أهم الأخباركتاب

لبنان ..بورصة الرئاسة أم الاعمار ؟!… بقلم : رباب عبيد 

لبنان ..بورصة الرئاسة أم الاعمار ؟!

 

بقلم : رباب عبيد

 

تدخل الدولة اللبنانية إلى مرحلة جديدة من التحولات السياسية الداخلية والإقليمية ، يحددها جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد غدا الخميس 9 ديسمبر 2025، إذ تطرح بورصة الاسماء الرئاسية عدة شخصيات أبرزها انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي وصلت أسهمه إلى 60 صوت إلى حين كتابتي للمقال وبنسبة 80 بالمئة كما عبر عنه الوزير أشرف ريفي ، وعن الخارج يحظى شخص قائد الجيش بتوافق امريكي سعودي ، لرؤية أقل ما تعرف لشخصه و لدوره في ترسيم الحدود البحرية وقدرته على التعامل مع الثنائي الشيعي كما ترصده آراء المحللين السياسيين ..فهل تنتخب لبنان رئيسها غدا دون أحداث دراماتيكية تأتي بها الرياح العاتية من الخارج أو بارتفاع مفاجئ لموج البحر السياسي بين الفرقاء اللبنانيين في الداخل وعزوف إحدى الكتل النيابية عن الانتخاب لتطير النصاب ؟ !

 

لاشك أن من مصلحة لبنان غدا بالتوافق الوطني على رئيس مجدد إصلاحي ضامن وحافظ لهوية لبنان العربي متعدد الطوائف يستطيع التفاوض على الوجود اللبناني مساحة وكيانا سياسيا واعدا ، له القدرة إلى العودة بلبنان إلى الحاضنة العربية فبين بورصة الرئاسة وبورصة الاعمار انتخاب شخص توافقي متمكن له القدرة على إعادة لبنان إلى جادة الاستقلال و مرتكزاته الإقليمية .

 

و تحسبا لانتشال لبنان من ذوبانه في مستنقع التغيرات الإقليمية الجديدة أقله ..كطائرة ركاب أضاعتها تجاذبات مثلث برمودا الكهرومغناطيسية فالتهمها المثلث عن شاشات الرادار الدولي .

 

نعم .. بات لبنان على صفيح ساخن بكل ما يحمله الشارع اللبناني من تجاذبات سياسية بين القوميين والإسلاميين والليبراليين وغيرهم من الفرقاء وبين التدخلات الخليجية والعربية والرغبة في النهوض بلبنان من جديد وفق سياسة العالم الجديد ، تبلور المشهد بين الزيارات اللبنانية إلى سوريا و التصريحات للقيادة السورية الجديدة بالابتعاد عن التدخل في الشأن اللبناني و بين التوقعات باستمرار الهدنة مع اسرائيل أو خرقها في القادم من الايام ، والضغوطات الأمريكية والسعودية على الداخل اللبناني، بضرورة الانتخاب غدا.

 

ولعل .. مشهد الانتظار المرتقب لعودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى البيت الأبيض يعيدنا إلى عام 2017 والانتظار الاسرائيلي للقادم والى الحالة اللبنانية في مشهد انتخاب الرئيس اللبناني العماد ميشيل عون في 31 أكتوبر 2016، بعد 45 محاولة فاشلة للوصول للنصاب القانوني، لإنهاء 29 شهرا من الفراغ الرئاسي اللبناني .

ان وطننا لبنان يحتاج إلى توفيق الهي وإرادة وطنية تنهض به من جديد ، عبر تحقيق الموازنات التنموية على كافة مستوياتها و إقرار التوازنات السياسية بين لبنان والخارج و ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل ولبنان وسوريا وضرورة البدء بابرام اتفاقيات النفط والغاز و اصلاح القطاع المالي المصرفي وفتح باب الاستثمار على مصرعيه ، والأولوية لإعمار الجنوب اللبناني ومتابعة أحوال اللبنانيين الجنوبيين والمحافظة على وجودهم كمكون من النسيج اللبناني الذي مازال وجوده مهدد بسبب الانتهاكات الاسرائيلية التي تعدت جميع الخطوط الحمر لحقوق الإنسان والشرعة الإلهية .

 

ان القدرة الإلهية قادرة على إنقاذ لبنان ما أن أخلصت النوايا لحفظ هوية هذا البلد العربي الذي احتضن افرازات التغييرات السياسية والحركية والفكرية والعقائدية من أبناء الوطن العربي و التوازنات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والسياسات الدولية المتغيرة يستحق الاستقرار والأمن والسلم والإعمار .

نعم.. لبنان بمساحته وربوعه الجميلة ومقدراته الثرية وشعبه الواعي و الصامد و المتضامن لا يريد إضاعة هوية هذا الكيان الفاعل والمؤثر على الساحة العربية والدولية ، ويستطيع أي مهتم أن يراجع تاريخ لبنان السياسي ، ليعرف حجم الاختبارات الصعبة التي مر بها اللبنانيون للحفاظ على الهوية اللبنانية .

ان الموازنات الداخلية و التوازنات مع الخارج تفرض نفسها بشكل مصيري وما بين بورصة الرئاسة وبورصة الاعمار علينا الدعاء والصلاة لانتخاب شخص توافقي منتظر ، فهل ينجح اللبنانيون بتغليب المصلحة الوطنية على مصالحهم مع الخارج في جلسة 9 كانون الثاني ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى