قعر الهاوية …بقلم د.شيماء أشكناني

” الهاوية هو السقوط الى أعمق درجة وأسفل أدراك الحضيض منكسا الرأس ، حيث يطرح منكوسا… رأسة للأعلى ورجلاه للأسفل “.

إن إستيعاب واقع الحروب وعدم آدميتها كواقع وليس كشيء مفروض ، حيث لاتحمل الحروب في أحشائها سوى الألم والموت والمعاناة للأنفس البشرية ، يعتبر السلاح الأشد فتكا في الحروب هو تدمير التوازن النفسي على الأخص الأطفال وضعهم على خط النار والقضاء على حياتهم وتجريدها من براءة الطفولة وإنسانيتها يجعلهم يصابون بأمراض ومشاكل ترافقهم مدى حياتهم .
“وهكذا الحروب دائما يصنعها الكبار ويقع ضحية لها الصغار “.
من الضروري تأمين الوسائل المناسبة لإحتواء ردة فعل الصدمات على الأطفال من جانب الأهل والمجتمع والمؤسسات المختصة ،إن للحرب آثارها المباشرة المعروفة كما أن لها آثارا غير مباشرة ، لايستطيع الأطفال إستيعاب هذة المجازر البشرية أنها ممكن أن تحدث بين بني البشر وواجب الجهات المعنية والمختصين النفسيين هو توعية الأطفال والإهتمام بتوازنهم النفسي .
ردود فعل الطفل أزاء هذا النوع من الصدمات :-

1- ردة فعل أولية : مرحلة التخدير الحسي – مرحلة إستيعاب الحدث – مرحلة الهستيريا من الصراخ والبكاء.

2- ردة فعل متوسطة الأمد : مرحلة التفكير والقلق والإضظرابات – مرحلة الشعور بعدم الإطمئنان – مرحلة الإنتكاسة النفسية والجسدية .

3- ردة فعل طويلة الأمد : مرحلة مقدرة الإنسان على التكيف مع الأحداث.
إن للأطفال قدرة ومرونة على الرجوع الى الحياة الطبيعية من جديد ، فبمجرد توفير البيئة الصحية والحماية الكافية لهم يمكن ان ينجحوا ويتعافوا من بداية صعبة في حياتهم ، عن طريق خلق بيئة صحيحة تعطي فرصا للأطفال للنهوض والتعافي لما أصبحوا فيه من جراء الحرب من خلال بناء مرونة الطفل من جديد والارشاد الكافي الذي يؤهلهم للنهوض من جديد .
التركيز على الجانب الروحي أو الديني وزرع الاحساس داخل الطفل عن وجود قدرة إلهية عظيمة قادرة على نجدتة في هذا الوقت من أي شي مهما كان قويا ومروعا ، مساعدتة على تجاوز حالة العجز والخوف التي قد ترافقه بقية حياته والمساهمة في إستعادتة لثقتة بنفسة وبالعالم حوله وعدم فقدان الأمل بالله سبحانة وتعالى هو أرحم الراحمين.

باحثة فى علم تنظيم المجتمع

عمران_تحت_الركام
#قعر الهاوية