انطلاق فعاليات الندوة الفكرية ل”تعزيز الهوية الوطنية الخليجية “
افتتحت امس الاثنين فعاليات الندوة الفكرية “تعزيز الهوية الوطنية الخليجية” التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال الفترة من 19 الى 21 سبتمبر الجاري بالتزامن مع احتفاء البلاد باختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية.
حضر الافتتاح معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح و صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بين عبد العزيز آل سعود والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة والامين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور خالد الغساني فضلا عن ثلة من ضيوف الكويت المتحدثون في الندوة على مدار الايام الثلاثة المقبلة.
وافتتحت الندوة بكلمة الدكتور خالد الغساني والامين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالامانة العامة لمجلس التعاون حيث ثمن ان يشهد عام 2016 انطلاق ندوة تعزيز الهوية الخليجية ونقل الغساني للحضور تحيات الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتمنياته بنجاح الندوة ومتوجها بالشكرالى دولة الكويت لتبنيها مثل تلك المبادرات الهامة.
من ثم كان الحضور على موعد مع كلمة معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح الذي اعرب عن سعادته كون الندوة تأتي تطبيقا لتوصيات الاجتماع الحادي عشر لاصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدولة قطر الشقيقة العام الماضي ونقل الشيخ سلمان للحضور تحيات القيادة السياسية العليا وفي مقدمتها حضرة صاحب السمو امير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله والتي تولي اهمية خاصة لتعزيز الهوية الوطنية الخليجية على المستويين الوطني والخليجي في ظل ما يحيط بشعوبنا من تطورات وتحديات اقليمية ودولية.
توثيق الروابط الاخوية
واضاف معالي وزير الإعلام ” ان تعزيز الهوية والوطنية الخليجية يجب ان يستند في المقام الاول الى تفعيل قرارت وتوصيات مؤتمرات القمة لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واجتماعات اصحاب السمو والمعالي والوزراء في كافة المجالات مع الاخذ بعين الاعتبار المستجدات والتطورات على الساحتين الخليجية والاقليمية.
واستطرد الحمود ” لم تعد مضامين الهوية الوطنية الخليجية مجرد شعارات ترفع في المناسبات والمحافل والمنتديات بقدر ما اصبحت ضرورة ملحة يجب العمل على تعزيزها في ظل عصر صارت فيه قوة التلاحم والتكاتف والتآزر عامل بناء للمستقبل الذي تنتظره الشعوب بعيدا عن التكسبات الخاصة او المساس بعلاقات الدول والتدخل في شؤونها ترسيخا لمباديء وقيم المصلحة الخليجية الواحدة.
واكد الشيخ سلمان ان تعزيز السياحة بين دول الخليج بما تشمله من سياحة ثقافية تعد عاملا هاما لتوثيق الروابط الاخوية بين ابناء دول الخليج العربية مما يصب في مصلحة تعزيز مجالات الاقتصاد والثقافة لدول مجلس التعاون الخليجي مع الاخذ في الاعتبار اهمية دور الشباب في القيام بدوره المأمول بتعزيز التواصل مع اشقائه بدول المجلس في شتى المجالات بافكار ومبادرات تثري مفهوم المواطنة الخليجية.
هوية واحدة شامخة
و بدأت فعاليات الجلسة الاولى بعنوان ” دور السياحة والثقافة في تعزيز الهوية الخليجية المشتركة للمواطنين ” حيث تحدث خلالها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة في المملكة العربية السعودية والاستاذ الدكتور محمد الرميحي من الكويت
و استهل سمو الأمير سلطان بن سلمان آل سعود كلمته مؤكدا ان الندوة تاتي في توقيت هام لافتا الى ان القضية ليست البحث عن الهوية لاسيما وان دول الخليج تملك كل المقومات التي تجعل لها هوية واحدة مشتركة شامخة مشيرا الى اهتمام القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز بقضية التراث الحضاري لهذه المنطقة والتعليم والارض التي نقف عليها وكيف نجعل من القطاعات الاقتصاية الجديدة مثل قطاع السياحة والذي يصنف ضمن برنامج التحول كاول القطاعات التي تهتم بها الدولة وتدعمها ولاشك ان السياحة قطاع هام لدول الخليج كما انها قطاع منتج.
