#عيد_الام … هل يكفى يوم فى السنة ؟
يحتفل العالم في كلّ عام في يوم الأم (عيد الأم)، وظهر هذا العيد في أوائل القرن العشرين في الدول الغربية احتراماً وتكريماً للأمهات، وتوطيداً للعلاقة بين الأم التي تُعدّ نصف المجتمع مع أولادها وعائلتها، وذلك لإعطاء الأم المزيد من الحب والتقدير على ما تقدّمه من تضحيات في سبيل إسعاد أولادها، وانتقل الاحتفال بهذا اليوم للعالم العربي أجمع، وأصبح يوماً مميزاً من كلّ عام.
ويرجع أصل التسمية عندما أطلقت جمعية في الكونغرس الأمريكي هذا العيد دعماً للأمهات ، بإسم (mother,s)، وتمّ اعتماد يوم في القانون الأمريكي لدعم هذه الفكرة التي انبثقت من ابتعاد الأبناء وانفصالهم عن أمهاتهم والعائلة في سن البلوغ، وإهمال حقوقها، وتجاهل واجباتها وفعاليتها التي لا يمكن الاستغناء عنها في المجتمع، وأصبح عيداً رسمياً من ذلك الوقت حتى يومنا الحالي.
وكان الاحتفال الأوّل من نوعه من قبل فتاة تُدعى أنّا جارفيكس وتحمل الجنسية الأمريكية، وقامت بالاحتفال بذكرى والدتها وتكريمها في عام 1908م، وبدأت بنشر الحملة عن أهمية هذا اليوم لجميع الأمهات واستمرّت بهذه الدعوة حتى عام 1914، ومن هذا العام أصبحت كلّ دولة تحتفل بيوم الأم في شهر ويوم معين من العام، ويُقدم الأفراد العديد من الهدايا المميزة والرائعة للأمهات.
عربياً وعالمياً
تحتفل الدول العربية في يوم الأم في شهر مارس في أول يوم من الانقلاب الربيعي ، وهو التاريخ المُعتمد من الغالبية العظمى من الدول، وبعض الدول تعتمده في شهر نيسان أو أيار، أما بعض الدول الغربية مثل النرويج فعيد الأم فيها في شهر فبراير، والأرجنتين في الثالث من أكتوبر، وفي الولايات المتحدة يكون في الأحد الثاني من شهر مايو.
ومن مظاهر الاحتفال بعيد الأم ، اهتمام المدارس والجمعيات التي تدعم المرأة والأمومة في معظم الدول العربية، ويبتاع الناس العديد من الهدايا وبطاقات التهنئة في هذه المناسبة، وتُقدر البطاقات التي تُباع في هذا اليوم بنصف مليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، أما في الدول العربية فيتمّ الاحتفال بالأم من خلال جلب الهدايا المحببة للأم وتجمع أفراد العائلة مع بعضها البعض، وإعطاء الأم الإحساس الرائع والحب والحنان. وتُقام المعارض الفنيّة الغنيّة بإبداعات ورسومات الأطفال للأمهات، وينتقل هذا المعرض من بلدٍ لآخر كل عام، ويتم تجميع هذه الصور وعرضها في أكبر المعارض الفنية في الولايات المتحدة، وتقديم جائزة معنوية تدعم الموهبة والأم، وتمّ الأخذ بهذه الفكرة في الدول العربية واعتمدت من قبل المدارس للاحتفال بيوم الأم مع الأطفال وإلقاء الخطابات والأناشيد مع الرقصات البريئة.
عيد الأب
هو يومٌ تمّ تخصيصه لتكريم الآباء والاحتفال بهم حول العالم؛ وذلك تقديراً لهم على تفانيهم لعائلاتهم وأبنائهم، حيثُ يتم تقديم عددٍ من الهدايا لهم وبعضٍ من بطاقات التّهنئة تُكتب فيها تحيات متنوّعة وعبارات قيّمة، بداية اشتهر يوم الأب في الدّول الغربيّة، ولكلّ دولةٍ لها احتفال وطابعٍ خاصّ يميّزها، وبعض من الدّول يربطون هذا اليوم بالدّين وهم الفئة الكاثوليكيّة، حيثُ ربطوا بين عيد الأب وعيد القديس يوسف.
تاريخ عيد الأب
أمّا عيد الأب في الدّول العربيّة والإسلاميّة ما زال دخيلاً جديداً، وتحتفل به أقليّة، والبعض الآخر تبنّوا الفكرة لتخصيص يوم لعيد الأب. تاريخ عيد الأب يختلف تاريخ الاحتفال بيوم الأب حول العالم، فالفئة الكاثوليكيّة تحتفل به في التّاسع عشر من مارس، أمّا في الولايات المتّحدة فيتم الاحتفال بهذا العيد في ثالث أسبوعٍ من شهر يونيو يوم الأحد، أمّا أستراليا فحدّدت يوم الاحتفال هو الأسبوع الأول من شهر سبتمبر يوم الأحد، وفي البلاد العربية فيتم الاحتفال به في أيامٍ مختلفة، فلبنان تحتفل بعيد الأب في الواحد والعشرين من شهر حزيران، وبلدان أخرى كتركيّا والباكستان تحتفل بعيد الأب في التّاسع عشر من شهر حزيران، لم يتم الإجماع على تخصيص يومٍ موّحد لعيد الأب لا في الدّول العربيّة ولا الغربيّة وكل دولةٍ تنفرد بتاريخٍ خاصٍ بها.
أصول عيد الأب
تكثرُ الأقاويل حول منشأ هذا اليوم، ويُقال إنّ له أصولاً قديمة أكثر من أربعمئة عام ترتبط بالكاثولوكيين، ويُقال إنّ له أصولاً بابليّة مرتبطة بشابٍ كتب تهنئة وشكراً وعبارات تقدير لأبيه على لوحٍ تمّ صنعه من الطّين، وقدّمه له كهدية، وكانت أول هدية تُقدم للأب ويُدعى (الميسو) وهو شاب كلداني، وفي روايةٍ أخرى يُقال إنّ (سونورا لويس سمارت) فتاة أحبّت أنّ تُكرّم والدها وتهنّئه بعد أن سمعت مواعظ تمّ إلقاؤها بعيد الأمّ، فتذكّرت والدتها المتوفيّة وجهود أبيها اتجاه عائلته، فكان قد ربّى أطفاله الصّغار السّتة، ونظراً لتفاني الأب مع عائلته وتعزيزاً لتكريم (سونورا) لأبيها تمّ تحديد اليوم التّاسع عشر من يونيو يوماً رسميّاً لمدينة سبوكان، وقد تمّ فيما بعد تحديد هذا اليوم عطلةً رسميةً في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بأكملها، وتمّ تناقل هذه العادة بين البلدان الأخرى. لا تقتصر الفكرة فقط في تحديد يوم للأب على تهنئة آبائنا وإلقاء التّحية عليهم فالأب هو عطاءٌ لا ينفد، وحنانٌ دائم رغم قسوة الأيّام وصعوبتها، فكم من الآباء أناروا طريق أبنائهم، ووضعوا حكمتهم وخبرتهم بين أيديهم ليستمدوا منها ما يفيدهم في كل ما يواجههم من عثرات الحياة.