د. ابراهيم دشتي لصوت الخليج : أمريكا تعي ان كوريا الشمالية ليست افغانستان
– ترامب كتب تغريدة يقول فيها إن العقوبات ستكلف كوريا الشمالية أكثر من مليار دولار.
– وزير الخارجية الصيني وانغ يي :إن العقوبات “ضرورية” ولكنها “ليست الهدف النهائي”.
– يونهاب الكورية الجنوبية الرسمية : “أريد أن أنقل رغبتنا إلى الشمال لوقف الاستفزازات والاستجابة الإيجابية لعروضنا الخاصة الأخيرة.
تقرير : رباب عبيد
في الرابع من يوليو 2017، اطلقت بيونغيانغ أول اختبار ناجح لصاروخ عابر للقارات. وقالت إن صاروخ هواسونغ 14 لديه القدرة على ضرب “أي مكان في الأرض”، ولكن التقديرات الأمريكية الأولية تشير الى ان مدى الصاروخ أقل من ذلك.
حينها وصف الجيش الامريكي صاروخ هواسونغ 14 بأنه صاروخ متوسط المدى، ولكن عددا من الخبراء الأمريكيين قالوا إنهم يعتقدون بأن بإمكانه الوصول الى ولاية آلاسكا الأمريكية الشمالية مما جعل الولايات المتحدة تأخذ بعين الأعتبار استعراض القوة الكورية الشمالية امام العالم .
تاريخ برنامج بيونغ يانغ الصاروخي
استطاعت كوريا الشمالية ان تطور منظومتها الصاروخية فمن صواريخ بدائية تطلق بواسطة قطع المدفعية صممت حديثا على نسق صواريخ استخدمت في الحرب العالمية الثانية الى صواريخ متوسطة المدى بامكانها اصابة اهداف في المحيط الهادي .
بدأت كوريا الشمالية برنامجها الصاروخي بصواريخ “سكود”، وكانت أول شحنة من هذه الصواريخ وصلتها في عام 1976 عن طريق مصر, وبحلول عام 1984، كانت بيونغيانغ تنتج نسختها من هذه الصواريخ تحت اسم “هواسونغ.”
وكان لهذه الصواريخ مدى أقصى يبلغ نحو الف كيلومتر، وكان بامكانها حمل رؤوس حربية تقليدية وكيمياوية وربما حتى بيولوجية.
طور الكوريون الشماليون صواريخ “هواسونغ”، وانتجوا صواريخ “نودونغ” ذات مدى يبلغ 1300 كيلومتر.
وفي تحليل نشرفي ابريل 2016، قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن بامكان هذه الصواريخ المطورة “ان تضرب كل كوريا الجنوبية واجزاء كبيرة من اليابان.”
بيونغيانغ تنتج صواريخ باليستينية
استمرت كوريا الشمالية تطوير قدراتها الصاروخية، ففي عام 2016 طورت صاروخ “موسودان” الذي يبلغ مداه حوالي 2500 كيلومترا (حسب المخابرات الاسرائيلية) أو 3200 كيلومترا (حسب وكالة الدفاع الصاروخي الامريكية وقالت مصادر أخرى إن مدى هذا الصاروخ قد يصل الى 4000 كيلومتر.
وفي أغسطس 2016، اعلنت كوريا الشمالية انها اختبرت صاروخا “ارض ارض متوسط الى بعيد المدى” يطلق من الغواصات يدعى “بوكغوكسونغ” , وأطلق نموذج آخر من هذا الصاروخ من قاعدة أرضية في فبراير 2017.
وحول انتاج صواريخ بعيدة المدى يمكن الاعتماد ارتكزت جهود كوريا الشمالية على امكانيتها الوصول الى البر الأمريكي.
في عام 2012، شوهد لكوريا الشمالية نوعان من الصواريخ العابرة للقارات (وهما KN-08 و KN-14) في الاستعراضات العسكرية التي تجريها بيونغيانغ بشكل دوري.
