ساق البامبو … بقلم عبدالمحسن علي العطار
متابعين مسلسل ساق البامبو إنقسموا الى فئتين الأولى ضد هذه النوعية من الزواجات واالأخرى مؤيدة تحت شعار ضد العنصرية في المجتمع الكويتي، وهنا نرى الإنقسام الغير متكافىء والذي لم يبنى على أسس صحيحة للحكم في هذه الأمور ولذلك سيتم تسليط الضوء على الزواج في المجتمع الكويتي ومتى يكون الرفض الصحيح ومتى يكون الرفض نتيجة عُقد اجتماعية، فمجتمعنا وقيمه وبناءه هو الأهم وليس عملية مظاهر في المجتمع الدولي وأن يُنتقص عادات وتقاليد مجتمعنا من أجل جوائز وكلمات ثناء من مجتمعات تختلف معنا في الدين والقيم والعادات والتقاليد. وهذا ما أصبح للأسف واضح في مجتمعنا تحت شعار الحرية لدى بعض الذكور والإناث من ناحية المظهر الخارجي وتأثر النواحي الأخلاقية أيضا من جرّاء التشبه بالغرب وبالطبع المجتمع العربي والإسلامي دائماً ما يأخذ سلبيات التقدم والتحرر من الغرب وليس الإيجابيات.
نرجع للمسلسل حيث ان مبدأ زواج الخادمة كان خطأ من البداية ولكن محاولة تصويره بأنه أمر طبيعي وتشجيع هذه الظاهرة هو الخطأ فمن الأساس الخادمة جاءت من أجل عمل فقط ولكنها علمت بميول الولد الجنسية ناحيتها وخاصة انه من رواد “بتايا” تايلند للعب واللهو مع البنات هناك ولكن الخادمة إستغلت الأمر لهدف أكبر وهو الزواج ومن ثم الحمل فنرى العملية إستدراج من البداية وإستغلال وضع الأسرة والعلاقة بين أفرادها وإنتهاز الفرصة المناسبة كما نرى أن الخادمة كانت تتعمد تكسير الصحون من أجل كسب عطف الولد واظهار والدته بصورة شرسة وعندما تمكنت من الولد بدأت بالصراخ على والدته ! ولكن يريد البعض تصوير مجتمعنا بالعنصري فشتان بين قيم وأسس بناء المجتمع وبين العنصرية، ولذلك عندما وجهت الام كلامها لإبنها بأن الزواج غلط والمولود فال شؤم وإتضح ذلك بالوفيات التي حدثت يوم ولادته ويوم عودته للكويت!.وهل نرى دراسة لنجاح زواجات الخدم اجتماعيا ام العكس وهل قاموا هؤلاء بنشر الحب ام الكراهية في البيوت التي إقتحموها تحت شعار الزواج وعدم التفرقة بين البشر وإستغلال الدين الإسلامي في هذا الجانب فقط فهذه النوعية من الزواجات مرفوضة في مجتمعنا جملة وتفصيلا فقد دمرت الكثير من الأسر نتيجة هذه النزوات دون التفكير بعواقبها في المستقبل .
