المخترع الكويتي ناصر الجيماز “16عاماً” يحصد الميدالية الفضية بمعرض جنيف الدولي الـ 44
أعرب نائب رئيس مجلس إدارة النادي العلمي طلال الخرافي، عن فخره واعتزازه بالإنجاز الذي حققه عضو النادي العلمي المخترع الكويتي الشاب ناصر عيسى الجيماز (16 عاماً)، وحصوله على الميدالية الفضية بمعرض جنيف الدولي الـ 44، مضيفاً ان هذا الإنجاز لم يأت من فراغ بل نتيجة البيئة العملية المناسبة والمتابعة المستمرة التي يوليها النادي العلمي لإعضائه ومنتسبيه خصوصاً الموهوبين منهم.
وأضاف في تصريح صحافي أمس (السبت) خلال استقباله عضو النادي العلمي المخترع الكويتي الشاب ناصر عيسى الجيماز بقاعة التشريفات بمطار الكويت الدولي، ان دولة الكويت تحرص سنوياً على المشاركة في معرض جنيف الدولي للإختراعات كونه أكبر معرض للإختراعات على مستوى العالم، ومشاركة الكويت تكون من خلال مخترعي مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، مضيفاً ان المشاركة لهذا العام جاءت مميزة للغاية حيث مثَّل دولة الكويت في هذا المعرض عضو النادي العلمي ناصر عيسى الجيماز وهو المخترع الكويتي الوحيد في هذا المعرض، وهو كذلك أصغر مخترع مشارك في المعرض، “ولله الحمد استطاع تحقيق نتيجة مبهرة، وأثنت على اختراعه لجنة تحكيم المعرض، وألقت وسائل الإعلام الأجنبية الضوء عليه، واستطاع تشريفنا في هذا المحفل العلمي الكبير باختراعه القيم”.
ولفت إلى ان عضو النادي العلمي المخترع ناصر عيسى الجيماز يحظى برعاية كبيرة منذ التحاقه بالنادي العلمي من 8 سنوات، مضيفاً ان النادي العلمي لن يتوان أبداً في تقديم الدعم والرعاية لكافة الأعضاء والمنتسبين إليه خاصة الموهوبين والمبدعين منهم، مضيفاً ان النادي العلمي هو أحد أسباب هذا الإنجاز والنجاح، إذ يعتبر الحاضنة الأساسية لهذه النماذج المشرفة.
وقال الخرافي ان شباب الكويت لديهم حب المعرفة والبحث العلمي والإختراعات وهذا ما تلمسناه من خلال الإقبال الكبير منهم للإشتراك في المسابقات التي ينظمها النادي العلمي، وكذلك الأعداد الكبيرة التي يستقبلها النادي للإلتحاق بدوراته الصيفية ودوراته التخصصية ونشاطاته المختلفة التي حرصنا ان تأتي في جميع المجالات العلمية وتلبي كافة الهوايات والميول والرغبات.
وبخصوص الخطة المستقبلية للنادي العلمي لإحتضان الشباب خصوصاً الموهوبين والمبدعين منهم، قال ان خطط النادي وبرامجه لا تنتهي، “ونأكد ان النادي العلمي سيبقى وسيتمر حاضناً لفئة الموهوبين والمبدعين والعمل على تطوير قدراتهم ومهاراتهم”، مشيراً إلى ان المتتبع لتاريخ النادي العلمي يجد انه قد خرَّج الكثير من الكفاءات والتي استطاعت تمثيل الكويت في مختلف المحافل الدولية أفضل تمثيل، لافتاً إلى ان التعاون والتكاتف بين القائمين على النادي العلمي مثال يحتذى به للجميع.
وأشار إلى ان غالبية القائمين على النادي العلمي حالياً سواء أعضاء مجلس الإدارة أو مديري الإدارات أو مشرفي الأقسام العلمية هم في الإساس من أبناء النادي التحقوا بدوراته العلمية المختلفة حتى وصلوا إلى ما هم عليه الآن من خبرات كبيرة، “وأتمنى من هذه النماذج الإستمرار في العطاء، ونعدكم بتقديم المزيد من الرعاية والإهتمام وتوفير البئية المناسبة لهذه المواهب”.
