الكويت وعمان.. علاقات أخوية تاريخية رسختها قيادتا البلدين الحكيمتان
لطالما كانت العلاقات الكويتية العمانية الضاربة بجذورها عميقا في ذاكرة البلدين والشعبين الشقيقين مثالا يحتذى لعلاقات بلدين حرص على تعزيزها وترسيخها في العقود الخمسة الاخيرة السلطان الراحل قابوس بن سعيد.
ولم تكن تلك العلاقات وليدة عقود قليلة سابقة بل تعود بجذورها الى تاريخ وجود الشعبين الشقيقين قبل قرون عديدة كل في ارضه ودياره لاسيما ما يتصل بالعلاقات التجارية البحرية كما تجمع بينهما اواصر كثيرة اهمها اللغة والدين والتاريخ والصلات العائلية فضلا عن الاهتمامات المشتركة.
وترتبط الكويت وسلطنة عمان التي شيعت اليوم سلطانها وقائد نهضتها الحديثة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وسياحية تشهد تطورا مستمرا بفضل توجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين وحرصها على تعزيزها في شتى المجالات.
وتجلت مواقف السلطان قابوس والشعب العماني الشقيق تجاه قضايا الكويت بأعلى صورها ابان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي ولن ينسى الكويتيون الموقف الاصيل من السلطنة قيادة وشعبا حيث ساهمت السلطنة بتوجيهات من السلطان الراحل في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 واحتضنت عددا كبيرا من المواطنين الكويتيين اثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.
وعلى الصعيد السياسي شهدت العقود الثلاثة الماضية تطورا مطردا في العلاقات الثنائية وتعزيزا للصلات التاريخية وتعاونا مشتركا في القضايا الاقليمية والعالمية وتوجت ذلك كله الزيارات المتبادلة التي كان تقوم بها قيادات البلدين الشقيقين.
ففي 18 سبتمبر عام 1991 قام سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح بزيارة قصيرة لسلطنة عمان التقى خلالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد وقدم فيها شكر الكويت للسلطنة على مواقفها المؤيدة للحق الكويتي خلال محنة الغزو العراقي.
وفي 23 ديسمبر عام 1991 زار السلطان قابوس الكويت للمشاركة في القمة الخليجية ال12 لدول مجلس التعاون الخليجي حيث كان في استقباله سمو امير البلاد آنذاك الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح.
وفي 20 مايو عام 2002 زار السلطان الراحل الكويت والتقى سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح للاطمئنان عليه وعلى صحته بعد ان من الله تعالى عليه بالشفاء وعودته سالما معافى الى وطنه.
وعقد السلطان قابوس خلال الزيارة محادثات رسمية مع سمو امير البلاد الراحل تناولت العلاقات الاخوية بين البلدين وسبل تطويرها في جميع المجالات اضافة الى التنسيق المشترك حيال مختلف القضايا والامور التي تهم البلدين والامتين العربية والاسلامية.
وفي السابع من يونيو عام 2005 زار السلطان الراحل الكويت حيث التقى حينئذ سمو نائب الامير وولي العهد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح وبحث معه عددا من المستجدات في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية اضافة الى تبادل وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك.
وفي 28 ديسمبر 2009 قلد سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح السلطان قابوس (قلادة مبارك الكبير) خلال زيارته الى الكويت فيما قلد السلطان قابوس سمو امير البلاد (وسام عمان المدني) من الدرجة الاولى.
وفي تلك الزيارة بحث سمو امير البلاد مع السلطان قابوس العلاقات الاخوية واوجه التعاون القائم بين البلدين لما فيه خير وصالح الشعبين الشقيقين اضافة الى تبادل وجهات النظر حول الامور التي تهم الجانبين.
وفي 17 يونيو عام 2010 زار السلطان قابوس الكويت والتقى سمو امير البلاد للتشاور والتنسيق حيال مختلف القضايا والامور التي تهم البلدين الشقيقين والامتين العربية والاسلامية.
وفي 16 ابريل عام 2012 بحث السلطان قابوس مع سمو امير البلاد خلال زيارة للكويت استمرت اربعة ايام تعزيز العلاقات الاخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والامور التي تسهم في خير وصالح شعبي البلدين الشقيقين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وزار سمو امير البلاد سلطنة عمان في 20 فبراير عام 2017 حيث بحث مع السلطان الراحل العلاقات التي تربط السلطنة والكويت والتعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وفي اطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين حيال مجمل القضايا محل الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الثنائي فقد شكل البلدان في عام 2001 لجنة مشتركة تلتقي بصورة دورية وتتولى مهام عدة اهمها زيادة حجم التبادل الاقتصادي والتجاري والسياحي بين البلدين.
ولم تتوقف الزيارات بين البلدين على الزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين الرسميين اذ شهد البلدان زيارات متبادلة لاعضاء المجالس النيابية طوال العقود الماضية لتعزيز الاواصر الشعبية بين الجانبين.
وكان سمو امير البلاد قد امر اليوم بإعلان الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام وتعطيل جميع الدوائر الحكومية لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من اليوم حدادا على وفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد.
وبعث سموه ايضا ببرقية تعزية الى اخيه السلطان هيثم بن طارق ال سعيد سلطان عمان الشقيقة اعرب فيها سموه باسمه وباسم الشعب الكويتي عن بالغ الحزن والاسى وخالص التعازي وصادق المواساة لجلالته وللاسرة الكريمة وللشعب العماني الشقيق بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله تعالى وطيب ثراه مشيرا سموه الى انه فقد اخا عزيزا ورفيق درب تربطه بجلالته علاقة شخصية مميزة سادها الود والمحبة وتقاسم معه الاعباء والمسؤوليات.