كذبة الاهتمام بالشباب … بقلم عبدالعزيز خريبط
ينقصنا في هذا البلد فقط قليل من السوالف والحوارات والفضفضة فلا توجد ديوانيات ولا منتديات ولا مواقع للتواصل الاجتماعي وحسابات تقوم بعملها وأكثر لصالح السياسيين وأصحاب المصالح من تغيير حتى قناعات المسؤولين والتراجع في القوانين المنشورة في الصحيفة الرسمية بما لا يتعدى أقل من أشهر من صدورها وتطبيقها،
كان ينقصنا فقط أن نسمع وأن نتحاور ونقضيها سوالف إلى أن يفض الحضور بالتراضي وبعد «فشة الخلق» وكل واحد يطلع الي في قلبه وينتهي الموضوع، وهذه هي جلسة الحوار.
وأهم شيء توثيق الحوار بالصور ومقاطع الفيديو للمشاركة بعد ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي ولتوصيل رسالة مفادها أن ثلة من الشباب يتكلم ويعرف يسولف والحصيلة لا انجاز ولا عمل فقط تخفيف نبرة غضب الشارع في هذه الأمور من تصريحات وجلسات حوار واستفتاء حول سلم الأولويات.
• خلهم يسولفون ما هي المشكلة؟ هذا وزير يسمع ويقط قطات ونكت مثل وجه، وهذا نائب لا يعرف كيف يستخدم الوسائل المشروعة في المراقبة والتشريع والآخر متنفذ يسيطر على الأول والثاني وحضور لشباب من مختلف المستويات والثقافات، وفي النهاية ماذا يحصل عندما يتكلم مجموعة من الشباب عن طموحاتهم ومطالبهم وآمالهم في وطن يحاولون العيش فيه رغم العثرات والعواصف والارتدادات واليأس، لا شيء، لا شيء يتغير، فالشباب هنا يمثل ظاهرة صوتية.
• الاصلاحات مكلفة وفاتورة ذات ثمن باهظ، فاذا كانت هناك جدية لن نرى بعض هؤلاء الوزراء والنواب على مناصبهم وكراسيهم مرة أخرى، فلم يتغير الحال منذ سنوات ولم يشعر أحد بأن هذا هو الوطن هو نفسه الذي عاش فيه الأب والأجداد وأتاح الفرص الكبيرة للعمل والعطاء، وكأن الحال وقف على مرحلة واحدة ومستوى مقيد بالأغلال لا تقدم ولا تطور فيه سوى أحلام وطموحات وآمال حبيسة الأدراج ودموع العين، وحركة بطيئة لعجلة المباني والجسور والطرقات والحسرة على أوقات مضت وفرص لم ولن تعوض.
• استقطاب الشباب للأحداث السياسية من الايجابيات التي ينبغي عدم اتساع نطاقها في هذا الوقت الدقيق، بالمحاذاة لطاقاتهم ومطالبهم الكبيرة والكثيرة، فطبيعة الشباب مختلفة فهم لا يريدون فقط حوارات ووعود ومراحل لتأجيل ووضع المبررات بقدر ما يريدون الاصلاحات الملموسة في حياتهم ومعيشتهم والتي تتمثل في اعطائهم فرصة في المجتمع ليكونوا أفرادا مشاركين في القرار وعملية البناء لا تحيدهم في زاوية ضيقة وأسرهم باسم عناوين ضائعة النتيجة كالاهتمام بالشباب وتلبية رغباته في الحوار والملتقيات والندوات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي هي للبعض دون الآخر وكل ما سبق بالاسم فقط الاهتمام بالشباب وهي الكذبة التي يريد البعض نشرها في هذا المجلس، فمن المفترض أن تكون هناك جلسة لتوفير فرص العمل، وليس للحوارات والكلام الفاضي الذي يعرفه الجميع مسبقا دون الحاجة للفضفضة الرتيبة والمملة لسوء الحال والأحوال.