وأشار الخرافي إلى التعاون بين معرض جنيف الدولي للإختراعات والنادي العلمي، موضحاً ان هناك تعاون قائم منذ 8 سنوات مع معرض جنيف الدولي للإختراعات والمعرض الدولي للإختراعات في الشرق الأوسط الذي ينظمه سنوياً النادي العلمي الكويتي والذي أصبح ثاني أكبر معرض للإختراعات مستوى العالم والأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، حيث يشهد مشاركات واسعة من مختلف دول العالم ويشارك فيه أكثر من 30 دولة سنوياً، موضحاً ان هذا الأمر ساهم في تعزيز ثقافة الابداع والنهوض بها في المجتمع الكويتي من خلال ابراز ودعم الموهوبين والمبدعين.
ولفت إلى ان من اهداف النادي العلمي مساعدة المبتكرين وابراز اختراعاتهم محلياً وعالمياً والعمل على تطويرها حتى ترى النور، مؤكداً أن النادي يدعم التنمية المستدامة في الدولة من خلال تطوير الكادر البشري الموهوب، ويضع البرامج التطويرية التي تساعد في تنمية قدرات الموهوبين والاستثمار في ابداعاتهم وابتكاراتهم المتميزة.
وتقدم الخرافي بالشكر لكافة الجهات الداعمة والراعية لأنشطة وفعاليات النادي العلمي ودورها في ابراز انشطته وفعالياته التي تأتي في مجملها لمصلحة أبناء الكويت الموهوبين وتطوير قدراتهم، موضحاً ان النادي يحتاج إلى دعم ورعاية أكثر حتى تتم الإستفادة من ابتكارات وابداعات أبناء الكويت والإستفادة منها تجارياً وتسويقها على أرض الواقع للعالم كله.
من جهته، عبر أمين عام النادي العلمي الكويتي د. آدم الملا، عن فخره واعتزازه بفوز أحد أبناء النادي بالميدالية الفضية في معرض جنيف الدولي للإختراعات، معتبرا ذلك انجاز للنادي بصفة خاصة وللكويت عامة.
وبيَّن ان ناصر الجيماز شارك في المعرض من خلال وفد تابع لمكتب براءات الاختراع التابع لمجلس التعاون الخليجي كممثل لدولة الكويت، مؤكداً ان استقبال جميع أعضاء مجلس الإدارة له في قاعة التشريفات رسالة واضحة تؤكد مكانة المخترعين والموهوبين علمياً اسوة بنجوم الفن والرياضة.
وأوضح ان الجيماز استطاع من خلال اختراعه استغلال غاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله الى لدائن بلاستيكية يمكن الاستفادة منها، لافتاً إلى ان هذه النتيجة جاءت عقب مشاركات عديدة قام بها على المستويات المحلية والإقليمية.
وأكد حرص النادي العلمي على توفير البيئة العلمية المناسبة للطلبة خارج أوقات الدراسة، مشيراً إلى ان مثل هؤلاء يعتبرون مادة خام لمستقبل الكويت نحرص على مساندتهم ودعمهم لمزيد من النجاحات والإنجازات.
وذكر ان النادي العلمي يعمل بالتعاون مع المؤسسات العلمية الأخرى في الدولة كمنظومة واحدة ذات هدف مشترك تبدأ من النادي كداعم رئيسي للنشء والشباب من عمر 6 إلى 18 عام، بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت للاستعانة بكوادرهم وخبراتهم العلمية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي باعتبارها أكبر جهة داعمة لجميع أنشطة النادي العلمية من معارض ومسابقات وأنشطة علمية، ثم مكتب صباح الأحمد للموهبة والابداع الذي يتبنى المخترعين الراغبين في تسجيل براءات اختراع عالمية والمشاركة في معارض ومسابقات المخترعين على مستوى العالم.