واضاف سمو الامير” رأيت ان فصل الانسان عن مكونه الحضاري والارض التي يقف عليها سواء في بلادنا او جميع الدول العربية امر مستهدف وان ما نراه من تطاحن اليوم من وراء الاجيال العربية التي تعيش في حالة فراغ وبسبب وجود انسان عربي جديد وجد وخلق يعيش على آمال لم تتحقق وعلى احلام لا تبت عن واقع ونرى اليوم الاجيال العربية وهي تتخبط وتتناحر بسبب رئيسي وهو انفصال المواطن العربي عن ارضه وارثه ومكانته ولا اعتقد انه لا يكون هناك مكون اسمه الهوية إلا ان يكون الانسان في منطقتنا واعيا ومستوعبا لمكانه في الحراك التاريخي وما هي الارض التي يقف عليها ومن هو ونحن نركز على قضية المواطنة قبل الوطنية التي هي نتاج ونتيجة حتمية لممارسة المواطن للمواطنة .
واستطرد سلطان بن سلمان ” نحن معهد الاسلام وهو دين عالمي والمؤكد اننا مستمرين رغم اننا مستهدفين ، ولقد سمعنا العديد من المهاترات مثل اننا لسن دول حضارة ، ولكن حقيقة الامر ان منطقتنا اقيمت فيها حضارات عظيمة وموقعنا الجغرافي عالمي” لافتا الى ان المنطقة تتعرض لحالة غزو ثقافي ما جعلنا نتقوقع ونكون في حالة دفاع وقال” والانسان لا يبني عندما يكون في حالة دفاع ولا ينظر للمستقبل اذا كان متقوقع ونحن اول الناس يجب ان نكون منفتحين ومبادرين ومنطلقين، لان الله سبحانه وتعالى قدر ان يخرج هذا الدين العظيم من بلادنا ، دين الحضارة والانفتاح.
عسارة المفهوم والتطبيق
وفي الجزء الثاني من الجلسة الاولى تحدث الاستاذ الدكتور محمد الرميحي عن “الثقافة والهوية الوطنية تساؤلات واقتراحات ” مستهلا بعسارة المفهوم والتطبيق حيث قال ” في مفاهيم العلوم الاجتماعية ليس هناك اكثر تعقيدا من جهة وبساطة من جهة اخرى مكمثل مفهوم “الثقافة” فهذا المفهوم عن حق هو ما يمكن ان يطلق عليه “السهل الممتنع” ولان مفهوم الثقافة بالمعنى المتعارف عليه اليوم هو مفهوم نبع من الثقافتين ” الانجلو سكسوني والفرانكفونية” فقد سبب تعريبه الكثير من التشويش المفهومي حتى غدا لها معنيان في الغالب ، المعنى الاول هو ” الثقافة بمعنى الموقف الانساني والايجابي من الحياة ” والمعنى الثاني معنى علمي بمعنى ” النشاط الثقافي نفسه” كالمسرح او الاغنية او الموسيقى او المنتج الفكري او اللوحة.
واضاف الرميحي” هذا الالتباس ليس جديدا على الكتابة العربية فالثقافة هي ” مجموعة اللوك والقواعد العامة والقيم في مجتمع ما في وقت زمني معلوم تسيطر على السلوك العام للانسان الفرد فهي قادرى على ان تشكل الانسان باشد من مصنع الفولاذ وتطحن الخارج عنها كما يطحن البسكويت ” على حد قول المهتمين بدراسة الثقافة.
بناء قيم مشتركة
واشار الدكتور محمد الى ان الدولة وسياستها الموضوعة في القوانين والممارسات هي المنوط بها رسم خارطة طريق واضحة المعالم لتعزيز الهوية الوطنية الكويتية ، خاصة وان الدستور الكويتي فيه من النصوص ما يؤكد على اهمية التراحم والتواد وعلى ضمان الحريات العامة وتحقيق العدالة الاجتماعية .
وفي ختام الجلسة الحورية الاولى دارت مجموعة من النقاشات في اطار رد سمو الامير سلطان بن سلمان والاستاذ لدكتور محمد الرميحي على اسئلة ومداخلات الحضور لاستجلاء ما وراء بعض المحاور والنقاط التي تم طرحها عبر المبحثين اللذين تقدم بهما بن سلمان والرميحي وجاءت المداخلات ثرية لتضيف الى الجلسة الاولى.