نجم برشلونة يزور الأراضى المحتلة بعد أيام من نقل السفارة الأمريكية للقدس
فى محاولة منها للتعتيم على جرائمها فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل عقب الأحداث المأساوية التى وقعت بالأراضى المحتلة خلال فعاليات نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، واستمرارا لدعمه دولة الاحتلال وتأيده للخطوات الاستيطانية يحل نجم كرة القدم العالمى اللاعب الأرجنتينى مهاجم فريق برشلونة الإسبانى، ليونيل ميسى، ورفاقه فى المنتخب الأرجنتينى يوم 9 يونيو المقبل ضيفا على ملعب “تيدى” الإسرائيلى بمدينة القدس المحتلة.
وتأتى هذه الزيارة فى الذكرى الـ 70 لاحتلال إسرائيل لأجزاء كبيرة من الأراضى العربية يوم 50 يونيو عام 1967، حيث تستعد تل أبيب لإقامة احتفالات ضخمة بهذه المناسبة من ضمنها استضافة النجم الأرجنتينى ومنتخبه.
وجاءت هذه الدعوة بدعم من وزيرة الثقافة ميرى ريجيف، بمناسبة إحياء ذكرى إسرائيل لاحتلالها الأراضى العربية، ووعدت أن أسعار تذاكر المبارة ستكون معقولة.
ويعكف ميسى حاليا على حملة تسويق عالمية، يلتقط فيها الصور مع اثنتين من عارضات الأزياء الإسرائيلية لصالح هاتف ذكى من تطوير شركة إسرائيلية يمكن بواسطته دفع فواتير بصورة مضمونة.
وسبق لميسى، زيارة إسرائيل عدة مرات، والتقى كبار المسئولين هناك، وحرص على التواجد عند “حائط البراق” – الحائط الغربى للمسجد الأقصى – وعدد من الأماكن المقدسة وابدى دعمه للاحتلال كما كان له لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، والرئيس الإسرائيلى الأسبق شيمون بيريز.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إن الإعدادات لاستقبال المنتخب الأرجنتينى مرت بمراحل مد وجزر، نظرا للأحداث التى شهدتها المنطقة مؤخرا، فبعد أن تمكن المسئولون فى وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية من اقناع المسئولين فى اتحاد كرة القدم الأرجنتينى بإجراء مباراة ودية قبل انطلاق المونديال، ابدى الارجنتينيون موافقتهم شرط أن تجرى المباراة فى مكان بعيد عن أماكن التوتر.
وذكرت قناة “I24News” الإخبارية الإسرائيلية، أن ملعب “عوفر” الجديد فى مدينة حيفا كان إحدى الاطروحات لاستضافة المباراة، غير أن تراجع حدة التوتر فى المنطقة خاصة فى مدينة القدس، ساعد على نقل المباراة المزمع اجراؤها لتقام فى مدينة القدس المحتلة وتحديدا على ملعب “تيدى”.
وأضافت القناة العبرية، أنه على ضوء هذا التطور المفاجئ، رصدت الحكومة الإسرائيلية على الفور مبلغ 2 مليون شيكل أى حوالى 620 الف دولار، إضافية لنقل المباراة من حيفا إلى القدس، مشيرة إلى أن تكاليف تأمين لاعبى المنتخب الارجنتينى فى القدس ستفوق 4 اضعاف هذه التكلفة فى مدينة حيفا، وأنه من المنتظر ان تبدأ على الفور الاعدادات الضرورية فى استاد “تيدى” فى القدس لإجراء المباراة ونقلها على أكمل وجه من الناحية التنظيمية واللوجستية.
وقالت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميرى ريجيف، فى تعقيبها على الموضوع: ” إنه لشرف كبير أن تستضيف القدس منتخب الأرجنتين ونجوم كرة القدم الأفضل فى العالم، وفى مقدمتهم ليونيل ميسي”.
فيما قال عوفر عينى، رئيس الاتحاد العام لكرة القدم الإسرائيلى: “يفخر منتخب إسرائيل فى استضافة احد افضل منتخبات العالم فى مدينة القدس، علينا توجيه الشكر لكل من ساهم فى انجاز هذا الحدث”.
وأشار الإعلام الإسرائيلى، إلى أن هذا سيكون آخر مباراة ودية للمنتخب الأرجنتينى كاختبار لقدراته قبيل انطلاق مونديال روسيا 2018 الذى سيشارك فيه.
وتأتى المباراة قبل توجه منتخب الأرجنتين إلى روسيا لخوض منافسات كأس العالم 2018، حيث أوقعته القرعة فى المجموعة الرابعة بجانب منتخبات كرواتيا ونيجيريا وأيسلندا.
وفى المقابل، دعت حملة مناهضة لإسرائيل فى الأرجنتين اتحاد الكرة المحلى، لإلغاء المباراة الودية بين المنخب الأرجنتينى ونظيره الإسرائيلى، حيث أرسلت الحملة خطابا لاتحاد الكرة الأرجنتينى، وقعت عليه “اللجنة الأرجنتينية للتضامن مع فلسطين”، تناشد بإلغاء المباراة المجدولة فى التاسع من يونيو المقبل، قبل أقل من أسبوع على انطلاقة مونديال روسيا.
وطالب الخطاب بـ”إلغاء اللقاء تضامنا مع قيم الشعب الأرجنتينى تجاه الشعوب ضحايا الظلم والتمييز والإبادة”، فيما أطلقت الحملة على موقع “تويتر” هاشتاج باسم “لا تذهبى يا أرجنتين”.
وقالت وسائل إعلام عبرية، أن المنتخب الأرجنتينى يتفاءل بلقاء نظيره الإسرائيلى وزيارة حائط البراق قبيل بطولات كأس العالم، مثلما حدث عام 1986.
وتكررت اللقاءات الودية بين المنتخين قبيل مونديال 1990 فى إيطاليا و1994 فى الولايات المتحدة، لكن الأرجنتين لم تتوج بطلة لأى منهما.
يشار إلى أن الرئيس الإسرائيلى رؤوفين ريفلين مشجع كبير لميسى ومارادونا، وقال قبل شهرين إن “إسرائيل عليها أن تتعلم من الأرجنتين. نحن فى إسرائيل نفعل كل شيء بشكل جيد، ماعدا لعب الكرة”.