من جانبه، قال عضو النادي العلمي الكويتي المخترع الشاب ناصر عيسى الجيماز (16 عاماً) الذي حاز على الميدالية الفضية لمعرض جنيف الدولي للاختراعات الـ 44 وسط منافسة نحو ألف اختراع قدمها مخترعون من 40 دولة، ان اختراعه عبارة عن ابتكار يحول غاز ثاني أكسيد الكربون الى لدائن بلاستيكية، مضيفاً ان مشاركته في معرض جنيف الذي يقام برعاية منظمة الامم المتحدة للملكية الفكرية والحكومة السويسرية جاءت ضمن وفد مكتب براءة الاختراع التابع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ووصف الجيماز مشاركته في معرض جنيف الدولي للاختراعات بالتجربة متميزة، حيث سمحت له بالتعرف على توجهات البحث العلمي في الكثير من دول العالم، وتبادل وجهات النظر ايضا مع باحثين آخرين لاسيما في قضايا تلوث البيئة وكيفية التعامل معها ما سيفتح له آفاقاً جديدة لحل هذه المشكلة العالمية.
وأضاف ان انجازه ابتكار آلية لتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة والموجود بكثرة في الجو إلى بلاستيك عبر التفاعلات الكيميائية، جاء بعد مشاهدته لما يسببه إنطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون الضار والغازات العادمة من تاثيرات سلبية على البيئة، وهذا الأمر شغل بالي وفكرت في إيجاد طريقة للقضاء عليها لما لها من مخاطر كثيرة على الأرض والناس، لذا بدأت رحلة البحث في التفاعلات الكيمائية التي يدخل فيها غاز ثاني أكسيد الكربون وكيف يمكن الإستفاده منها، الى ان عثرت على ضالتي، وقررت تحويل هذا الغاز إلى منتج مفيد وصديق للبيئة وهو البلاستيك، ولله الحمد توفقت في ذلك.
وذكر ان ابتكاره استغرق 3 شهور لإنجازه، لافتاً إلى انه رحلته بدأت مع النادي العلمي منذ ان كان عمره ثمان سنوات، موضحاً أنه التحق بالنادي رغبة منه في التعرف على العلوم والابتكارات، مشيراً إلى انه انخرط بقسم الكيمياء لما فيه من تجارب مثل متابعة تغيير ألوان المحاليل أو انطلاق غازات مع كل تفاعل كيميائي، مضيفاً ان كل هذه التفاعلات الكيميائية التي تبسط مفهوم التفاعل الكيمائي تركت في مخيلته العديد من التساؤلات حول كيفية التوصل إليها والفائدة المرجوة منها.
وأوضح ان اختراعه أفضل بكثير من الافكار التي تطالب مثلا بامتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون واذابته في مياه البحار والمحيطات، لان اختراعه يساعد ايضاً على ايجاد فرص عمل في مناطق مختلفة، ويمكن استخدامه في العديد من التطبيقات.
وعن اختراعاته المستقبلية قال انه سيقوم باستكمال مشروعه، والعمل على انتاج البلاستيك باستخدام طرق كيميائية أخرى صديقة للبيئة، لافتاً إلى ان النادي العلمي قام بدعمه وترشيحه للمشاركة في المعرض ضمن وفد مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشيراً إلى ان النادي رسم له البداية الصحيحة للإنطلاق في هذا المجال “والذي بفضل الله تكللت أول تجاربي فيه بحصولي على الميدالية الفضية في هذا المعرض الذي يعد من أكبر معارض الإختراعات في العالم”.
بدوره قال عيسى الجيماز (والد المخترع) ان الإنجاز الذي حققه ابنه هو فخر للكويت ولكل دول الخليج، متمنياً ان يحذو الشباب الكويتي حذوه، مشيراً إلى ان للأسرة دور مهم في توجيه الأبناء وتشجيعهم، والبحث عن الجهات والمؤسسات التي من خلالها يتم تطوير قدراتهم وهواياتهم، لافتاً إلى ان ابنه التحق بالنادي العلمي منذ ان كان عمره 8 سنوات، “وكان لتوفيق الله والمتابعة الحثيثة من النادي العلمي والقائمين عليه الدور الكبير في تحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي شرفنا وشرف كل الكويتيين”.