أهم الأخبارالأسبوعية
«كورونا» حربُ على السياسات المغايرة …بقلم رباب عبيد
ليس هناك ما يستدعي القلق.. هكذا هي رسائل الأمل من الكثيرين وعند الكثيرين في العالم، عكس ما يثيره الإعلام الدولي والعالمي ومنظمة الصحة العالمية.. من مخاوف وهلع، بأن الفيروس عدوٍ مجهول متمحور من سلالة الفيروسات المتعاقبة على البشر، فالكثير يموتون والكثيرون متفائلون، والمشكلة من أن العالم لا يعرف إلى الآن سوى أبجديات التعامل مع المصاب بالفيروس الجديد، من القيام بإسعافه إلى مستشفيات تنقصها الخبرات البشرية أو الأدوية الاستشفائية في دول العالم الثالث والمتطورة، أو تركه يموت تحت رحمة السماء.
هذا هو “كوفيد 19” وفي زمن الحبً، والبغض السياسي والحروب الاقتصادية على العملة والبناء والنفط والماء، وبين فلسفة الرأسمالية السياسية والفلسفة الشيوعية، أصبح مصيرُ كل الشعوب في العالم واحد تحت رحمة “كورونا ” فيروس، فإما الشفاء عبر الأمصال الجديدة وقد تتكرر الإصابة (هكذا يقولون) أو الموّت الزؤام للملايين.. كما كان قبل 100 عام مرّ على (الإنفلونزا الأسبانية) حيث حصدت 75 ألف ضحية حول العالم آنذاك.
لقد كشفت هذه الأزمة الجائحة لكل الشعوب العالم على امتداده، أن السياسات المغايرة في بوتقة المنظومة العالمية أضعف الأنظمة العالمية وقدراتها.. وأصبحت الصراعات الدولية التي كانت بشكل أو بأخر ستغيّر وجه الديمغرافيا والجغرافيا في الشرق الأوسط عبر الأسلحة والجيوش وفق مخططات الأمن القومي للدول الأقطاب في العالم.. بعيدة جداً عن الواقع الذي يجهله عامة البشر، لقد مارست الأقطاب الكبرى لعبة خلط الأوراق السياسية في سبيل المحافظة على اقتصاد دولها، وهكذا كانت تمرر مشاريعها عبر (الصفقات بين الدول المغايرة في سياساتها وتحالفاتها).
إلا أن ما خلفتّه الحروب في المنطقة بعد ما يسمى بالربيع العربي من كثافة بشرية مهاجرة ودمار اقتصادي، لم يكن كافياً لتحقيق الأمن القومي المرجو لرفع الاقتصاد للدول الأقطاب اللاعبين القدامى في المنطقة، ونظراً للخطط الإستراتيجية التي توثق وتعتمد لعقود وعقود فأول الحصاد يكونون البشر، ليعاد الرسم الديمغرافي لتركيبة المجتمعات من جديد.
وحتى نصل إلى الفصل المرتقب من انتهاء أزمة “الجائحة” هن أربع بأربع.. الدولار مقابل الين.. من خلال شركات الأمصال المضادة وجهورية كل ما يتعلق بالأدوات والعلاجات للفيروس الجديد، وستصدر بشكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقابلها الشركات الطبية الصينية والروسية والإيرانية – والثانية أما الحرب العسكرية مقابل عقود شركات الأعمار في نقاط النزاع (سورية واليمن) ضمن أوراق سياسية يتمّ الاتفاق عليها مع الحلفاء في المنطقة وقد تردي لرفع الحصار الاقتصادي عن الجمهورية الإسلامية أو بعض منه- بالمقابل من الممكن أن تشمل الصفقات إعادة شخصيات سابقة إلى الواجهة السياسية في المنطقة ارتبطت أسماؤهم بحكام سابقين كانوا آبائهم أو أجدادهم في سدة الحكم، أو الإصرار على الانسحاب من تحالفات بين أنظمة اقليمية غيرت المعادلات في موازنة الفوضى الخلاقة في المنطقة، أو الاتفاق على موارد الماء في الشرق الأوسط مقابل السلام أو الحرب مع إسرائيل.
فالسياسات المغايرة لا تعرف حدود العقل ولا الأرض ولا أعمار البشر وإن كانت مكتوبة الآجال.. فكما أن هناك أدوات في عملية التخطيط ومنها التفكير خارج الصندوق، فقد يستعان بالتجارب السابقة حين الضرورة للوصول إلى الأهداف المرسومة مسبقاً، فالجائحة قد تفرز اللاعبين الجدد على الساحة السياسية بعد الانتصار في الحرب الاقتصادية قصيرة المدى (كورونا حرب على السياسات المغايرة).