رئيس الوزراء العراقي : لن نعادي ايران حتى لو أعطونا مُلك الدنيا
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان العراق يرفض نهائيا استخدام اراضيه للعدوان وضرب ايران”.
وبحسب موقع “الفرات نيوز” أتهم رئيس الوزراء العراقي جهات لم يسمها بمحاولة جعل العراق ساحة معركة دولية مشيرا الى ان “صراع بالمنطقة ليس من شأن العراق ولن نتدخل فيه” مشددا “لن نسمح جعل العراق ساحة معركة بين إيران وامريكا او جعله أرضاً للعدوان على ايران لو أعطونا مُلك الدنيا او عمروا العراق مجاناً”.
و أنتقد العبادي خلال استضافته في مكتبه مجموعة كبيرة ونخبة من الاعلاميين والمحللين السياسيين وكتاب الرأي مساء السبت وحضرته وكالة {الفرات نيوز} انتقد تصريحات نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي بشأن قطر والذي اتهم خلال زيارته لمصر، قطر بتبني مشروع لتقسيم العراق على أساس طائفي والتدخل في “الشقاق” الفلسطيني وتشجيع قوى متطرفة لشن “اعتداءات” على مصر.
وقال العبادي “العراق لاينجر لسياسة المحاور وتصريحات نائب رئيس الجمهورية غير مقبولة ولايجوز التصريح بشأن الأزمة الخليجية بأسم المنصب للاساءة لعلاقات العراق مع دول المنطقة”.
وأضاف “اعتقد انه {علاوي} أراد ترضية مصر بانتقاده لقطر لكن لانريد ان يحسب هذا الموقف على العراق” مشيرا الى ان “بعض الاطراف العراقية تريدنا ان ندعم قطر ضد السعودية او العكس، وهذا خطأ ولايستفيد منه العراق”.
وشدد العبادي “يجب الحفاظ على سياسة حيادية العراق من الازمة، اما تبني دور الوساطة فنعتقد انه يحتاج الى دراسة قبل المبادرة بها” داعيا “المسؤولين الى الالتزام بالسياسة الخارجية للعراق التي يقرها ويحددها مجلس الوزراء ووزارة الخارجية”.
وعن زيارته المرتقبة بالمنطقة بين رئيس الوزراء انها ستشمل السعودية والكويت وإيران” لافتا الى ان “جولته الخارجية تستمر لثلاثة أيام وتبدأ غداً الأحد وتنتهي الثلاثاء”.
وأوضح ان “هذه الزيارة معدة منذ فترة وليس لها علاقة بتاتا بالازمة الخليجية” مشيرا الى انه “سيزور دولاً أخرى بعد عطلة عيد الفطر” دون ان يحددها.
وبين رئيس الوزراء ان “زيارته للسعودية ليس فقط لتطوير العلاقات وانما التقدم فيها” مؤكدا ان “السعودية تعلم بخطر داعش لكنها لا تعيشه وليست لديها حصانة منه لوجود فكر تطرف داعش في داخل مجتمعها وحتى منظومتها وهي بدأت تستوعب ذلك والعراق مستعد لمساعدتها بعد امتلاكه الخبرة في مقاتلة الارهاب ونطمح ان يكون التوجه السعودي بهذا الاتجاه مع زيادة التبادل التجاري من الجانب العراقي لها وهي ابدت مرونة بذلك”.
وعن الازمة الخليجية أوضح العبادي، ان “العراق لايريد ان يكون جزءاً من الخلاف الخليجي وزيارتي للسعودية ليس لها علاقة اصلاً بالأزمة” لافتا الى ان “العراق يعارض ويرفض فرض الحصار على الشعوب ويجب محاسبة المسيء فقط”.
وقال “لمسنا رغبة قوية من السعودية بتطوير العلاقات مع العراق وهذا أمر غير سهل لوجود مؤسسات سعودية تستخدم أي شي للاساءة لعلاقات البلدين وفي المقابل هناك جهلة في العراق تعمل بالضد من اي تحسن وتقدم بهذه العلاقة”.
وأضاف “مستعدون لدخول معركة اذا كانت لصالح العراق فقط، لكننا نرغب بالسلم والحوار لفض النزاعات” داعيا “جميع الساسة ووسائل الاعلام الى ايقاف حملات التسقيط وتشويه كل شي في العراق”.
وحول احتمال نشوب حرب بين ايران وامريكا قال العبادي “نعتقد ان الادارة الامريكية الجديدة لاتريد الدخول بحرب مع ايران” مؤكداً “نرفض سياسة المحاور وهذا موقف ثابت للعراق لان الصراعات بالمنطقة هي صراع مصالح ومصلحة العراق فيها هو الحياد وعدم التدخل”.
ونوه الى ان “الرئيس الامريكي دونالد ترامب، هو رجل اعمال وليس سياسياً وبصراحة كنا نخشى من حصول حرب وصراع بالخليج ( لفارسي) بعد تسلمه المنصب ولكن يبدو ان إدارة فريق ترامب خففت من هذه الخشية وان تحولت الى سوريا”.
ورحب العبادي “بتقدم الجيش السوري للحدود مع العراق وهو أمر حسن” مشيرا الى ان “دعم الولايات المتحدة لماتسمى بـ{قوات سوريا الديمقراطية} قد يقسم سوريا وهذا غير مقبول ونحن لن نتعامل مع أي قوة مسلحة وفقط مع الحكومة السورية وان كانت لدينا ملاحظات عنها”.
