قصيدة لكل واحدة حديث طويل لايكفيها سؤال.

 

 

• المسيرة الفنية مع الفنان كاظم الساهر أين يكمن سر التناغم بينكما؟ وهل للحب والمرأة دور في هذا التناغم؟

 

العلاقة مع الفنان كاظم الساهر مميزة واستثنائية جدًا قبل ظهور الفنان كاظم الساهر تعاملت مع تقريبًا كل الفنانين المطربين العراقيين الذين كانوا في الساحة وعندي أعمال كثيرة ناجحة قبل تعاوني مع الفنان كاظم الساهر ومنها الفنان الكبير سعدون جابر الأغنية الرياضية الشهيرة:

 

 

هــلا بيك هـلا وبجيتك هـــلا
إلنه يبه الكاس وأسمنه يلوكله

يبو رجل الذهب …. يمحبوب الشعب
يفنان العرب … ميت هلا بيك
هــلا بيك هـلا وبجيتك هـــلا

 

 

 

وكانت أغنية الخليج كانت تتغنى لكل لاعبي الخليج في الدورة الخامسة لكرة القدم منها محبوب جمعة وفتحي كميل وحسين سعيد وفلاح وحسن والطلياني وماجد عبدالله وكل لاعبين الخليج في الكويت والسعودية وبلدان الخليج حيث كان لها وقعها الجميل.

 

أما مع كاظم كان هناك تفاهم مختلف جدًا وصادف سافرنا من العراق وكانت البداية في ” مسلسل نادية ومسلسل شجاها الناس ثم مسلسل الكنز” ، ومن ثم ابتدت الرحلة ومستمرة حتى الآن منذ ثلاثين سنة كان حصادها مئة وثلاثين أغنية بين الموال والقصيدة وكان هناكالفهم الكبير بيني وبين كاظم الساهر لأن رحلة الغربة والوجع والأنين وظروف العراق الصعبة عشنا أيام صعبة جدًا ولكن أثمرت قصائد أرَّخت لمسيرتنا وانتجتأكثر من مئة أغنية والحمدلله كان ثمرتها أغاني دخلت بيوت الناس بصدق وأرَّخت لمرحلة الحب للمرأة والوطن ولجمع الشمل.

 

 

 

• قدم مهرجان القرين الثقافي (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) في مسرح عبدالحسين عبدالرضا في الكويت يوم الثلاثاء الموافق 14 يناير 2020 أمسية ثقافية استثنائية من نوعها بتقديم “كولاج” فني وأنا اعتبرتها ليلة من ألف ليلة وليلة وهذه الليلة هي الشفيعة لعامنا هذا، ياحبذا لو علمنا ما هو جديدك في هذه الأيام وفي ظل الظروف الراهنة لعلنا نراك في أمسية جديدة من نوعها تبث أون لاين أو أنك تفضل المسارح؟

 

فعلاً استثنائية وفعلاً مميزة كولاج فني رائع من ألف ليلة وليلة كما تفضلتم، كان الفنان المتألق المجنون فيصل شاه من سنة وهو يحادثني عن فكرة أن أكون مع فرقة موسيقية تلقى القصائد ليست للمسايرة يعني خلفية وأقول قصيدة ويعزف الناي، بل كانت معايشة وبروفات ومعنى يعني عندما يكون الناي ناي ولما يكون الكمان يفسر ويضيف للقصيدة وكانت التجربة مخيفة بقدر مانجحت نجاح خارق وأنتِ من حضورها يا رنا وكنتم حاضرين ورأيتم الجمهور لم يجد مكان الجمهور على الأرض وخارج القاعة في يوم كان من أجمل أيام حياتي في الكويت على مسرح عبدالحسين عبدالرضا.

كانت تجربة قصائد وموسيقا وغناء بحيث كان عندنا نية وجاءت عروض في السعودية لخمس أمسيات ولكنه صادف ظهور مرض كورونا وعطل علينا ، كما جاءتأيضًا عروض من السويد والدنمارك للأسف كان يجب أن نستمر في مشروع كبير ومميز في بلادنا العربية ولكن إن شاء الله تنتهي الظروف ونرجع نعيد هذه الفكرة الذي كان نجاحها خارق .

شكرًا على هذا السؤال وأنا أيضًا إن شاء الله أتجاوز مرضي هذا ونعبر مع صديقي فيصل وأصدقائي العازفين مع أمسية جديدة من نوعها وتضاف إلى هذه الأمسية الرائعة.

 

 

 

• هلالقصيدة  هي المعبر لتحتمي فيها من  الأحزان  الداخلية ؟

 

طبعًا القصيدة هي المعبر هي العلاج هي أحيانًا الدواء هي السؤال هي الجرح هي كل شئ هي الحياة خاصة إذا كانت القصيدة صادقة تعني الناس ومعبرة نعم كثير من القصائد أرَّخت حياتي هي عطائي هي ثروتي ومفتاحي وجسري لقلوب الناس.

 

• بعد ولادة أي قصيدة ما هو شعورك، التفكير في القصيدة التي تليها أم تظل تعيش في حالة القصيدة لفترة من الزمن؟

 

طبعًا أظل أعيش القصيدة أكيد والقصيدة وليدة لحظتها وتسبق لحظة الولادة وعندي القصيدة فعلاً ولادة وتأتي تلقائية وأكون أمين مع نفسي على سجيتها وعندما تكون متعثرة أتركها، وكم من القصائد أجهطت لم تحقق الولادة وصبرت عليها صبر طويل كما في قصيدة لاتشكو للناس كتبتها قبل ستة وثلاثون سنة واكتملت بعد ستة وثلاثون سنة ولكن هذه المرة أخذت مجال كبير عند الناس وأنا فخور بها الآن.

 

 

• ونختم  بأحب قصيدة على  قلب شاعرنا المحب.

 

طبعًا هو السؤال التقليدي كثير من القصائد العزيزة على القلب ولكن بلا تردد أقول قصيدة قصيرة من ستة أبيات هي أعز ما عندي :

 

 

آهٍ كَمْ أَشتاقُ أَيامَ أَبيْ

رُغمَ ما فيها من الهمِّ وطولِ التعبِ

ذلك الرجل الرهيبُ العصبيُّ العصبيْ

 إِنه أُورثنيْ الحزنَ ولكن..

مَدّني بالعزمِ والعزةِ والصبرِ الأَبيْ

 فحملتُ العبءَ طفلاً ودموعي لُعبَيْ

وبكى حينَ رآني ناجحاً

ورضى عِينيهِ أطفا تعبيْ

إنما كانَ أبيْ..

قاسيَ الوجهِ ويُخفي نهرَ حُبٍ عذبِ

صبرُهُ صبرُ نبيْ..

قلبهُ قلبُ صبيْ

رحم الله أَبيْ

 ” وآباءكم جميعاً ” ” وآباء السامعين “

 

 

 

 

شكرًا رنا شعراوي

وتحياتي لكم جميعًا

أخوكم كريم العراقي

وفي الختام اتمنى من كل قلبي لشاعرنا كريم العراقي الشفاء العاجل .