دماء الأبرياء عار يلاحق قاتليهم… بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
دماء الأبرياء عار يلاحق قاتليهم… بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
“حرية الدين والعقيدة حق من حقوق الإنسان ، مكرسة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتم من خلاله اختبار هذا الحق. دعونا نعمل لقلب هذا التيار (الإرهابى) المروع ، لبناء مجتمعات أكثر شمولًا وسلمية ، حيث يتم الاحتفال باختلافاتنا و اعتبارها ثراء يقوينا جميعًا” … بهذه الكلمات القوية الواضحة والمحددة الدلالة والهدف عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن أبسط حقوق الإنسان ولخص منهج دعاة السلام والمحبة فى مختلف دول العالم والغرض الحقيقى من إنشاء تلك المنظمة التى نسعى جميعًا إلى استقلاليتها رغم الضغوطات السياسية و لعبة المصالح التى لا تزال تحكم الدول الكبرى وعبثها بمقدرات باقى شعوب العالم.
لذلك خصصت المنظمة يوم ٢٢ أغسطس من كل عام للتذكير بضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد والذى يأتى بعد يوم واحد من إحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم ، هذه الأيام الدولية ترسخ فينا الفطرة الإنسانية العظيمة وإن انطمرت تحت ركام الحياة المادية التى تزداد بشاعة بمرور الزمن، هذه المناسبات أو الأحداث موجودة قبل إنشاء المنظمة ولكن الهدف من تخصيص الأيام هو للتذكير بأننا من جنس واحد ومصير واحد وفى سنن الحياة من يظن أنه انتصر بشروره اليوم فهو مهزوم بسلاحه الغد ، هذه الأيام الدولية التى تحرص عليها منظمة الأمم المتحدة هدفها أيضًا التثقيف والتوعية والإعلام وربط عناصر المجتمع الإنسانى على اختلافاتهم بعضهم البعض ولولا يقظة أصحاب الضمائر وذوى الحس الإنسانى فى كل بقاع الأرض واحتفائهم بتلك المناسبات لما أصبح لهذه الأيام قيمة تُذكر أو مقال يُنشر وطالما قلوبنا تنبض سنكتب ونذكر العالم بأن من ذهبوا ضحية أفكارهم ومعتقداتهم وأديانهم من الأبرياء فهم شهداء عند خالقهم ، وأن دماءهم عار يلاحق قاتليهم .
سيظل الإرهاب والإعتداء الخسيس على الأبرياء وصمة عار فى جبين الممول و المنفذ والمؤيد ، وستظل حرية الرأى والمعتقد هى أسمى وأعظم ما أوجده الله سبحانه وتعالى بين البشر ، والمعتدى على هذا الحق هو عدو لله ورسله وعدو للإنسانية والسلام والخير والجمال .
إن الحياة لن تستمر إلا بمواجهة الفساد بكافة صوره وبما تطيقه أنفسنا ،ونحن نعيش فى امتحان ربانى لا نعلم متى ينتهى ولكن يقينًا نسعى جاهدين لننجح فيه حتى نترك لأجيال المستقبل ذكرى عطرة ونلقى رب كريم غير مقصرين فى أداء الواجب ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
ونسأل الله جل وعلا أن يعم الأمن والسلام العالم أجمع وأن يجنبنا الفتن وأن يصلح أحوالنا جميعًا وأن يُسخِّر للحق جنودًا لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى ، وأن يحفظ وطنى العزيز قيادة وشعبًا وسائر بلاد العرب والمسلمين .. اللهم آمين