وأكد القائد العام للقوات المسلحة “تحرير منفذ الوليد الحدودي والمنطقة المشتركة بين سوريا والأردن” كاشفا عن “قرب انطلاق عملية تحرير عانة وراوة والقائم” معربا عن “أمله بعدم بقاء أمريكا على حدود سوريا مع العراق”.
وعن معركة تحرير ماتبقى محتلاً في الجانب الايمن لمدينة الموصل، قال العبادي “أصبحت تقريباً المدينة القديمة في الجانب الايمن غير محررة وأصبحت مطوقة ونمارس حرباً نفسية على داعش” مرجحا ان “يمارس الارهابيون مأساة في المدنيين المحاصرين هناك” مؤكدا “الحاجة الى تفعيل الجانب التقني بعمل الاستخبارات” مستدركا بالقول “لكن قواتنا اليوم أصبحت أفضل قوة في المنطقة لتجربتها الميدانية في محارب الارهاب”.
وبشأن تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل، كشف العبادي عن قرب التحرك لتحريرها.
وقال أن “قرار تحرير تلعفر صدر قبل نحو أربعة أشهر وسنتحرك قريباً لها” مؤكدا ان “مهمة تحرير تلعفر حددت لقوات الجيش والحشد المحلي للقضاء من السنة والشيعة”.
وعن تضارب بعض انباء التحرير للمدن والمناطق المحتلة من قبل بعض القادة الأمنيين، أكد رئيس الوزراء ذلك قائلا: هذا الأمر مشخص لنا ووجهنا بتوحيد المعلومة ودقتها ومصادقيتها وعدم اعلان الانتصار قبل أوانه فبخلاف ذلك سيقوض النصر نفسه”.
واتهم “البعثيين ومنظمة خلق بالوقوف وراء اي إساءة للحشد الشعبي ونحن كحكومة عراقية تدخلنا بشان عزم المحكمة الجنائية الدولية في محاكمة الحشد وقلنا لها انها قوات خاضة لسلطة الدولة وهي من تحاسب اي متجاوز”.
وبشأن اعلان اقليم كردستان تحديد 25 أيلول المقبل موعداً لاجراء استفتاء الاستقلال عن العراق وصف العبادي الاجراء بـ”غير قانوني وان الحكومة الاتحادية لن تدعمه أو تموله او تشارك فيه”.
وأضاف، ان “الأمم المتحدة اعلنت موقفها من هذا الاستفتاء وانها لن تشارك فيها بدون موافقة بغداد” لافتا الى ان “الاقليم أعلن نفسه بان الاستفتاء ليس ملزماً للاستقلال وانما معرفة رأي الشعب الكردي”.
وأكد ان “تركيا وايران غير مرتاحتين جداً من هذا الاستفتاء، كونه قد يحفز القومية الكردية لديهما على اتخاذ خطوة مماثلة وهو ليس في مصلحة الدولتين” مرجحا “تدخل تركيا وايران بالضد من هذا الاستفتاء”.
وأوضح العبادي “اعتقد ان الاستقلال سيضيف مشاكل جديدة للاقليم، لاسيما وانه غير متفق عليها بين الكرد انفسهم وقد يجعل اقتصاد الاقليم الصعب حالياً أكثر عمقاً بعد الاستقلال”محذرا في الوقت نفسه “من خطورة تنامي التطرف الديني والسلفي في اقليم كردستان وهناك قلق كردي منه”.
وأشار الى ان “اقليم كردستان يصدر نفطاً بمعزل عن الحكومة الاتحادية وبدون حساب من قبلنا وهذا مخالف للقانون والدستور” مشيرا الى ان “الاقليم يصدر حالياً بين 550 الى 620 ألف برميل يومياً ويشمل حقول كركوك وهذا خارج شركة التسويق الوطنية {سومو}”.
ولفت الى ان “الاقليم لم يلتزم بقرار اوبك في خفض الانتاج وهم استفادوا من ذلك واصبحت مشكلة بالنسبة لنا”.
وبشأن الخطوات المقبلة للحكومة قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، ان “تركيزنا المقبل هو التنمية ومحاربة الفساد ومنع عودة الارهابيين” مبينا ان “منع عودة الارهابيين يتطلب ليس عملاً عسكرياً فقط وانما توفير بيئة مناسبة اساسها الوحدة والتعاون بين المجتمع والحكومة وتحقيق المساواة ومنع التمييز وهذا أساس الدولة وبخلاف ذلك فسنمهد لأرهاب أعتى من داعش”.
كما شدد “على أهمية استقلال القرار السياسي” رافضاً “بشدة عقد اي مؤتمرات خارجية في بعض دول الجوار وبحضور اجهزة مخابراتية” في اشارة الى عقد شخصيات سنية مؤتمرا في تركيا ودول اوروبية.
واكد العبادي “أبلغنا تلك الدول رفض العراق لعقد مثل هذه المؤتمرات كونها تدخلاً بشؤونه الداخلية ولن نسمح بها” داعيا الى “عقدها في العاصمة بغداد، طالما انها تهتم بمستقبل العراق ومصالحه” مرجحا “استمرار انعقاد هكذا مؤتمرات في الخارج”.
– See more at: http://www.alalam.ir/news/1984780#sthash.wIkOU7g8.dpuf