الهزل … بقلم الاديبة رنا شعراوى
ما بين الهزل والاستهزاء والضحك فروقات قليلة، فنحن لا نستطيع ألا نسلط الضوء عن أهمية الضحك فهي تبعد الإنسان قليلًا عن همومه وتجعل منه انسانًا محبوبًا (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) سورة آل عمران.
فالضحك طبيعة جميلة ولكن إن كانت بعيدة عن إيذاء الآخرين وعدم جرح مشاعرهم، وللضحك فوائد عديدة تشفي العديد من الأمراض الجسدية فلها تأثير قوي في تعزيز قوة التنفس لدى الإنسان، وتقوية الدورة الدمويّة والمزيد من الفوائد الطبية.
ولكن الحذر والاستهزاء من شخصية لا تعلم عن مدى المعاناة داخلها، فلا تعلم الحزين لما هو حزين ولا حتى الفَرْحان لما هو فرحان فلا تجعل نفسك من الفضوليين لتخوض في شخصيات العالم.
فكلمة بسيطة تستهزأ بها من حياة شخص ما، قد تكلفه مسيرة حياته الشخصية كاملة وقد تجعل منه شخصًا عديم الثقة بنفسه. وينبغي بأن تكون لدينا القناعة الكاملة بأن في كل شيء حكمة من الله حتى في الحزن فهو خيرًا للإنسان لا تعلم ماهية الخير فيه فقط علينا أن نحسن الظن بالله.
ولا تحاول إبداء التوصيات لأحد فأنت لست الوكيل لمحاسبة الآخرين فدع الخلق للخالق، فكم من جريح القلب نزيف العقل من كملة قد لا تعني كثيرًا لمن أقبل بها عبثًا لحياة شخص ما.
فالهزل قد يكون نوع من السخرية تُفرق بين الناس نتيجة الانتقادات السامة والقاتلة، ومن المحذرات التربوية أن نبتعد عن الهزل أو السخرية فهي تزرع ضعف الشخصية عند الأطفال.
ولنكن على علم بأنه لن ينتهي الهزل إلى أن يبدأ الجد ولكن ما بين الهزل والجد والاستهزاء فقرة صغيرة فاصلة علينا أن نفرق بينهم.
ولنكن ممن نطق خيرًا ونصح سرًا ونجعل أيدينا ممتدة لفعل الخير بأقل ما نستطيع حتى ولو بالكلمة الطيبة، فقد تكون هي سبب في تغير حياة شخص ما للأفضل.
“افعل خيرًا ستجد خيرًا” ولا تتعب الفؤاد في كثرة الوسْوَاس فما عاد لبوح يريح القلب ولا كتمان يفي المطلب.
ويومًا سيدرك الجميع أن الطيبة لها معنى واحد هي “الطيبة” .
رنا شعراوي