معلمات البنين … بقلم أ. #هدى_الديحانى معلمة وناشطة تربوية
اعتقد بأنه قد إتضح للجميع الآن وبعد مرور عقدين من الزمان على قرار تأنيث مدارس المرحلة الإبتدائية بأنه قرار سياسي بحت من الدرجة الأولى !
وليس له أي علاقة برؤية تربوية إستراتيجية مدروسة خضعت للتخطيط والتطوير والدراسة المتأنية والمستفيضة
.
.
عقدين من الزمان ومعلمات البنين ( وهن الجهة المنفذة لهذا القرار) يبذلن جهداً مضاعفاً مقارنةً بزميلاتهن اللاتي يتكدسن في مدارس البنات بينما تعاني مدارس البنين من نقص في الهيئتين التعليمية والإدارية دون أي إعتبار لأخذ رغبتهن بالتدريس والعمل من عدمه !! ودون أي حوافز مادية أو مكافآت توازي مايتحملن من أنصبه مرتفعه وأعباء تدريسية وإدارية
.
.
من أين أبدأ مقالي : من قلّة الدراسات التي أجريت على تأنيث المرحلة الإبتدائية وعلى تطبيق السلم التعليمي الحالي بعد إدخال الصف الخامس !
.
.
أم أبدأ من تصريح وزير التربية السابق الدكتور بدر العيسى لجريدة القبس الإلكترونية الصادرة في يوم ٢٨- أغسطس -٢٠١٦ الذي صرح فيه بأن وزارة التربية تعكف على دراسة لإلغاء تعيين المعلمات في مدارس البنين !!
.
أين هذة الدراسة ؟؟ وبماذا خرجت ؟؟
.
مقالتي هذي لاتعني رفضي لفكرة التأنيث !! ولكن هي لنقاش من منطلقات علمية وتربوية وتنظيمية إن صح التعبير والنظر في تجارب مشابهة
.
.
لو قلتم ( نعم ) بأن المعلمات أكثر حرصاً وتقيّداً بالمنهج من اخواننا المعلمين الرجال وتستخدم وسائل أكثر لإيصال المعلومة كما أنها أكثر حناناً وصبراً وتحملاً
.
.
في الجانب الآخر أنا أقول لك ( لا ) من تجربتي الميدانية
المعلم الرجل له دور الأب في التوجيه والقدوة وترسيخ القيم
المعلم الرجل له دور إيجابي أكثر على شخصيات الطلبة الذكور وسلوكياتهم وضبط الصف وسير الدرس بفعالية
.
.
المرحلة الإبتدائية مرحلة تقليد ومحاكاة ! ومحاكاة المعلم الرجل ستعلم الطلبة الرجولة في مرحلة التأسيس وستنطلق بهم نحو المراحل الأكبر بلا ليونه أو ميوعه
.
وإن كان لابد فليكن إسناد تدريس الطلبة الذكور إلى معلمات في الصفوف الأولية فقط ( أولى – ثانية – ثالثة )
وهناك تجارب مشابهة ممكن الإستفادة منها
.
.
فطلبة الصفين الرابع والخامس يجب أن يسند تدريسهم لمعلمين ذكور يملكون قدرة التعامل مع عنادهم ومشاغبتهم التي تميز سنهم
.
.
طلاب الصف الخامس أكثر إدراكاً وتحدث لهم تغيرات جسمية وعقلية وبعضهم لديه بلوغ مبكر !
وبعضهم أيضاً لايتقيد بالقوانين المدرسية وكثرة المشاجرات اليومية تشهد بذلك ( أبي راسك بالهده ) ظاهرة منتشره في مدارس البنين والإدارات المدرسية غير قادرة على ضبط الطلبة
.
طلاب الصف الخامس يتعاملون بحده مع زملاءهم الأصغر سناً
.
كل هذا يحتاج لمعلم رجل يضبط الأمور ويدفع بكفاءة العملية التعليمية في مدارس البنين
.
معلم رجل يؤمهم لتعليمهم الصلاة !
ولايوجد بينه وبينهم حرج وهو يدرسهم مادة التربية البدنية
(أعتذر إن كان في هذا تلميحات معينه قد لاتعجب البعض ولكنها حقيقة أحاول الإشارة إليها بلطف)
.
.
أضف إلى كل هذا : قانون حماية الطفل رقم ٢١/٢٠١٥ الذي أعطى المرأة الحق في الإجازات لمدة تتجاوز السنتين ثم ( ساعات التخفيف )الخاصه بالحامل والمرضع المنصوصة بالقانون ، مما ترتب عليه نقص في الكادر التعليمي والإداري
.
.
أعتذر عن الآطالة :
ولكن إيماناً بدوري تجاه وطني ولأقطع الطريق أمام من يتهمني بالسلبية أقدم توصياتي في نهاية المقال مدركه جيداً أن وزارة التربية وقطاعاتها تملك الكفاءة لمراجعة قرارتها وتنقيحها وأعادة النظر فيها بمايلزم بقيادة أبناءها المخلصين من قياديين وعاملين .
١- زيادة عدد موظفات القسم الإداري في مدارس البنين ٢- تقليل الكثافة الطلابية في الصف الواحد
٣- وضع لوائح رادعه للطلاب الذين تصدر منهم سلوكيات حادة
٤- حوافز مادية ومعنوية لمعلمات البنين وتخفيف الأعباء الإدارية عليهن
٥- العودة للسلم التعليمي 4-4-4
.
.
ختاماً إن تطبيق مثل هذة القرارات التي ترتبط بصلب العملية التعليمية يحتاج دراسات وإستعدادات وترتيبات متأنية ومستفيضة – حفظ الله الكويت وشعبها دائماً وأبداً
.
.
شكراً لمتابعتكم
ألتقيكم بوقتٍ لاحق بإذن الله
الأستاذة هدى الديحاني – معلمة وناشطة تربوية