ويعتقد ان لصاروخ KN-08 ذي المراحل الثلاث، والذي يطلق من ظهر ناقلة محورة، مدى يتجاوز 11,500 كيلومتر.
أما الصاروخ KN-14، فيبدو انه صاروخ ذو مرحلتين يبلغ مداه نحو 10 آلاف كيلومتر .
ينظر الى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على انها رمز للتعبير عن القوة إذ انها تتيح للبلد الذي يملكها تصويب قوة نارية هائلة على اعدائه رغم وجودهم على الطرف الآخر من الأرض.
من الجدير ذكره ان كل الصواريخ العابرة للقارات مصممة حسب مفاهيم متشابهة، فهي عبارة عن صواريخ متعددة المراحل ذات وقود صلب او سائل وتحمل رؤوسا حربية الى الفضاء الخارجي.
بعد وصول هذه الرؤوس الحربية – وهي قنابل هيدروجينية عادة – الى الفضاء الخارجي، تعود الى الغلاف الجوي للأرض وتنفجر فوق هدفها المحدد أو عليه مباشرة.
وبعض الصواريخ العابرة للقارات مزودة بأكثر من رأس نووي، مما يسمح لها بضرب عدة أهداف في وقت واحد وخداع أنظمة الدفاع الصاروخي.
ردت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هالي، “إنها أشد مجموعة من العقوبات تفرض على بلد ما خلال العقود الثلاثة الأخيرة”.
استعراض القدرة العسكرية
في يوليو الماضي ,اختبرت بيونغيانغ إطلاق صاروخين بالستيين عابرين للقارات خلال شهر وزعمت أنها قادرة على توجيه ضربة لأي منطقة داخل الولايات المتحدة.
ردا على الخبراء الذين يشككون في قدرة صواريخ بيونغيانغ على ضرب أهدافها بدقة.
أثارت التجربتان إدانات دولية واسعة، لاسيما من جانب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، ودفعت مجلس الأمن إلى اصدار عقوباته الجديدة.
مما دفع مجلس الأمن الدولي حزمة عقوبات جديدة، وصفت بأنها الأكثر تشددا، على كوريا الشمالية بسبب برنامجها الصاروخي.
بعدها أعلنت كوريا الشمالية بأن العقوبات الجديدة التي اقترحتها واشنطن ستقود إلى “بحر من النار لا يمكن تخيله” وسيبتلع الولايات المتحدة نفسها.
وشددت صحيفة الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، رودونغ سينمون، على القول أن الولايات المتحدة لم تبتعد عن “سياستها العدوانية ضد بيونغيانغ، والخيار الوحيد أمام الولايات المتحدة هو التدمير الذاتي”.
ويحظر قرار المجلس، الذي أقر بالإجماع، الصادرات القادمة من كوريا الشمالية ويفرض قيودا على الاستثمار في داخلها.
اجراءات امريكية سريعة
ويحضر وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، اجتماعات المنتدى الاقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في العاصمة الفلبينية مانيلا، الذي يشارك فيه وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ-هو .
ومن المتوقع أن يكون البرنامج النووي الكوري الشمالي القضية الأساسية في المنتدى، ولكن ليس ثمة أية خطط لعقد لقاءات ثنائية مع المسؤول الكوري الشمالي، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وقال تيلرسون، اثناء محادثات مع وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ-هوا، إن العقوبات الجديدة كانت “محصلة جيدة”.
وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة يقول فيها إن العقوبات ستكلف كوريا الشمالية أكثر من مليار دولار.
وتعد صادرات كوريا الشمالية من الفحم والمعادن الخام والمواد الخام الأخرى إلى الصين أحد مصادر العملة الصعبة القليلة فيها، وتشير تقديرات إلى أن صادرات كوريا الشمالية من البضائع تصل قيمتها إلى نحو 3 مليارات من الدولارات كل عام، ويمكن أن تؤدي العقوبات الجديدة إلى تقليلها بمقدار مليار دولار.
