شِعرٌ و شوك … بقلم خولة سليقة
شِعرٌ و شوك
…………………….
قصائدهُ الفاشلة تخرمش سمعها، طاووس منفوش هو، لا. بل هو مخلوق لا يعرف الصمت. من يخبره أن
الليل قد هبط، أنّ معدتها الفارغة تطحن صبرها طحناَ؟
تمخر نظراتها البعيد شاردة فتلتقي عيناها عينين فاتحتين، لا تعرف إلى من تنتميان بالضبط لكن صاحبهما
يبدو متابعاً لها. خجَلاً ترد ابتسامته حين يهز رأسه الواثق، بابتسامة خاطفة.
فجأة يهدأ المكان، يتوقف الشعرُ السمجُ:
إلى بعض الحاضرين. إلى من يجهل حساسية الشعر. لا وقت للغراميات الجوفاء!
…………………….
شريطة العام الجديد
أجمل ما عرفته من الحياة الدمع. تشكره يحرسُ ليلاتها، يغرق وسادتها لتبحر مع ذيول الظلام بعيداً
وحدها حيث لا سؤال و لا جدل و لا مكابرة. فاجأتها الطبيبة بعد أن أغلقت مظروفاً بين أصابع كفيها
يتقلقل، لتتناول شريطة بلون ورديّ ثنتها بطريقة دائرية ممتدة الطرفين، تعرفها جيداً سبق لها أن رأتها
الآونة الأخيرة كثيراً. سألت بابتسامة: أتتابعين الحملات التي تحمل هذا الشعار؟
اهتزّ الحبل الممتد من أعلى عنقها حتى آخر فقرة في ظهرها. عصرت ثدييها بمرارة ثم تمتمت شيئاً غير
منظم بينما عقلها يسبح في لحظة تعارفهما على موقف الباص، خطبتهما المجنونة، زواجهما الهزيل،
حياتهما الفارغة من كل لون المشقة، ضيق ذات اليد، الصراخ الشتائم و آخرها الضرب.
نعم امتدت يده إلى شعرها، شعرها الذي نظم فيه القصائد سحبها منه خارج الغرفة.
ربي ما أكرمك!
– ستشفين عزيزتي. في مثل حالتك الأمل كبير جداً
– ربي ما أكرمك! ربي ما أكرمك!
– تسمعينني؟ تماسكي أرجوك.
– و يخنقها صديقها الدمع أكثر.
خولة سامي سليقة