تجار الإقامات مصاصي الدماء … بقلم عبد العزيز خريبط
يعاني آلاف الوافدين من مصاصي الدماء تجار الإقامات الذين ملأ الجشع قلوبهم وتفننوا في الاستفادة من كد وتعب الآلاف من العمال البسطاء الذين جلبوهم إلى البلاد بعقود السخرة الوهمية فهم يجلبون العامل بآلاف الدنانير ويتركونه يتجول في ربوع البلاد بحثاً عن عمل شريف ينفقون به على أنفسهم وعلى ذويهم بعد أن اضطرتهم الحاجة الملحة إلى اللجوء إلى مثل هؤلاء الجباة الذين يجلدون ظهورهم ليلاً ونهاراً ويسلبونهم أموالهم دون وجه حق، تاجر الاقامة ونظام الكفيل نظام قمعي مستبد يحصل من العامل البسيط آلاف الدنانير ولا يعرفون هؤلاء العمال إلا وقت التجديد فهم يحصلون من العامل الواحد مقابل تجديد الاقامة 800 دينار وأحياناً تصل جزية الاقامة إلى 1000 دينار قد يستغرق العامل عاماً كاملاً كي يحصلها وأحياناً يلجأ المسكين إلى الاستدانة من ذويه ليدفع إلى ذلك الكفيل الذي يمص دمه ونستطيع تلقيبهم «بدراكولات الكويت» لما يفعلونه من ممارسات وعادة لا تدل على أي رحمة أو إنسانية، والحكومة في سبات عميق واذا ما استيقظت يكون الضحية هؤلاء العمال المساكين فتقوم الحكومة بترحيلهم كإجراء وقائي للحد من هذا التسيب والاهمال الذي بسبب هؤلاء الدراكولات الذين هم بمنأى من أي عقوبة بسبب وسائطه وأدواته، ان هذا النموذج من المواطنين نموذج فاسد وكائن طفيلي يعيش على استغلال الفقراء والبسطاء من العمال المساكين وان غياب الدور الرقابي على هؤلاء الكفلاء جعل من تلك المهنة مهنة جاذبة يحصل أصحابها على آلاف الدنانير وبشكل قانوني ودون جهد أو تعب فلو افترضنا أن أحد هؤلاء الكفلاء جلب 100 عامل إلى البلاد بعقود وهمية وحصل من الفيزا 1500 دينار، المجموع 150 ألفاً وبعد عامين يحصل من كل عامل 800 دينار المجموع 180 ألف دينار لوقمنا بتقسيم هذا المبلغ على عامين ستكون جبايته الشهرية 7500 دينار وعلى أقل التقديرات سيحصل 2000 دينار شهرياً هذه الأموال الحرام سيسألون عنها أمام الله عز وجل فهي سحت وباطل ووبال على أصحابها أصحاب النفوس الضعيفة والبعيدين كل البعد عن الإسلام وتعاليمه فنظام الكفالة ليست جزية ولا يجوز ايضا المعاملة كالعبيد والرقيق ولسنا في عصور العبودية.
لابد من التصدي لهؤلاء المجرمين والتنكيل بهم وتشديد العقوبة عليهم ولا نكن كالنعام ندفن رؤوسنا في الرمال ونجعل الضحية الوحيدة هم هؤلاء العمال بإبعادهم وسجنهم، ولنضع أمام أعيننا قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «انما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
أرجو أن تكون هناك ثقافة في المجتمع لترسيخ مبادئ الإنسانية والتعامل مع الإنسان بإنسانية فقائدنا هو قائد العمل الإنساني والكويت هي المركز الإنساني العالمي، ولكن البعض يحاول بإصرار تشويه صورة الكويت من خلال هذه الأفعال والممارسات السلبية، لذلك المطلوب تشريع قوانين من مجلس المناديب تحمي هذه العمالة من هذا الاستغلال لانقاذ هؤلاء المساكين من براثن هؤلاء دراكولات العصر المستغلين الذين يمصون دماء آلاف البسطاء الذين تركوا أهلهم وديارهم بحثاً عن لقمة العيش الشريفة في أرض الخير.