“قمة الرياض ومحاربة الفكر المتشدد” … بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
يترقب العالم حالياً جولة التسامح والأديان الثلاثه التى يقوم بها الرئيس الامريكى دونالد ترامب والوفد المرافق له إلى وجهات تمثل مراكز للديانات السماوية الثلاث (السعودية وإسرائيل والفاتيكان) بهدف بحث سبل التعاون المشترك لتعزيز روابط الشراكة السلمية والإقتصادية والعسكرية والثقافية والذى سينعكس على الأمن والسلام الدولى ليس فى الشرق الأوسط فحسب ولكن فى العالم أجمع .
وما يعنينا بالطبع فى المقام الأول هو بداية هذه الجولات والقمة التى تجمع نخبة من قادة الدول العربية والاسلامية مع الرئيس الامريكى دونالد ترامب والمنعقده حاليا فى الرياض والتى دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الأمريكية بالعالم العربى والإسلامى لإيجاد رؤية موحدة لمواجهة التحديات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط وخاصة من التنظيمات الإرهابية ودعاة الفكر المتشدد وبعض الأنظمة الداعمة لهم بهدف إثارة الفوضى وإستمرار حالة الإنقسام فى البلدان العربية المكروبة بفوضى الخراب العربى وذلك لأسباب سياسية تتستربالمذهبية والطائفية ! .
وإذا نظرنا إلى الواقع وما نعيشه من مآسى نجد أن هذه القمة فرصة حقيقية لإثبات جدية الرئيس الأمريكى الجديد فى حربه على الإرهاب والأنظمة الداعمة له وذلك بمساعدة الدول العربية والاسلامية ، لأن الخطر يهدد الجميع ولا يستثنى أحد ويحتاج لتضافر الجهود حتى نصل إلى بر الأمان ….. ولكن لنكن صادقين مع أنفسنا ومع واقعنا التعليمى والثقافى والمجتمعى والذى يغلب عليه عدم التجديد والتطوير والإلتفاف على الأزمات بدلا من الإشتباك المباشر مع المشاكل ووضع حلول جذرية لها .
صحيح أن العنف لا يقابل إلا بالعنف ونرحب بأى تحرك عسكرى ضد من يروع الآمنين وضد من يقف خلفهم من بعض الأنظمة التى لا تراعى حسن الجوار وسيادة دول المنطقة العربية وخاصة ما يقوم به النظام الإيرانى المستفز وتدخلاته السافرة فى شئوننا الداخلية المحلية العربية وخاصة فى العراق واليمن والبحرين وسوريا ولبنان بإستثارة العصبية المذهبية لتأليب الشعوب على حكامهم وها نحن نرى ما آلت إليه الأمور فى العراق والذى يقف النظام الإيرانى حجر عثرة أمام توحد العراق حكومة وشعبا لخدمة هذا البلد المبتلى دائماً بحكامه ! ..
ومع ذلك أكررأن الحرب لا ينبغى أن تكون فقط عسكرية ولكن يجب أن تبدأ بقنوات الفتنة الطائفية والتى إنتشرت لتغرس فى نفوس شبابنا ثقافة الموت والدمار وعليه يجب مراقبة الخطاب الدينى وهذا دور وزارة الأوقاف وضرورة تثقيف وتأهيل الدعاة من خلال مراكز متخصصة تهتم بدراسات علم النفس والإجتماع الحديث وأن يكون الدعاة والوعاظ جزء من الحاضر والمستقبل لا جزء من الماضى وصراعات القرون الوسطى التى لاتنتهى Endless Battles …ولذلك نرحب بفكرة الرئيس الأمريكى وبالتعاون مع المسئولين فى المملكة العربية السعودية بإنشاء مركز لمكافحة التطرف والتشدد الدينى وأيضا بإجراء الرئيس الأمريكى حوارا مع الشباب السعودى عبر موقع تويتر وهى سياسة نتمنى أن تنتشر فى باقى البلدان العربية والاسلامية بهدف إثراء الحوار الحضارى بين أتباع الديانات المختلفة ولطمأنة المتشككين أن الحل الأفضل هو الحوار المفتوح لا الإستماع إلى الشعارات الجوفاء وتضخيم الخلافات البسيطة وتوسيع الهوة بين الشرق والغرب وهذا ليس فى مصلحة الجميع وخاصة نحن الشعوب العربية والاسلامية لأننا تخلفنا كثيرا بسبب حوار الصم ومخاصمة الحداثة والتحديث والتى لا تتعارض طبعا مع أى دين بالعكس الأديان تدعوا إلى التفاعل الحقيقى مع الواقع المعيشى الذى يتطور وهو من سنن الله التى لا مبدل لها ، نرحب بهذه القمة تحت شعار التسامح والأديان الثلاثه ونرحب بأى قمم أخرى تهدف لتوحيد القادة المحبين للأمن والسلام الدولى والداعمين للإستقرار ودفع وتعزيز العلاقات والروابط المشتركة ونرحب بسياسة العصا والجزرة مع من تسول له نفسه العبث بإستقرار الشعوب ووحدة الجنس البشرى تحت مظلة الإنسانية بلا أى تفرقة من أى نوع ، وأنا أرى حقيقة أن هذه القمة فرصة حقيقية لنطرق على الحديد وهو ساخن ونتمنى أن تخرج بقرارات ونتائج إيجابية لوضع حد لهذه الفتن وهذا الخبل والإجرام الذى لا يفرق بين كبير وصغير ….. كل التحية والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على هذه القمة التى جاءت فى وقتها والتى نأمل أن تحقق الأهداف التى تم إنعقاد القمة من أجلها .. والله ولى التوفيق