الصفقة الاولمبية ل… «ألعاب 2028» عقدت بتوقيعا ثلاثيا…..
اعطت لوس انجلوس «جوابها النهائي»: القبول بمبدأ تنظيم الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2028، واضعة حداً لإثارة ظنّ كثر أنها ستكون تصاعدية حتى 13 أيلول (سبتمبر) المقبل موعد انعقاد الجمعية العمومية الـ131 للجنة الأولمبية الدولية في ليما والتصويت على منح الاستضافة لدورتي 2024 و2028 وفق ما كانت اللجنة الدولية تريد ترتيبه من خلال تصويت مزدوج. لكن بعد التطور الأخير، ستشهد المناسبة توقيعاً ثلاثياً يضم إلى اللجنة الدولية لجنة ترشّح باريس لألعاب 2024 ولجنة ترشّح لوس أنجليس.
وعُدّ القرار المتخذ مساء الإثنين نزولاً عند الرغبة الباريسية باعتبار أنها «حصرت» مبدأ الترشّح لدورة 2024 فقط، في إطار لعبة «شدّ الحبال وعض الأصابع». وينتظر أن «يكتمل هذا الإخراج» بنيل موافقة مجلس مدينة لوس أنجليس واللجنة الأولمبية الأميركية الشهر الجاري.
وكان رئيس بلدية لوس أنجليس اريك غارسيتي لمّح مرات الى اعتماد هذا الخيار، وترك الباب موارباً أخيراً، عندما أعلن أن المدينة قادرة على الاستضافة والتنظيم في غضون أسبوعين أو بعد 20 عاماً، وأرسل إشارات إيجابية الأربعاء الماضي بقوله: «غبي من يرفض خيار 2028» استناداً إلى المنحة المالية الموعودة من اللجنة الدولية والمقدّرة بـ1.8 بليون دولار، «نظراً لفترة التخطيط الطويلة وبهدف زيادة انخراط الشباب في البرامج الرياضية في مدينة لوس أنجليس في السنوات التي تفصلنا عن إقامة الألعاب فيها».
غير أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، البارع في «إدارة الأزمات»، طلب من غارسيتي أن يخطو «الخطوة الشجاعة» بسرعة ويعلن عن القرار الصريح والنهائي، مساهمة في «الاستقرار المنشود» حتى نهاية العقد المقبل، إذ باتت الدورات الصيفية الثلاث المقبلة معروفة «مكان الإقامة»: طوكيو 2020، باريس 2024، ولوس أنجليس 2028. وكي تنصرف اللجنة الدولية إلى إجراء إصلاحات باتت ملحة.
إنه «إنقاذ أميركي ثانٍ» كما يفاخرون في لوس أنجليس، باعتبار أن المدينة أنقذت الدورات الأولمبية بتنطّحها لتنظيم ألعاب عام 1984 وإدخال منظومة الرعاية والعقود الخاصة التي أغنت صندوق اللجنة الدولية، التي شهدت ازدهاراً لافتاً في الفترة بين 2013 و2016 حين بلغت عائداتها 5.7 بليون دولار (73 في المئة من حقوق البث التلفزيوني و18 في المئة من حقوق التسويق) بارتفاع 7.6 في المئة مقارنة بالفترة بين 2009 و2012.
وجدّد خبراء التأكيد أن «خيار 2028» أجدى اقتصادياً وتسويقياً، لتشهد الدورة نجاحاً استثنائياً على غرار ما حققته نسختا 1932 و1984، وبالتالي أبرمت الصفقة الأنسب التي ستستثمر على مدى 11 سنة بدءاً من تاريخه، لا سيما أن 97 في المئة من المنشآت جاهزة أو في طور الإنجاز، ويُعكف على وضع حلول لعراقيل ومشكلات وفي مقدمها زحمة السير الخانقة وخدمة المواصلات العامة. وكان تقرير لجنة التقويم الدولية أشار إلى ضرورة إطلاق مشاريع، لضمان انسيابية تنقّل مريحة بين مرافق الألعاب.
والمشاريع المطروحة الطويلة الأمد مفيدة سياسياً أيضاً في هذا الإطار، ففي عام 2028 قد يكون الديموقراطيون تخلّصوا من «كابوس» الرئيس دونالد ترامب. علماً أن الديموقراطي غارسيتي ستنتهي ولايته عام 2022، لكن تفضيل تنظيم الألعاب عام 2028 قد يفتح أمامه خيارات ومناصب سياسية وقيادية.