اما الزواج الآخر في مجتمعنا والذي هو مبني على عُقد إجتماعية هو ما نراه بين فئتين شيعة وسنة ثم حضر وبدو ثم قبيلة وقبيلة الى أن نأتي الى غني وفقير فهذه الإختلافات والفروقات في مجتمعنا يجب مناقشتها وتسليط الضوء عليها أكثر فهي مكونات داخلية وليست من الخارج وأيضاً اذا كان هناك رفض فيجب ان يكون على مبدأ صحيح وليس استغلال هذه الفروقات من اجل الرفض فقط فعلى سبيل المثال عندما يتم رفض زواج بين عائلتين يفسره البعض بسبب الغنى والفقر ولكن هناك ما يعلمه الآباء ويحاولون تفسيره للأبناء ولكن بعد فوات الأوان! فالرفض هنا وفي بعض الحالات بسبب أخلاقيات وليست المادة او الأصل او العرق لان هناك أسر وبيوت أخلاقياتها منحدرة ومبنية على التفرقة والمشاكل مع الآخرين فلا يكون هناك تجانس أخلاقي وتربوي بين العائلتين وتتضح نتائج هذه الزواجات بتفرقة الإبن عن والديه وأسرته ومن ثم إبعاد أبنائه عن أسرته ليعيش وحيدًا وطبعا يفقد الهيبة والإحترام عند أولاده وذلك لأن الأولاد لم يروا التماسك بين والدهم وأسرته وعلى العكس نرى تقربهم من أسرة والدتهم وهنا نستنتج نصيحة الآباء في رفض هذه النوعية من الزواجات لما لها من هدم الأسرة وليس التماسك الاسري وبذرة الكره وعدم الإحترام تزرع بداخل الأبناء تجاه أسرة الأب. فنرى ما نعاني منه اليوم في مجتمعنا من بيوت مفككة وأسر غير مترابطة والمضحك بالأمر أن الجميع مسلمين والإسلام دائماً يحث على التواصل بين ذي القربى، فمن عظيم ما أتى به الاسلام أن الأسرة فيه لا تقف عند حدود الوالدين وأولادهما، بل تتسع لتشمل ذوي الرحم وأُوْلِي القربى من الإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبنائهم وبناتهم فهؤلاء جميعا لهم حق البر والصلة التي يحث عليها الإسلام ويعدها من أصول الفضائل ويعد عليها بأعظم المثوبة كما يتوعد قاطعي الرحم بأعظم العقوبة، فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطعها قطعه الله.
وختاما هناك ملاحظات أيضا في محاولة تغيير عادات وتقاليد مجتمعنا من خلال التشجيع على العلاقات والغراميات دون الوعي للنواحي الاجتماعية في االمجتمع فنرى في مسلسل ساق البامبو أيضا كيف يحب الصديق أخت صديقة ويكتب لها الرسائل وهو يعلم بالرفض من قبل عائلتها والأهم انه لم يحترم حرمة البيت لصديقة وهذه تعتبر خيانة فمجتمعنا لم يعهد أن يدخل شخص البيت ويستأمن ويقوم بعلاقة غرام مع ابنتهم وأخت صديقة سواء نيه صافيه ام لا، وكذلك نرى نفس الشيء في مسلسل اخر وهو “حكايات” عندما يقوم الممثل بشار الشطي بدور العامل والصبي لدى رجل أعمال والذي استأمنه ولكنه أنشىء علاقة حب مع إبنته دون مراعاة لحرمة البيت والأمانة وعلمه بفشل العلاقة مستقبلا! ومن تلك القصتين نرى التشجيع لضرب القيم وعدم احترام حرمة البيت وتشجيع “العين الوصخة” وهذه الأمور دخيلة على مجتمعنا ولكن أن يحاول البعض تصويرها تحت شعار الحب والبراءة لكسب التعاطف فهذا مرفوض فمتابعين المسلسلات من جميع الأعمار ويجب عدم تشجيعهم على هذه الأمور والأفكار الخاطئة وبدلا منها يجب إحياء العادات والتقاليد وقيم مجتمعنا التي أصبحنا نفقدها ونشتاق لها في هذا الزمن.
حكمة..من خان أي أمانة حصد الهلاك مع الخراب فــ الله يمتحن العباد والخائنون لهم حساب أما الأمين فهو دوما يفضله الصحاب.
رسايل…
١- ” من من ضيَّع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة” الامام علي عليه السلام.
٢- كن للامانة راعياً ، لا للخيانة تستكين.
٣-ليس هناك وسادة ناعمة في هذا العالم مثل الضمير النقي.
٤- إذا إمتلأت كفٌ اللئيمِ من الغنى تمايل إعجاباً وقال أنا أنا…لكن كريم الأصل كالغصن كلما تحمَّل أثماراً تواضع وإنحنى.
مقاله رائعه بمعنى الكلمة