لماذا تنهار البيوت…. بقلم رشا طنطاوى
ارتفعت نسب الطلاق في العالم بشكل مرعب للحد المقلق والذي لايمكن ان يحتسب ضمن الظواهر الاجتماعية العادية التي لا تستوجب الوقوف عليها وانما اصبح من الواجب الوقوف علي اسباب تلك الظاهرة التي تعادل في قوتها وحجمها حجم فيرس كورونا ووجدت ان اهم سبب يؤدي الي انهيار العلاقات ونهايتها الحتمية هو الاستهتار والاستهانة بمشاعر الاخر وعدم ادراك المشكلات ومواجهتها والعمل علي حلها قبل تفاقمها كم من بيوت جميلة ومستقرة انهارت لاسباب تافهة من اشخاص تافهين كل مشكلتهم في الحياة انهم لم يتعودوا علي مواجهة عيوبهم او نواقصهم فاغلب من يتسببون في انهيار اسرهم هم اشخاص يبدون طبيعيين ظاهريا ولكنهم يعانون في الاغلب من مرض نفسي خطير وهو الاسقاط والاسقاط هو مرض يجعل الشخص المصاب به يتخيل بل ويسقط عيوبه علي الاخرين فمثلا اذا كان شخصا بخيلا فمرضه لا يتوقف عند حد بخله وشحه بل انه يصف من امامه بالبخل والشح فيجد الذي امامه انه يعاني مع ذلك الشخص من عيبين وهو الشح والاتهام تلك الاشخاص التعامل معاهم مهلك حقيقي للنفس والاعصاب ايضا سبب تاني من اسباب دمار وانهيار الاسرة هو تراكم المشاكل الصغيرة واحدة تلو الاخري حتي تكون قنبلة موقوتة تنسف معها الحياة الزوجية نسفا لا يمكن التراجع عنه وللاسف اغلب الرجال يعانون من عدم تقدير قيمة الحدث بل ويهيئ لهم ان كل مشكلة قائمة بذاتها بل وتنتهي بمرور الحدث انما هيهات وهيهات مع اول مشكلة تتلو المشكلة الاولي يفاجئ الزوج بان زوجته متذكرة بل ومتألمة من المشكلة الاولي وهذه طبيعة المرأة هي تغفر ولكن لا تصاب بالزهايمر وتنسي هي تتجاوز ولكن لا تستطيع نسيان حجم الجرح الذي أصابها ولو تأملنا نصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال رفقا بالقوارير فهو لم يقصد رقة وعذوبة مشاعر المرأة بل اراد ان يشير بمعني مجازي ان تلك القارورة الرقيقة تختذل كل الاحداث حلوها ومرها بمرور الوقت ولا يحدث التسريب والنسيان الا اذا كسرت تلك القارورة وعندئذ عندما تكسر فلا محالة من الشقاق والطلاق لانه بالتبعية سوف ينسكب كل شيء حلو ومر ولن يتم فرز بين ما هو حسن وسئ عاشته تلك المرأة فلماذا يتزوج الرجل او المرأة إذا كانوا غير مؤهلين للمشاركة وتقاسم حياة كل منهم للاخر او لم يكن كافيا علي حياة كل واحد منا ما به من مشاكل وآمال لم تحقق بعد حتي ياتي اخر ليدمر حياة ذلك الشخص لمجرد خوض تجربة يا اصابت يا اخطئت اسال الله العظيم ان ينجينا جميعا من سيئات اعمالنا ويرزقنا التوفيق والنجاح. والي مقال اخر باذن الله