أهم الأخبارمنوعات
دراسة: شرب الكحول في سن المراهقة يؤثر على الذاكرة إلى الأبد
توصلت دراسة حديثة إلى أن الشراهة عند تناول المشروبات الكحولية خلال سنوات المراهقة تتدخل في نمو الدماغ ويمكن أن تؤدي إلى ضعف الذاكرة في مرحلة البلوغ، وفقًا لما نشر في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ولا يعد الكحول صديقا للدماغ أو الجسم، فهو يزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وفقدان الذاكرة، وتشير الأبحاث إلى أن الآثار لا تتلاشى مع التقدم في السن.
وعلى الرغم من أن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و20 عامًا هم تحت سن الشرب القانونية، فقد اكدت أبحاث جديدة أجريت في جامعة كولومبيا إنهم يقدمون على تناول المشروبات الكحولية أكثر من 10% من الكحول المستهلكة في الولايات المتحدة، مما تسبب في مشاكل في الذاكرة، وإخفاقه في جميع المهام العقلية في مرحلة البلوغ.
ومنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي ، كان الانخفاض في تناول المشروبات الكحولية في انخفاض مطرد إلى حد ما بين طلاب المدارس المتوسطة والثانوية والكلية في الولايات المتحدة، رغم أن عام 2017 شهد ارتفاعًا طفيفًا بالنسبة إلى طلاب المدارس الثانوية وطلاب الصف الثامن.
ويعتبر التباطؤ في سرعة الشرب أمرا مشجعا ، لا سيما بالنظر إلى نظرية العلماء التي طال أمدها بأن الكحول يمكن أن يكون مدمرا بشكل خاص للعقول النامية، وتخضع الأدمغة لتغيرات اساسية وسريعة خلال سن السادسة ، ولكن الأجزاء المسؤولة عن الوظائف العقلية العليا تستمر في التحول بشكل جيد خلال فترة المراهقة.
وقد تؤثر المشروبات الكحولية على واحدة من أهم مناطق الدماغ التي لا تزال نقية خلال فترة المراهقة هي القشرة المخية قبل الجبهية، والتي تعتبر حيوية لشخصياتنا، وقدرتنا على اتخاذ قرارات وخطط معقدة لعناصر معينة من الذاكرة، وفي دراستهم الجديدة ، استخدم الباحثون في كولومبيا نماذج الفئران لمراقبة كيف قد يؤثر تناول المشروبات الكحولية على هذه المنطقة وغيرها من مناطق الدماغ.
وبعد فترة طويلة وجد العلماء القائمين على الدراسة أن الفئران التي “تشرب الكحول” في مرحلة المراهقة لا تزال تظهر اختلافات واضحة في سلوكياتها وعقولها بمجرد أن تصبح راشدة، مما يشير إلى الميول الكحولية في مرحلة البلوغ، كما رأى الباحثون اختلافات كبيرة في ذكريات هؤلاء الفئران الذين يشربون عندما أصبحوا بالغين.
وعندما قام فريق كولومبيا بفحص أدمغة الفئران هذه ، وجدوا أن الخلايا العصبية في منطقة الدماغ هذه قد تغيرت بطريقة تجعلها على الأرجح من النوع الكسول ولن تكون قادرة على الحفاظ على المستوى العالي للنشاط المطلوب للذاكرة العاملة.