اليوم العالمي للمسرح …للمخرج صالح احمد المناعى
بداية أحب أن أهنىء جميع المسرحيين في قطر وجميع المسرحيين في دول العالم بهذا اليوم المميز … ولكني يتعمق بداخلى الإحساس بالحزن فى هذه المناسبة … أو حتى في القدرة على التعبير عنها فالألم قد وصل إلى حد لمعان العيون … ولكن لا بد من القول أنه برغم كل شيء وكل هذه المشاكل التي تنهال على الإنسان العربى روحا وجسدا, ورغم الخواء الذي حل بالمسرح , ورغم أنين خشبة المسرح التي تلقى باللوم على ممثليها ومخرجيها وكتابها وفنييها : يظل الأمل كبيرا بعودة المسرح الحقيقى لكى يستعيد مكانته بين دول العالم , لا بالحلم ولا بالتمني بل بالعمل فقط لأن المسرح حياة للأمم الراقية وأداة للمعرفة والأستمتاع وحالة خلق وإبداع إنساني كبير لأنه يبحث عن كل ما هو جديد و جميل في الحياة .. صحيح أن الوضع المسرحي الآن في بلادنا أصعب بكثير مما يحلم به المسرحيون في قطر … فهذا أيضا تقصير في منظومة الإعلام من حيث تشجيع الناس على التعود والإقبال على دور العرض وتعريفهم بدور المسرح وأهميته في حياتنا… ولا يمكن للمسرح بالذات أن يعيش خارج متغيرات الحياة وإيقاعها الرتيب… وهذا سر مقاومته واستمراره . فالمسرح هو حياة فيها تفريغ شحنة التعبير عن مشاعر القلق والتعب والفرح والدموع ما يكفي ليكون فيه العالم أنقى وأجمل … وعلينا أن نعي جيدا أن ما يحيق بدولتنا نحن القطريين في الوقت الحالي بالمقاطعة و الحصار لا يزعزع خطواتنا في مسيرة التقدم … فلماذا لا نقوم بتجديد حياتنا و نعيد الحركة المسرحية من جديد ….. لماذا لا نقوم بعودة مهرجان الدوحة المسرحى وإحياء الحركة الثقافية والفنية للجمهور القطرى الحبيب … وكذلك مهرجان مسرح الشباب ومهرجان المسرح المدرسي ومهرجان المسرح الجامعي فهناك ما هو قادم نعمل لأجله ونصنع عالما آخر عالما جديدا فيه التماسك بالحب والتعاون وقوة الإرادة والتحدى .
يمر يومك أيها المسرح وبلادنا تتذكر ما زرعه المسرحيون المبدعون وليعلم الجميع أنه كان عبر هذه العقود برمجة هدفها نشر الثقافة والمعرفة والإستمتاع من خلال المسرح المتعدد الأشكال فهو ليس فقط المسرح الكوميدى كما يعتقد البعض فهناك أيضا المسرح الغنائى و التراثى والمونودرامي والتاريخي والأجتماعي ومسرح الشارع والمسرح التجريبي والمسرح الحر ومسرح الأطفال …. و ليعلم كل من يتعلل بالأسباب التي توقف حركة الثقافة والفن بأن المسرح لن يتوقف قلبه رغم كل ما حدث وما يحدث , لن يتوقف قلبه عن ضخ دم الحياة في شرايين كل فنان قطرى , وسيعيدها حياة جديدة لإسعاد شعبنا العزيز .
أقول لكل مسرحي في بلدنا الغالية كل عام وأنتم بخير … و من خلال مساعدة الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة والرياضة .. أقول انهضوا لكي نعيد التألق لخشبة المسرح القطرى وعودة المتعة الثقافية والفنية لدولتنا و لجمهورنا الكريم.
صالح احمد المناعى
كاتب ومخرج مسرحي