العلماء ينتجون “الصور الأكثر تفصيلا للدماغ البشري على الإطلاق”
أنتج تصوير بالرنين المغناطيسي استمر أربعة أيام، صورا تعد الأكثر تفصيلا على الإطلاق للدماغ البشري.
وتظهر النتائج تغييرات طفيفة داخل الدماغ، ويقول العلماء إنها قد تكون نافذة على حالات مثل الاكتئاب أو الغيبوبة.
وتمكن العلماء من الحصول على هذه الصور فقط عن طريق استخدام دماغ شخص ميت، لأن الإنسان الحي لا يمكنه تحمل الفحص الذي استمر طوال أيام، وربما كانت الصور ستظهر غير واضحة للغاية بسبب تدفق الدم وحركته.
كما أن الماسح الضوئي المستخدم في التصوير، كان أقوى بكثير من تلك الأجهزة الموجودة في المستشفيات، حيث أنتج صورا مفصلة للغاية بشكل يسمح برؤية أشياء أصغر من 0.1 مم.
وقال العلماء إنهم لم يروا شيئا من هذا القبيل أبدا ويأملون أن يمهد الطريق لمزيد من البحث في صحة الدماغ.
واستغرقت الصور، التي أنشأها العلماء في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، أكثر من 100 ساعة، ما يزيد عن الفحص المعتاد بـ15 إلى 90 دقيقة.
وأشار العلماء إلى أن النتيجة التي توصلوا إليها، لديها “القدرة على تعزيز فهم تشريح الدماغ البشري في حالتي الصحة والمرض”.
وهذا الدماغ الذي وقع تصويره، يخص امرأة تبلغ من العمر 58 عاما، توفيت بسبب إصابتها بالتهاب رئوي ولم يكن لديها أي ضرر عصبي.
وقبل بدء الفحص، قام الباحثون ببناء حالة خاصة أبقت الدماغ ثابتا وسمحت له بمقاومة الأمواج المغناطيسية الثابتة.
ويمكن رؤية أجزاء من الدماغ بتفاصيل حية، بما في ذلك اللوزة العصبية، وهي مجموعة من النوى التي لا يزيد حجمها عن حبة اللوز، وتقع داخل الفص الصدغي من المخ أمام الحصين.
ويشتبه في أن حالات مثل القلق والتوحد والاكتئاب واضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة والرهاب، ترتبط بوظائف غير طبيعية لتلك اللوزة العصبية بسبب التلف أو عدم التوازن الكيميائي.
كما كان المخيخ، الذي يلعب دورا هاما في التحكم الحركي في الجسم، واضحا بشكل لافت للنظر، ولم يكن سابقا بالإمكان الحصول على هذه النتائج من دون ماسح تصوير مغناطيسي قوي، مثل الذي استخدمه العلماء خلال هذه الدراسة والذي تصل قوته إلى 7 تسلا (وحدة قياس المجال المغناطيسي)، حيث أن قوة الأجهزة الموجودة في المستشفيات عادة ما تكون 3 تسلا فقط.