صلاح العثمان لـ” صوت الخليج ” عطوري وبخوري شرق اوربية عصير ماء الزهور
حاورته : رباب عبيد
” البخور ” عالم من الروائح الزكية والعطرة , امتازت علاقة الانسان بالبخور منذ القدم ومع وجود الحضارات القديمة مثل الحضارة الهندية والصينية وكانت بعد الخلطات السرية تكون من صنع اهل المعابد , والبخور على نوعان بخور رائحته نفاذة وتكون خلطة وبعضها فقط عود , وعرف شعب الخليج العربي بعشقهم للبخور وصنعه وشراءه وبيعه عن طريق التجارة بين الخليج ودول شرق آسيا .
عود البخور
مادة عطرية أشتهر استخدامها في الكويت والخليج العربي والدول العربية , وموطنها الاصلي من شرق آسيا من الهند وبنغلاديش وماليزيا وأندونيسيا والفلبين ولاوس وفيتنام وكذلك غينيا بيساو, واصلها من أشجار خاصة تنبت في المناطق المرتفعة من هذه البلاد.
البخور في بلاد العرب
كان للتجارة دورا كبيرا في ادخال البخور وصناعته الى الجزيرة العربية , واستخدم البخور في العديد من المناسبات الاجتماعية كالأعياد والأعراس , الذي كان يوزن بأوقية الذهب كما تنوعت انواع البخور فمنه البخور الذي يبخر به الخيم وتبقى رائحته لعدة اشهر طويلة واستخدم البخور لتبخير الكعبة الشريفة ايام الجاهلية والآلهة , وذلك لجلب الخير ويطوف الكاهن حول الكعبة لحلول البركة وطرد الشياطين والى الآن مازال تبخير الكعبة الشريفة وكسائها من الداخل والخارج مستمر في مواسم عدة .
واعتاد اهل الجزيرة العربية على شراء البخور واستخدامه , وإنشاء مصانع خاصة له وشرائه من الباعة , وكحال دول الخليج دخل البخور الى الكويت عن طريق التجارة , وترجع صناعته وتتبيلته العطرية الى ذوي الاختصاص من الدول الآسيوية كالهند والصين وأصبح ضرورة في كل المناسبات , ومنها الحياة اليومية تبخير المنزل , اذ انه يعد من العادات التراثية للكويتيين , بل يتنافس النساء والرجال على شراء الاجود وبأسعار تبدأ من مئات الدنانير للتولة الواحدة . .
دخان البخور والمشعوذين
استخدم المشعوذين البخور لأنه اساس من اساسيات عملهم , حيث يقومون بإشعال كمية كبيرة من البخور داخل مكان صغير ومغلق ليحبس الدخان فيه، ويقوم المشعوذون بترديد بعض الكلمات التي تجعل الضحية تقتنع بأشياء ليس لها وجود، وكل ذلك يحدث بفعل دخان البخور الكثيف الذي يكون في بعض الأحيان بألوان متعددة , على حد تقارير عدة في هذا الجانب .
أما عن مهنة بائع البخور فهي مهنة يقوم بها صاحبها، حيث يقوم بتصنيع البخور ووضعه في مبخرة ويتجول بها ليقوم بتبخير المحلات والمنازل، وهي مهنة مرهقة وغير مستحبة لأنها كانت تعتبر مهنة التسول , أما في وقتنا هذا فقد أصبح بائع البخور اليومي يجلس داخل محله الأنيق المكيف ليقدم أفخر وأجود أنواع العود الملكية التي تتميز برائحة طيبة نفاذة، وسعرها من 200 د.ك وما فوق ، وتكون نسبة المسك فيها عالية ومركزة وتستخدم في تبخير الشماغ والجلباب، كما أن هناك أنواعا من البخور تستخدم في تبخير السيارة , وأصبح البخور يستخدم في افتتاح المناسبات الخاصة بالدولة لرائحته الطيبة التى تبهج كل من يشمها .
العطور حضارة قديمة
كانت بداية العطور عن طريق حرق الاعشاب العطرية بالنار وأول من استخدم اساليب صناعة العطور واستحدثها الفراعنة حيث كانوا يعصرون الزهور ويضعونها بأواني فخارية , لتعتق رائحتها وكان استخدام العطور للكهنة والملوك فقط .
واليوم تعد العطور الفرنسية اجمل وازكى العطور وأفخمها وأغلاها ثمنا , وتستخدم العطور في كريمات التجميل , وبدأ التصنيع للعطور منزليا من قبل النساء والرجال الذين يمتازون ويتقنون الصنعة …
ومن احدى الطرق استخدام اعواد البخور وخلطها بمواد عطرية أخرى
ودهن العود وهو أشهرها, إضافة إلى عرق الصندل، وعرق الزعفران، وعرق العنبر، وعرق المسك، وعرق الحنة، والياسمين.
