طهران :مصر دولة ذات حضارة وتاريخ عريق وبإمكانها أن تؤدي دورا فاعلا في العالم الإسلامي
صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» بأن هنالك مواقف مشتركة بين القاهرة وطهران، في بعض القضايا الإقليمية والعالمية، إلا أن هنالك الكثير من القضايا، ومنها الثنائية، غير محلولة حيث ينبغي تسويتها حتى يمكن التحدث عن تقارب في العلاقات.
وقال «قاسمي» إن مصر دولة ذات حضارة وتاريخ عريق وبإمكانها أن تؤدي دورا فاعلا في العالم الإسلامي، مضيفا: «نحن نرغب على الدوام في علاقات في وضع أفضل مع الحكومة والشعب المصري».
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن هذا الاستعداد مازال قائما، معربا عن أمله في أن يتحقق هذا الأمر يوما ويتم استثمار طاقات وإمكانيات البلدين المهمين في العالم الإسلامي، في الساحات الإقليمية والعالم الإسلامي.
جاء ذلك فيما يستمر الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، أكبر قوتين في الشرق الأوسط حول الملفات الإقليمية، وكان أبرز هذا الخلاف الذي تفجر مع إعلان الرياض استيائها من تصويت القاهرة أخيرا في «مجلس الأمن» إلى جانب مشروع القرار الروسي، ووقف شركة «أرامكو» السعودية لإمدادات البترول إلى مصر خلال الشهريين الماضيين، وهذا الخلاف استغلته إيران في إعادة فتح العلاقات من جديد مع القاهرة، التي تأثرت كثيرا بهذه الأزمة من الناحيتين الاقتصادية والسياسية بالداخل والخارج.
ورفعت إيران، الستار عن استعدادها لإقامة علاقات قوية من النظام الحاكم بشكل رسمي، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده على استعداد لإقامة علاقات مع مصر عن طريق تسوية الخلافات حول بعض القضايا.
ووجه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مزيدا من الانتقاد للمملكة العربية السعودية بسبب تكثيف تحركاتها ضد إيران في «منظمة التعاون الإسلامي» في الأسابيع الأخيرة، قائلا: «إن مثل هذه التحركات المعادية مستمدة من المشاكل الداخلية والخارجية للنظام في الرياض».
وضاف: «لدينا علاقات جيدة مع الدول العربية والإقليمية، ويقولون لنا إنهم تحت ضغط عنيف من المملكة العربية السعودية لتبني مواقف معادية لإيران، منوها أن بلد مثل السعودية ليس من المتوقع أن تعتمد نهجا عقلانيا في الوقت الحاضر، وهي مؤسسة ومصدر للإرهاب، كما أنها غارقة في الأزمات وفشلت في تحقيق أي شيء في حربها في اليمن»، على حد قوله.
وتمر العلاقة بين نظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» والسعودية في الفترة الأخيرة بعدة تقلبات، بسبب اختلاف الأجندة المصرية عن الخليجية في سوريا واليمن وكذلك فيما يتعلق بالعراق، ولهذا الاختلاف زاد الحديث عن تحرك مصر وإيران نحو تعزيز العلاقات بينهما وزيادة التقارب فيما يخص بعض الملفات، لكن المتابع للشأن الخليجي يجد من الصعوبة بمكان أن تتحول القاهرة في يوم وليلة إلى الحلف الآخر متحملة أعباء ومخاطر معادة دول الخليج في حال تقربها من إيران.
وتعاني العلاقات المصرية الخليجية، والمصرية السعودية على وجه الخصوص أزمة منذ أكثر من عام، وتحديدا بعد اعتلاء الملك «سلمان بن عبدالعزيز» عرش المملكة، رغم نفي القاهرة والرياض ذلك، وتأكيداتهما الدبلوماسية أن التوافق والتفاهم هو سيد الموقف بين البلدين.
لكن الأمور لا تبدو كذلك، بسبب الأزمات الإقليمية واختلاف مواقف الرياض والقاهرة حيالها، من ذلك الوضع في سوريا واليمن وليبيا والوضع الداخلي المصري المتعلق بجماعة «الإخوان المسلمين».
وتجسدت هذه الاختلافات في أشكال سياسية ودبلوماسية من قبل، مثل عدم رضا السعودية بالكامل عن مقترح مصر بتشكيل «القوة العربية المشتركة»، خشية أن تسحب القاهرة البساط تماما من تحت الرياض.
كما أثار تصويت مصر، لصالح مشروع القرار الروسي في «مجلس الأمن الدولي» بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا، موجة انتقادات من المملكة العربية السعودية، حيث وصف المندوب السعودي لدى «الأمم المتحدة» تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بالمؤلم.
ويرى محللون أن حكام الخليج تخلوا عن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» الذي لم ترضيهم بوصلته أو عدم تحديد بوصلته بتعبير أدق، لذلك من الطبيعي أن تتوقف مساعدات مالية أو منتجات بترولية كانت تأتي في وقت ما من الرياض للقاهرة، خصوصا في ظل حكم براجماتي يمثله الملك «سلمان».