وفي وقت سابق من العام الحالي، أوقفت الصين استيراد الفحم من أجل زيادة الضغوط على بيونغيانغ.
لكن العقوبات المتكررة فشلت حتى الآن في ثني كوريا الشمالية عن تطوير برامجها الصاروخية.
وقالت السفيرة الأمريكية إن مجلس الأمن شدد عقوباته على نشاطات كوريا الشمالية الصاروخية البالستية “إلى مستوى جديد شامل”.
وأضافت هالي متحدثة بعد تصويت المجلس السبت “اليوم أجمع مجلس الأمن على تحذير ديكتاتور كوريا الشمالية”.
وتابعت إن “أفعال كوريا الشمالية غير المسؤولة واللامبالية أثبتت أنها ستكون مكلفة جدا للنظام”.
بدوره قال السفير البريطاني، ماثيو ريكروفت، “تتحمل كوريا الشمالية كامل المسؤولية عن الإجراءات التي اتخذناها اليوم”
وأضاف “كان ينبغي أن لاتأخذ الأمور هذا المسار، وكان على كوريا الشمالية أن تتخلى عن أسلوب الاستفزاز وأن تتخلى عن مسار المزيد من التصعيد”.
العقوبات ليست الهدف
وقد صوتت الصين، الحليف الوحيد لكوريا الشمالية الذي يمتلك حق النقض في مجلس الأمن، لمصلحة القرار الأخير هذه المرة، وكانت عادة ما تحمي بيونغيانغ من القرارات التي تضر بها في السابق.
هدفنا إعادة جميع الأطراف المشتركة في القضية النووية إلى طاولة التفاوض، وايجاد الحلول عبر الحوار لتحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية
وزير الخارجية الصيني
من جهته قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، متحدثا للصحفيين في مانيلا إن العقوبات “ضرورية” ولكنها “ليست الهدف النهائي”.
وأضاف “هدفنا إعادة جميع الأطراف المشتركة في القضية النووية إلى طاولة التفاوض، وايجاد الحلول عبر الحوار لتحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”.
محادثات كوريا الجنوبية
أعلنت كوريا الجنوبية إنها قد تجري محادثات مباشرة مع الشمال خلال قمة أسيان، وقالت وزيرة خارجيتها، كانغ كيونغ هوا، إنها ترغب بالتحدث مع نظيرتها الكورية الشمالية إذا حدثت فرصة “بشكل طبيعي”.
ونشرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية الرسمية عنها قولها “أريد أن أنقل رغبتنا إلى الشمال لوقف الاستفزازات والاستجابة الإيجابية لعروضنا الخاصة الأخيرة (لإجراء محادثات) الهادفة إلى انشاء نظام سلام “في المنطقة , وقد أرسلت كل دول الـ 27 الأعضاء في الرابطة مبعوثين إلى منتدى آسيان.
وأصدرت الدول العشر الأعضاء في رابطة أسيان بيانا مشتركا عبرت فيه عن “قلقها العميق” بشان أفعال كوريا الشمالية”التي تهدد السلام بشكل خطير”.
كوريا الشمالية ليست افغانستان
حول هذا الملف السياسي قال المحلل السياسي د. ابراهيم دشتي لصوت الخليج : الازمة الكورية الامريكية ليست وليدة اليوم , وان بوادر امتلاك هذه الصواريخ بدت واضحة من خلال محاولات كوريا الشمالية امتلاك وتطوير قدراتها الصاروخية البالستينية واضاف : ان امريكا الحليفة لكوريا الجنوبية العدو اللدود لامريكا الشمالية تعي تماما العقيدة التى بسببها امتلكت كوريا الشمالية هذه الصواريخ وهي ان تصل الصواريخ الكورية الى بر الولايات الامريكية .
وأوضح د. دشتي ان كوريا الشمالية ليست افغانستان وان الصين وروسيا بجانب كوريا , فلن تتورط الولايات المتحدة الامريكية بحرب نووية شاملة لانه فناء للعالم أجمع.