النعم الزائلة … بقلم الكاتبة المصرية رشا طنطاوي
ليس هناك مجالا للشك في قدرة الله وعظمته وعدله وعطائه وقدرته علي البطش والردع في نفس الوقت وهناك سر في عطاء الله لا يفقهه من ابتلي في بصيرته ونور قلبه وهذا السر يكمن ويرتبط بمن يتركه الله لنفسه حتي تهلكه كنت الاحظ أناس قد من الله عليهم بنعم كثيرة رغم عدم التزامهم بتعاليم الله ومنهج الاسلام في المعاملات وتركوا يد الله وتمسكوا بيد الشيطان فلم يعد يبالون بما يرضي الله ويغضبه كنت أراهم لا يخشون ملاقاة الله ولا الموت بغته ومقابلته علي حين غرة وهم مكبلون بذنوبهم وكنت استعجب انه ورغم الفجور في المعاصي والذنوب الا ان الله قد من عليهم برزقه وتوفيقه ولكني ما سرعان ما وجدت الاجابة حاضرة امامي وهي ان الله عندما يغضب علي قوم يرزقهم من حرام واذا زاد غضبه فانه يبارك فيه ولكن بتفكيري وتحليلي لما تكن تلك الاجابة كافية ووافية بالنسبة الي عقلي ولكني وصلت للاجابة التي ترضي عقليتي من خلال ملاحظتي لهؤلاء الاشخاص وهي ان النعم الكثيرة ما هي الا طعم وفخ يقع به من يغتر بماله او صحته او اولاده ويعتقد ان تلك النعم في حالة تامين أبدي رغم معاصيه وتجاهله لعلاقته بالله عز وجل وهو لا يعلم ان الله خير الماكرين يرزقه بالنعم و يذيقه اياها حتي تكون آلام فقد تلك النعم مضاعفة فالام فقد النعم اسوء الف مرة من ان تشتهي الحصول عليها ولكنك لم تجرب متعة وصولها الي يدك فمن منا مثلا لم يشتهي السكن في قصر او ركوب سيارة فاخرة ولكننا لن نموت حسرة علي ذلك الحلم لانه في البداية والنهاية فهو حلم وطموح يدفعك للسعي ولكن في المقابل تخيل نفسك تسكن في قصر به خدم وحشم ثم تنزل لتستقل سيارتك الفاخرة ثم تأتي ظروفا وتذهب بكل هذه النعم الي بارئها لتجد نفسك تسكن في غرفة تحت سلم المبني وتضطر للاستيقاظ مبكرا لتستقل الاتوبيس العام لتسعي لكسب بضعة جنيهات لتسد قوت يومك ايهما تعذب اكثر ذلك الشخص الذي حلم وسعي ام ذلك الشخص الذي رزق واستشعر لذة تلك النعم وفقدها تلك هي الدروس الربانية التي لا يعطيها الا من قدر وفعل لهؤلاء الاشخاص الذين غرتهم النعم وظنوا ان يد الله لن تبطش بهم وان اموالهم والنعم الحاصلين عليها ما هي الا نتاج لذكائهم وابداعاتهم ونسوا ان الله هو الرزاق الوهاب فاللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وجميع سخطك اللهم لا تكلنا الي انفسنا طرفة عين واسال الله لي ولكم دوام العفو والعافية والي مقال اخر باذن الله