تصنع بعض النساء أنواع خاصة من عجينة تخلط بها العود والمسك والعنبر ودهن الورد ثم تجفف لتوضع في خزائن الملابس لتنتقل رائحتها الجميلة للملابس وقد تباع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي .
البخور الجيد
وللبخور الجيد مواصفات منها انه يميل لون دخانه إلي الأزرق ,ويمتاز البخور الجيد يتميز بكثرة فقاعات الدهن عند احتراقه والبخور الجيد لايؤذي أو يدمع العيون عند استنشاقه ، فإذا ادمعت العيون فان البخور ردىء ,البخور الجيد يتميز بكثرة وجود عروق لونها يميل إلي اللون البني الغامق أو الأسود.
دكان طيب الكويت للبخور والعطور
وحول البخور وصناعته تجولنا في سوق المباركية ودخلنا الى دكان شركة طيب الكويت للبخور والعطورات الشرقية وجالت عدستنا بالدكان لنلتقط بعض من لوحات التراث القديم والبخور المستورد من شرق آسيا وغيره , وقال لنا صاحب الدكان أ. صلاح العثمان , احد ابناء النوخذة يوسف بن عثمان خلال اللقاء .. بعد ان سألناه :
متى تعرفت لمهنة تصنيع العطور والبخور وبيعها ؟
المهنة قديمة بدأت من التجارة في الماضي , ونحن ابناء النوخذة يوسف العثمان حيث كان اباءنا واجدادنا يتاجرون ويسافرون وكان جلب البخور من الهند والصين وغيرها ” تجارة” , ومنها بدأ إدخالها الى اسواق الكويت .
كيف تختار الانواع الجيدة من البخور ؟
يعتمد على اللون فالجيد يميل الى البني والأسود , والطيب الجيد رائحته تثبت على الجلد .
بكم تبيع تولة البخور ؟
تقريبا الاسعار من 250 دينار فما فوق للتولة الواحدة , وهناك بخور من اماكن بعيدة اسافر لإحضارها.
هل من السهل تصنيع العطور؟
المهنة ليست سهلة لكن تعتمد على الذوق والمهارة باختيار انواع عدة من العطورات ودمجها وتصنيعها وتتبيلها .
هل صحيح ان العطور المميزة تقاس ببقاء رائحتها لأطول مدة؟
نعم هناك عطور تبقى لمدة طويلة , ولكن لا تقاس جودة العطر فقط بهذا هناك عدة عوامل اخرى منها مدى تحمل الجلد لها لذلك لا نختار العطورات فقط لقوة الرائحة . .
انتم شركة طيب الكويت … تدمجون العطور الاجنبية بالبخور والمسك وغيره ؟
بالفعل ندمج اكثر من عطر فرنسي ايطالية مع العطور الشرقية , وممكن ان نصنع عطور بإضافة مواد مثل ماء الورد والزعفران .
اخبرتنى انك تصنع العطور من ماء الورود والازهار ؟
هناك مجموعة من العطور اصنعها بطريقة تنقيع الزهور داخل اناء فخاري , وهناك زهور اجلبها من بلاد بعيدة مثل البرازيل والأرجنتين , ولي رحلات الى اوروبا ايضا .
تتنوع العطور عندك وديكور الدكان يميل الى التراث الكويتي القديم والانطباع كلاسيكي … هل يؤثر هذا على الزبائن الوافدين اليك ؟
لابد ان جو الدكان له تأثير فمثلا هذه الكرسي عمرها 90 سنة وهذا الصندوق ايضا, والثريا المعلقة من 70 سنة , والدكان مليء بالأثريات من القرن الماضي والزبائن ” يستأنسون” بالدخول الى الدكان وترين المبخر الكبير خارج الدكان له رونق خاص .
هل هناك اقبال خليجي وعربي على الشراء من طيب الكويت ؟
نعم … كثير جدا ولهم طلبات خاصة من البخور والعطورات المركبة , وهناك اقبال من وافدين اجانب من دول اوروبا والأمريكتين ايضا.
من اين تشتري الاشياء النادرة التي تضعها في الدكان مثل الصناديق والكراسي ؟
اذهب الى مزادات اثرية واشتري منها هذه الاشياء واغلبها مر عليها مئة سنة وأكثر ومهتم بجمع الرموز التي تدل على تراث الكويت القديم, من اثاث وغيره .
هل مهنة تصنيع العطور والبخور مهنة عائلية ؟
انا فقط من اهتممت بهذا الجانب من العائلة لوحدي , وتعتبر هواية ومتمرس ومستمر بها ان شاء الله .
شاركت في معارض داخل الكويت ؟
شاركت بمعرض الكويت للعطور في ارض المعارض بمشرف .
كلمة أخيرة
اشكر لكم هذا اللقاء وتحية لمجلتكم وكل عام وانتم بخير بحلول الشهر الفضيل .
