اندثار الكلمة الطيبة… بقلم رشا طنطازى
مع ظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح هناك سياسة مجتمعية دخيلة علي اخلاقيات العرب وطبيعتهم وهي انسحاب وتلاشي الأخلاقيات الحميدة من رحمة ومودة لبعضنا البعض اصبحت العلاقات بين قاب قوسين أو أدني للانقطاع وتفتيت الشمل بين الناس وأصبح المجتمع لا يولي للكلمة الطيبة اهتمام أو احترام تحت سياسة استغناء البعض عن البعض فأصبحنا عاجزين عن القيام بمجاملات لا تكلفنا اي شئ غير عناء الاتصال والتواصل وختم الأحاديث بالتي هي أحسن وأتسائل احيانا ما الذي يكلف فلان أو علان أن يقوم بإنهاء حديثه دون إلقاء حجارة من فمه هل الحجارة تلك نابعة من قلبه الذي أشار إليها القران عندما قال الله تعالي “قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة” تشبيه الله عز وجل للقلوب بالحجارة لم يأتي مجازا وانما جاء لينبع من قدرة القاسية قلوبهم لالقاء الناس بما هو أشد من وصف كلمة ولذلك وصف الله الكلمة الطيبة واوصي بها لما لها تأثير كبير علي نفوس البشر والعلاقات الاجتماعية وصلة الأرحام فهل تعلمون أن الكلمة الخبيثة تستطيع أن تميت زرعا وتذبله فلقد قام باحثون صينيين بإحضار زرعتين طبيعتين وقاموا بتوفير نفس البيئة لكلتاهما لمدة ١٥ يوما وقاموا بالقاء كلام خبيث لأحداهما وكلام طيب الأخري فوجدوا أن تلك التي كانت تسمع الكلام الخبيث ماتت وذبلت وتلك التي سمعت الكلام الطيب اذدهرت ونمت . اتسائل ما الذي يعود علينا من إلقاء الناس بكلام خبيث غير قطع أواصل الارتباط والمحبة أن ما يتبقي منا بعد وفاتنا هو ذكريات ومحصلات كلماتنا لمن حولنا أن كلمة واحدة كفيلة بالقاء المحبة في قلوب الناس وكلمة واحدة كفيلة بإنهاء العلاقات ودفنها في موضع الإلقاء بها اجعلوا اخر ما يتذكره الناس لكم هو طيب الكلام وجبر خواطر الناس. والي مقال آخر باذن الله